الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

مشاهدة كأس العالم صداع في رأس الحكومات العربية

7 يونيو 2006
يثير التشفير الذي لجأت اليه شبكة راديو وتلفزيون العرب (ايه آر تي) مالكة الحقوق الحصرية لنقل مباريات كأس العالم ، ردود أفعال متباينة المشاهدين في العالم العربي الذين سيضطرون الى الحصول على بطاقات فك التشفير من اجل متابعة الحدث الكروي الكبير·وترفض الشبكة التي يملكها رجل الاعمال السعودي صالح كامل وتحتكر بث المونديال الى المنطقة العربية خلافا لما كانت عليه الحال في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، بيع التلفزيونات الرسمية حقوق النقل على المحطات الارضية بعد ان دفعت مبالغا طائلة تقدر بملايين الدولارات للحصول على حق النقل الحصري للعرس الكروي·
وهي تعرض في المقابل على المؤسسات التلفزيونية الرسمية او الخاصة في الدول العربية ملخصات يومية عن المباريات تتراوح مدتها بين عشرين وثلاثين دقيقة لقاء مبلغ يتفق عليه ويتراوح بين 250 الى 300 الف دولار حسب البلد او المؤسسة·وحاولت السلطات الرسمية في الدول العربية والمسؤولون عن المؤسسات الخاصة الذين ما زال بعضهم يقوم بمساع حتى الآن، حمل المسؤولين في 'ايه آر تي' على التراجع عن قرارهم عدم بيع حقوق نقل كامل المباريات للبث الارضي، بيد ان آخرين رضخوا للامر الواقع·
وفي معظم الدول العربية، تغطي صفحات الصحف الاعلانات للحصول على خدمة 'ايه آر تي' التي تملك عدة قنوات رياضية·وتعرض الشبكة في اعلاناتها تسهيلات تشمل تقديم طبق لاقط وجهاز استقبال وبطاقات لفك التشفير لقاء مبلغ يتراوح بين مئتين و400 دولار حسب نوع الاشتراك خلال فترة المونديال فقط او لثلاثة اشهر او عام كامل·وتشكل المقاهي احد الحلول لمتابعة المباريات·
ففي مصر كما في معظم الدول العربية، سيتجمهر عشاق الكرة ممن اصابهم ضيق الحال في المقاهي التي اشترى اصحابها البطاقة اللازمة لنقل المباريات يوميا بهدف انعاش مبيعاته وجني الارباح·لكن المقيمين في منطقة بورسعيد والقناة سيتابعونها مباشرة عبر التقنية التلفزيونية الاسرائيلية·
اما في الاردن فسيحاول معظم المشاهدين متابعة المباريات عبر الاقنية الفلسطينية التي يبلغ عددها نحو عشرين قناة ولا سلطة لشبكة راديو وتلفزيون العرب عليها، مع ان بعض الشركات والمصارف اعلنت عن تسهيلات مالية لمن يريدون الاشتراك في 'ايه آر تي'·فقد اعلنت شركة الاتصالات 'فاست لينك' ومصارف عن تقديم قروض او فتح حسابات او اشتراكات لقاء مبالغ معينة لتسهيل الحصول على بطاقات الاشتراك التي يبلغ ثمنها حوالى 400 دولار·
وفي سوريا، ينتهز اصحاب المطاعم والمقاهي هذه الفرصة للاعلان عن الخدمات التي سيقدمونها خلال المونديال التي سيعرضون اثناءها المباريات على 'شاشات ضخمة' ويقدمون 'اطيب المشروبات والنرجيلة باسعار معقولة'·وقد حددت الشبكة ثمنا للعرض التجاري للمطاعم والمقاهي وصل الى 250 الف ليرة (نحو خمسة آلاف دولار)، بينما يمكن لاي مواطن عادي ان يدفع بين 150 و350 دولارا ثمنا لبطاقة الاشتراك المنزلي·
وبهذه المناسبة اعلنت شركات للهاتف المحمول التي خصصت مئات الجوائز لمن يشتري خطوطها عن جائزة هي بطاقة الاشتراك في 'ايه آر تي' من اجل متابعة مباريات المونديال على ان تجرى عملية سحب لتحديد اسماء الفائزين·كما اعلنت مطاعم اخرى عن جوائز قيمة يومية لروادها الذين ينجحون في توقعاتهم لنتائج المباريات، في عملية الهدف منها استقطاب العدد الاكبر من 'مدمني' كرة القدم·
وفي العراق الذي يشهد تدهورا في الوضع الامني ويشكل المونديال متنفسا لابنائه، يثير احتكار نقل مباريات المونديال من قبل محطات فضائية مشفرة غضب العراقيين في شكل عام وعشاق كرة القدم خصوصا نظرا لعدم قدرة كثيرين منهم على شراء بطاقات الاشتراك التي تتراوح اسعارها بما بين 175 و355 دولارا·
ورغم هذه العراقيل المالية بدأت محال بيع بطاقات فك التشفير تشهد اقبالا مما ولد انتعاشا في المبيعات وارتفاعا بالارباح ليس لوكالات البيع وحدها بل للشركات التي اطلقت تلك البطاقات·وفي لبنان بدا الوضع مختلفا في بادىء الامر، اذ اخذت قضية حقوق النقل التلفزيوني المتأزمة منحا تصاعديا في شكل يومي وسط تساؤلات محبي اللعبة عن الحلول الشافية لمتابعة مباريات المونديال، الذي يشكل حالة استثنائية يعيشها افراد المجتمع على مختلف اعمارهم·
وانتقل الحديث عن كيفية مشاهدة مباريات المونديال من الشارع الى المكاتب الرسمية اثر تدخل رجال السياسة لايجاد حل للمعضلة التي اثارت حنق اللبنانيين الذين اعتادوا متابعة اهم الاحداث العالمية من دون شروط·
وتنفس محبو المستديرة الصعداء بعد اعلان وزير الاعلام غازي العريضي عن اتفاق مع 'ايه آر تي' للسماح بنقل المباريات من دون اي تكاليف اضافية على المشتركين في شبكات الكابل·وجاء القرار اثر اجتماع عقد في وزراة الاتصالات بين مستشار رئيس مجلس ادارة 'اي آر تي' محمد ياسين والوزراء العريضي وجو سركيس وميشال فرعون، وتقرر فيه ان يدفع اصحاب الشبكات حوالي نصف مليون دولار خلال 48 ساعة من دون فرض مبالغ اضافية على المشتركين·
وكانت وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة سلطت الضوء على القضية، اذ احتل خبر بث مباريات المونديال العناوين العريضة للنشرات الاخبارية في الاونة الاخيرة· واذ ابدى كثيرون تخوفهم من حرمانهم متابعة اكبر تظاهرة كروية، برز اقبال كثيف على الاشتراك مع احدى الشركات المفوضة من قبل 'ايه آر تي' بيع الاشتراكات الخاصة بقنواتها الرياضية·
وبلغ سعر الاشتراك حوالي 160 دولارا اميركيا، بيد ان الامر اختلف بالنسبة الى المقاهي والفنادق الذين فرضت عليهم تعريفة اكبر، وسيعقد اجتماع في وزارة السياحة بين هؤلاء وممثل 'اي آر تي' في محاولة لايجاد مخرج يرضي الطرفين·وكان اصحاب المصالح قد بدأوا حملاتهم الترويجية لكسب الزبائن منذ اسابيع عدة عبر وضع شاشات عملاقة واقامة برامج خاصة بالمناسبة الكروية، الى دفع بعضهم المبلغ المطلوب بالنظر الى المردود الوفير الذي سيعود عليهم جراء اقبال الرواد اللبنانيين والعرب على حد سواء، اذ يعتبر فصل الصيف هذه السنة موسما سياحيا رياضيا بوجه كروي·
وفي دول الخليج، تبدو المشكلة اخف وطأة لان الحال اكثر يسرا فضلا عن ان شاشات عملاقة ستنصب امام المقاهي والمطاعم في مساحات واسعة تتسع احيانا لثلاثة الاف متفرج كما هي عليه الحال في احد مطاعم دبي·
من جهتها، تحاول شبكة راديو وتلفزيون العرب التي يأمل المشاهدون العرب ان تخفف من احتكارها بينما يهدد اصحاب المطاعم والشركات التي تمكنت من الحصول على حق البث منها باللجوء الى المحاكم، التوصل الى حل قد يرضي البعض·وقد يكون الحل بث المباريات على شبكة الانترنت بموجب اتفاق مع شركة الاتصالات المصرية او عبر الاذاعة بموجب اتفاق مع الاذاعة الاردنية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©