الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نضحي بأرواحنا ليحيا الوطن

نضحي بأرواحنا ليحيا الوطن
18 أكتوبر 2017 21:24
السيد حسن ( الفجيرة / كلباء ) امتزجت مشاعر الفخر بالحزن في منطقة مدوك بالفجيرة ، وحي الجامعة بمدينة كلباء، بعد أن تلقى أهالي شهيدي الواجب الوطني : الرائد طيار علي سعيد سيف المسماري، والملازم أول طيار بدر يحيى محمد المراشدة نبأ استشهادهما مساء أمس، حيث عبر أهالي الشهيدين عن شعورهم بالفخر الشديد لنيل البطلين مرتبة الشهادة أثناء أداء مهمتهما ضمن عمليات قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية للوقوف مع الشرعية في اليمن . وأكدوا استعدادهم للتضحية بأنفسهم ليحيا الوطن، وأن الأرواح ليس لها قيمة تذكر إذا ما كان الوطن يستشعر الخطر، وجددوا العهد والولاء للقيادة الرشيدة بالذود عن حمى الوطن، مؤمنين بأن النصر لنا وإن طالت الدرب بنا. أسود في الحروب قال والد الشهيد رائد طيار علي المسماري : «أحتسب ابني شهيداً في سبيل الله ، واليوم هو يوم عرس بقدر ما هو حزين ، ولكن الجزاء جاء من الله ، والشهادة خير ما يتمناه الإنسان في حياته .. ونحن راضون بقسمة الله أقوياء لا يهزنا شيء في قدر الله وقدره ، نحن مؤمنون بالله سبحانه وتعالى ، ولا نقول إلا ما يرضيه حسبنا الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، له ما خلق وله ما انتقى من أرواح البشر» . وأحب أن أقول للقاصي والداني ، إننا شعب جبار ، إذا ما مسه سوء، أو جار عليه أحد نكون في ساحات الوغى كالأسود ، ونضحي بأرواحنا وبكل قطرة دم من أجل أن يحيا الوطن، ومن أجل أن يصبح أبناؤنا كراماً عِزازا . المكالمة الأخيرة وتابع والد الشهيد علي المسماري: اتصل الشهيد بي مساء أمس الأول، وكنت في المسجد لأداء الصلاة وقال لي سلم على الجميع ، وكانت كلماته يملأها الشوق والحنين. وللشهيد علي المسماري بنت وولدان مريم 9 سنوات، وسعيد 6 سنوات، وخالد سنتان ونصف ، وهو ضمن أسرة مكونة من 9 أشخاص منهم 7 بنات وولدان . كان رحيماً من جانبه قال علي عامر حميد الجليل والد زوجة الشهيد علي المسماري : « كان على خلق قويم ، ولم نر منه شيئاً مسيئاً ، وكان متزناً في كل شيء ومن الصابرين. وأضاف: كانت علاقة الشهيد بي وبأسرته ممتازة للغاية، ولم يكن فظاً، بل كان مع أهله رحيماً وودوداً ووثيق الصلة بأهله باراً بهم ومداوماً على الاتصال بأهله وأولاده وهو في ميادين القتال باليمن ، ونحن بلا شك نحتسبه عند الله شهيداً ونعم الدرجة ونعم المكانة، رحم الله علي ورحم كل شهداء الوطن . وقال العقيد راشد سالم اليللي من أهل الشهيد :» ونعم الرجل ، كان من رواد المساجد ، يصلي كل الفروض في وقتها، وكان مبتسماً بشوشاً في وجه الجميع ، لم أر على وجهه ذات يوم علامات غضب أو مكابرة ، بل كان دائماً متواضعاً محباً لأهله ومجتمعه، وكان محبوباً في منطقة مدوك . وله شقيقان في القوات المسلحة سيف ومحمد. من جانبه قال حسن عبيد حسن اليماحي من أهالي الشهيد : على الرغم من حزننا الكبير، إلا أن مكانة الشهيد تعد فخراً كبيراً لنا جميعاً، وكلنا نتمنى هذه المكانة الرائعة التي ليس بعدها مكانة، ونؤكد أن أرواحنا جميعاً فداء للوطن. حي الجامعة بكلباء وفي حي الجامعة بمدينة كلباء ، امتزجت أيضاً مشاعر الفخر بالشهادة مع مشاعر الحزن على فقدان الشهيد بدر يحيي محمد المراشدة، ليتأكد كما في كل مكان على أرض الإمارات أن الوطن فوق الجميع. المجد للوطن وقال والد الشهيد بدر يحيى محمد المراشدة :» لا تسألوا عن شيء مهما كانت قيمته إذا ما قورن بالوطن ومكانته وعلوه ومجده ، لأننا جميعاً نكد ونتعب ونركض هنا وهناك من أجل الوطن وإعلاء مكانة الوطن الذي منحنا كل شيء ، قطرات الدماء رخيصة على هذا الوطن ، الأرواح ليس لها قيمة تذكر ، إذا ما كان الوطن يستشعر الخطر، نموت فداءً للإمارات وقيادتها الحكيمة. وتابع والد الشهيد: كلنا يد واحدة ، كلنا اليوم وغداّ كما كنا بالأمس القريب والبعيد ، يد واحدة في وجه الطامعين المغتصبين المتطلعين لحدودنا وأراضينا، نحن لهم بأولادنا وبحياتنا بالمرصاد، لو متنا جميعا في سبيل الوطن أهون وأفضل لنا من أن نفرط في الأرض، لأن أرض الإمارات غالية ووفية وأبية وكريمة ومن يحيا فيها يعلم ذلك علم اليقين. وأكد والد الشهيد بدر المراشدة، نجدد العهد والولاء لشيوخنا الكرام دون استثناء ونقول لهم، نحن على العهد محافظين واثقين بأن النصر لنا وإن طالت وامتدت الدرب بنا ، فلن يكون لنا إن شاء الله تعالى سوى النصر المظفر ، فنحن لا نبكي أولادنا بقدر ما نشعر بالفخر لاستشهادهم في ساحات القتال ، وتلك بالقطع شيم الكبار والعظماء من أبناء وطني الشهداء . من جانبه أوضح سلطان حمد الشاعر الزعابي خال الشهيد بدر المراشدة : أن الشهيد عمره 24 سنة وهو متزوج، ولديه طفلة صغيرة ، ويعد أول إخوانه وهم 3 أولاد و 3 بنات ، وقد التحق بالقوات المسلحة منذ 6 سنوات ، عقب تخرجه من معهد الطيران المشترك بأبوظبي . وذكر الزعابي أن الشهيد كان حسن الخلق وعطر الذكرى، وكان اجتماعياً من الدرجة الأولى ، ويشهد الجميع على خلقه الطيب وسيرته الحميدة وصفاته الرائعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©