إثيوبية تواجه أشباح الرعب الأحمر

رغم مرور 13 عاماً، تعرفت ''هيروت إبيبي جيري'' فوراً على الرجل الذي عذبها خلال حملات تطهير ''الرعب الأحمر'' الوحشية بأثيوبيا· ولكنها بعدما لمحت ''كيلبيسا نيجيو'' بردهة فندق في ''أتلانتا'' عام ،1990 بدأت سلسلة من الأحداث انتهت الشهر الماضي بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة الإبادة الجماعية· وبداية قصة ''هيروت'' كانت نسخة طبق الأصل من قصص كثيرين في أديس أبابا تحت حكم ''منجيستو'' الذي استمر 17 عاماً· كانت ''هيروت'' بسن المراهقة في عام 1977 عندما أعلن عن حملة تطهير لخصومه وحطم زجاجة صغيرة مملوءة بالدم في الميدان الرئيسي بالعاصمة· وبعد قليل خطفتها الشرطة هي وشقيقتها الصغرى من منزلهما وسحبتهما بملابس النوم· وجردت ''هيروت'' من ملابسها وعلقوها من قدميها وكمموا فمها بجورب منقوع في القيء وعذبوها طول الليل· وقالت ''هيروت'' ''كان صبي عمره 11 عاما من الشارع الذي كنت أعيش فيه معلقا من قدميه وينزف بغزارة عندما أحضروني·· سمعت الشرطة أن كان بحوزته مسدساً وأبلغهم أنه أعطاه لي· وحتى اليوم لا أعرف شيئا عن هذا المسدس''· وأطلق سراح هيروت بعد شهرين عندما قرر مسؤول آخر أنه لا يمكنها تحمل المزيد من التعذيب· ومشت على قدميها إلى إريتريا المجاورة ومنحت في نهاية الأمر جواز سفر كندي· وعلمت هيروت بوجود ''كيلبيسا'' في الولايات المتحدة بعدما أبلغتها صديقة لها كانت تعمل نادلة في نفس الفندق، والتي تعرضت للتعذيب أيضاً على يديه· وانضمت إليهما ضحية ثالثة وبدأن معركتهن لتسليمه إلى أثيوبيا· وفي العام الماضي قابلت ''هيروت'' كيلبيسا للمرة الاولى في ساحة القضاء· وقالت بعد صدور الحكم وعيناها مغرورقتان بالدموع ''النسيان مستحيل، لكنني لن أفكر فيه كل يوم بعد الآن''· ويأمل كثيرون مثل ''هيروت'' التي تبلغ من العمر الآن 46 عاماً أن ينال ''منجيستو'' نفس المصير في يوم من الأيام·