الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: حماية أمن الوطـــــــن.. فريضة

العلماء: حماية أمن الوطـــــــن.. فريضة
1 ديسمبر 2016 21:15
أحمد مراد (القاهرة) اعتبر علماء الدين العمل على حماية أمن المجتمع واستقراره فريضة شرعية وواجباً إنسانياً يجب على المسلم أن يلتزم به حتى تستقيم حياة أفراد المجتمع، مشيرين إلى أنه من أجل ضمان حماية أمن المجتمع واستقراره، قرر الإسلام عقوبات رادعة لمن يسعون في الأرض فساداً، ويعتدون على أمن المجتمع. د.أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء، يوضح أن الدين الإسلامي جاء بمبادئ وتعاليم سامية تجعل من حماية أمن المجتمع فريضة شرعية وضرورة حياتية، وقد شددت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ضرورة الالتزام بهذه المبادئ، وتلك التعاليم التي تحمي أمن المجتمع حتى تستقيم حياة أفراد المجتمع، كما حرم الإسلام الحنيف طرق ووسائل الاعتداء على أمن واستقرار المجتمع كافة. وقال د.عمر هاشم: «الإسلام يضع على كاهل المسلم مسؤولية حماية أمن مجتمعه ووطنه، ويعتبر ذلك واجباً دينياً وإنسانياً لا يمكن بأي حال من الأحوال التفريط فيه، ويكفي أن نشير إلى أن الإسلام حينما شرع القصاص والحدود للحفاظ على أمن المجتمع وحقوق أفراده، لم يجعل الله تعالى ذلك بأيدي الناس، بل جعله بيد ولي الأمر حتى لا تصبح حياة المجتمع فوضى، فتزهق الأرواح، وتراق الدماء على مذابح الأضغان والأحقاد، دم هنا، ودم هناك، مما يعرض أمن المجتمع واستقراره للخطر، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الخطر، حيث قال: «لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض»، أي إن الذي يستحل الرقاب وإزهاق الأرواح ينتكس في حياته، ويعود إلى ما كان عليه أهل الجاهلية، ولا يكون حينئذ من المؤمنين، بل إنه يرجع إلى عهود الكفر، ولا يراعي الحرمات التي أمر الإسلام بحمايتها، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا»». عقوبات رادعة وأضاف: «حذر القرآن الكريم أشد التحذير من محاربة الله ورسوله، وقرر عقوبات رادعة لمن يسعون في الأرض فساداً، ويحاربون الله ورسوله ويعتدون على الحرمات، ويعّرضون مجتمعهم ووطنهم وأمتهم لمخاطر جسيمة فقال سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، «سورة المائدة: الآية 33»، وذلك لأن الإفساد في الأرض والعدوان على المجتمع من أبشع الجرائم التي إذا انتشرت في بيئة، أو تفشت في مجتمع نشرت الرعب والفزع والفتن، وأشعلت نار البغضاء والثأر بين الناس فلا تستقر حياة المجتمع، ولا يأمن الناس على دمائهم، وعلى أموالهم، ولا على أغراضهم». ودعا المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى ضرورة العمل على استتباب الأمن والاستقرار والطمأنينة في مجتمعاتهم، وعلى الجميع أن يعلم أن أخطر ما يقدم عليه من جريمة نكراء هو العدوان على أمن مجتمعه، ومن واجب الأفراد أن يحافظوا على حرمة المجتمع بما فيه من الأنفس والأموال والأعراض، وأن يتواصوا بالحق وبالصبر، وأن يسعوا جاهدين إلى نشر الأمان والاطمئنان، وأن يكونوا جميعاً على قلب رجل واحد، وألا يختلفوا، وألا يتعصبوا، وأن يستجيبوا للأمر الرباني (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا...)، «سورة آل عمران: الآية 103». رؤية شاملة وقال د‏.‏نبيل السمالوطي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر: «لا يوجد دين من الأديان حث على حماية أمن المجتمع مثلما حث الإسلام الحنيف، حيث جاء الإسلام برؤية شاملة لتحقيق أمن واستقرار المجتمع، ولعلَّ هذا ما جعل الإسلام يعطي الأسرة مكانة مركزية في المجتمع، حيث شدد الدين الحنيف على ضرورة أن تعمل كل أسرة على بناء شخصية أبنائها وفق قيم وروح الولاء للمجتمع ونظامه، فالأسرة هي المؤسسة الأهم في صناعة الإنسان المسلح بالعقيدة والقيم والقدرات، الإنسان المبدع المنجز المنتج الذي لديه ولاء لربه ثم أسرته ثم مدرسته ومجتمعه وأمته». وأضاف د.السمالوطي: «نظام الأسرة الذي أسسه الله قبل الهبوط بآدم إلى الأرض (... اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ...)، هو المسؤول عن تربية وبناء الإنسان المؤمن القادر على حفظ دينه ومجتمعه وتحقيق أمنه واستقراره، وذلك من خلال حفظ نفسه وأنفس الآخرين لأنه يؤمن أنه (... مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا...)، «سورة المائدة: الآية 32»، والأسرة هي المسؤولة عن صناعة الإنسان المؤمن الذي يجمع المال من الحلال، ويؤدي حق الله فيه، والإنسان المؤمن النافع لنفسه وأسرته ومجتمعه، والإنسان المبدع المنجز المتعاون المحافظ على حقوقه وحرياته وحقوق الآخرين وحرياتهم، ومن خلال ذلك كله يتحقق أمن المجتمع». نعمة جليلة وأشار فضيلة الشيخ عبدالعزيز النجار، من علماء الأزهر، إلى أن قضية أمن المجتمع من أبرز القضايا التي اعتنى بها الإسلام واعتبرها نعمة جليلة ينبغي لكل فرد في المجتمع أن يحافظ عليها، فالناس جميعاً يجب أن ينعموا بها، ولذلك قال الله تعالى: (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ)، «سورة قريش: الآيات 3 - 4»، ففرق بين الأمن الغذائي والأمن المجتمعي، والأخير يحمي أرزاق وأعراض وحرية أفراد المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©