الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«زايد التراثي».. رسالة من الماضي إلى «حضرة المستقبل»

«زايد التراثي».. رسالة من الماضي إلى «حضرة المستقبل»
1 ديسمبر 2016 21:04
أحمد السعداوي (أبوظبي) انطلق الكرنفال التراثي الإماراتي العالمي من على أرض منطقة الوثبة بأبوظبي حاملاً اسم «مهرجان الشيخ زايد التراثي»، متضمناً أطيافا من لآلئ الموروث المحلي الإماراتي إلى جانب نماذج من تاريخ وعادات وتقاليد عديد من شعوب العالم، في الفعالية الأضخم بين المهرجانات التراثية في المنطقة والعالم، والتي تستمر من 1 ديسمبر وحتى مطلع العام القادم. ويقدم المهرجان للأعداد الكبيرة من زائريه وجبة تراثية فريدة تزداد جمالاً وألقاً بروعة التنظيم والحرص على توفير كافة وسائل الراحة والضيافة للجميع، حتى يكون المهرجان وجهة عائلية بامتياز تأخذ الزائرين في رحلة إلى أعماق التاريخ والتراث الإماراتي والعالمي. الوطن والقيادة 40 كيلو متراً من قلب العاصمة، هي المسافة إلى الحدث التراثي الضخم الذي يقام تحت شعار «أرض الإمارات ملتقى الحضارات»، وتستضيف نسخته هذا العام، زخم هائل من الفعاليات تصل إلى 1500 فعالية تراثية من مختلف أنحاء العالم، مصحوبة بالاحتفالات الكبرى المقامة هناك بمناسبة اليوم الوطني ويحييها نخبة من أفضل النجوم، مرددين أروع الكلمات وأعذب الألحان في حب الوطن والقيادة، صاحبة الفضل الأكبر في النهضة التي تعيشها دولة الإمارات في كافة المجالات، وحرصها في ذات الوقت على حفظ تاريخ الآباء والأجداد ونقلها إلى الأجيال الجديدة والعالم عبر الفعاليات والمهرجان التراثية التي تشهدها الدولة على مدار العام وعلى رأسها مهرجان الشيخ زايد التراثي، الذي يحتل مكانة خاصة في قلب كل إماراتي وإنسان يعمل أو يعيش على هذه الأرض كونه يحمل اسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي أرسى في نفوس الجميع قيمة التراث وضرورة تأصيله في النفوس، كونه الحصن والحامي ضد عالم مليء بالمتغيرات الثقافية والاجتماعية الآتية من كل حدب وصوب. متحف عالمي وصولاً إلى أرض المهرجان، يجد الزائر منطقة الوثبة، وقد تحولت إلى أشبه بمتحف عالمي مفتوح، في ظل شتاء إماراتي رائع منح أجواء اليوم الافتتاحي للمهرجان، مذاقاً خاصاً وحفز الكثير من الأسر والعائلات على زيارة المهرجان، وهو ما بدا عبر جموع الجماهير التي انتشرت في أرجاء ساحة المهرجان. إلى اليمين من البوابة الرئيسة يطالع الجمهور الحي الإماراتي، الذي يضم بين جنباته معرض حي لحياة أهل الإمارات في قديم الزمن، من حرف وصناعات ووسائل حياة، تقدم بشكل مباشر وتفاعلي أمام الجمهور، الذي يطالع ويسأل ويستكشف هذه المكونات التي انتشرت في البيئات الأربع المعروفة في أرض الإمارات، وهي الساحلية، والبدوية، والجبلية، والزراعية. عروض يومية كما يتضمن الجناح الإماراتي عروض يومية للفلكلور الشعبي والأهازيج الإماراتية وعروض الحربية والعيالة، بوصفها الفن الإماراتي الأشهر على مستوى العالم، والذي يؤديه أبناء الإمارات في أرديتهم البيضاء المشرقة وحركات إيقاعية منتظمة تعكس قدر كبير من الاعتزاز بماضي الأجداد والقدرة على تقديمه في أبهى صورة في مختلف المحافل. ويجاور الحي الإماراتي، ساحة ركوب الهجن، التي تتيح للصغار وعائلاتهم من مختلف الجنسيات ركوب المطايا والتقاط صور تذكارية معها، تسجل لحظات حضورهم الحدث التراثي الذي يترقبه عشاق الأصالة سنوياً. أما ساحة عرض جمال الخيل، تحتل هي الأخرى مكانة كبيرة استناداً للقيمة المهمة التي يحتلها الخيل في عقول وأفئدة الجميع، بما ارتبط به من معاني النبل والفروسية وممارسة واحدة من أرقى الرياضات التي عرفها الإنسان العربي قبل عشرات القرون، حيث يتعرف الجمهور على بعض المعلومات عن الخيول وأنواعها وأبرز صفاتها وغيرها من المعارف العامة المرتبطة بهذا الكائن الجميل، على ايدي خبراء متخصصين في تربية وتدريب الخيول. سرد تاريخي وعلى مساحة 2000 متر ضمن الكرنفال التراثي، يمكن للزائر معايشة سرد تاريخي وعلمي للحياة على أرض الإمارات ضمن جناح «ذاكرة وطن» الذي ينظمه الأرشيف الوطني لدولة الإمارات، والذي يتضمن 11 قسماً تتناول أشكال الحياة في الإمارات، ويستطيع الزائر الاطلاع على محتويات كل قسم في الجناح عبر شاشة تفاعلية تعمل باللمس ما يسهل له الوصول إلى هدفه وزيارة القسم الذي يريد الاطلاع عليه، إضافة إلى وثائق نادرة وعرض مبتكر لمسيرة اتحاد الإمارات وفعاليات متنوعة عن تاريخ الدولة. ويعتبر جناح ذاكرة الوطن بما يحققه من مزاوجة بين الماضي المجيد لدولة الإمارات والحاضرة المشرق والتقنيات الحديثة والمتطورة الركن الرئيس في مهرجان الشيخ زايد التراثي وأغنى فعالياته بالموروث الثقافي الذي يقدمه للزوار بأسلوب ترفيهي جميل وأبرز فعاليات المهرجان بما فيه من أفكار جديدة تنسجم ورؤى القيادة الحكيمة وبما يضمه من صور وأفلام وثائقية تاريخية ولمحات من حياة وإنجازات باني نهضة الإمارات، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. ملتقى عالمي وغير بعيد عن ساحة العروض تناثرت باقي فعاليات وأجنحة المهرجان، في تناسق بديع، تعكس مدى قدرة أبناء الإمارات على تنظيم مذل هذه الفعاليات الكبرى، التي جعلت من الإمارات خاصة العاصمة أبوظبي، ملتقى عالمي لشعوب الأرض لحضور والاستمتاع بكافة الفعاليات والمهرجانات والأحداث الكبرى التي تعكس الوجه الحضاري المشرق لأبناء الإمارات في كل وقت وحين. الحياة البحرية حاضرة في الفعاليات يشاهد جمهور المهرجان كيفية صناعة السفن وأدوات الصيد والغوص عن اللؤلؤ، وبيوت الشعر، وبيوت العريش، ويعيش تجربة الضيافة العربية الأصيلة المشهورة بتقديم القهوة والتمر للضيوف، فضلاً عن تذوق أطايب أطعمة المطبخ الإماراتي الشعبي من بلاليط ولقيمات ونخي وغيرها من المأكولات التراثية التي يتوافد عليها الجميع من أجل نيل نصيبه منها في أي من الفعاليات التراثية المقامة في الدولة أو خارجها، فضلاً عن فرصة اقتناء أي من المنتجات التقليدية الإماراتية التي يعرضها 200 محل مخصص للأسر الإماراتية المنتجة، والتي تخصص معظمها في طرح الهدايا والمشغولات المرتبطة بالبيئة الإماراتية الأصيلة. فنون عالمية في المهرجان جابت عروض كرنفالية من عديد من دول العالم حاملة رسائل حب من شعوب تلك الدول إلى أشقائهم من أبناء الشعب الإماراتي الذين يحتفلون باليوم الوطني، فامتزجت العروض التراثية الإماراتية بالفنون العالمية لتجعل من مهرجان الشيخ زايد التراثي حدثاً عالمياً بامتياز، وسط حضور جماهيري كبير من كافة الأطياف والجنسيات امتلأت بهم ساحة العروض لمتابعة أشكال الفنون المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©