أكدت مسؤولة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة نافي بيلاي أمس أن لديها شكوكاً جدية في أن العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تتماشى مع القانون الدولي الذي يحظر استهداف المدنيين ومنازلهم.وذكرت بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة أن القانون الدولي يلزم إسرائيل باتخاذ كل الإجراءات لضمان أن تكون هجماتها متناسبة وتفرق بين الأهداف العسكرية والمدنية وتتفادى سقوط قتلى من المدنيين.وقالت «تلقينا تقارير مزعجة بشدة بأن الكثير من القتلى المدنيين وبينهم أطفال سقطوا نتيجة لهجمات على منازل».
تثير مثل هذه التقارير شكوكا جدية بشأن مدى مراعاة الهجمات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. ودعت بيلاي أيضا الجماعات الفلسطينية المسلحة إلى الالتزام بالقانون الدولي وأشارت إلى أن المعدات العسكرية يجب ألا توضع في مناطق مكتظة بالسكان ويجب ألا تنطلق هجمات من هذه المناطق. وقالت إن استهداف منازل المدنيين يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي إلا إذا كانت هذه المنازل تستخدم في أغراض عسكرية.
وأضافت بيلاي «سارت إسرائيل وحماس والجماعات الفلسطينية المسلحة في غزة على هذا الدرب من قبل ولم يسفر إلا عن قتل ودمار وانعدام للثقة وإطالة مؤلمة للصراع». يتحمل المدنيون هذه المرة مجددا عبء الصراع.
من جانبه، أبدى توني بلير مبعوث الرباعية الدولية للشرق الأوسط قلقه من تزايد قتل المدنيين في غزة واستمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقال بلير في القدس «أنا قلق للغاية بشأن ما يحدث الآن. سقط نحو مئة قتيل في غزة كثيرون منهم مدنيون. وإطلاق الصواريخ مستمر بشكل عشوائي صوب الشعب الإسرائيلي. دعونا جميعا إلى ضبط النفس وتهدئة التوترات لكن ما أخشاه أن الواقع الآن هو أن الوضع يزداد توترا». ودعا بلير إلى حل طويل الأمد لإنهاء العنف. وقال «أعتقد أننا نحتاج بشكل عاجل إلى ترتيبات قصيرة الأجل وترتيبات تمكننا من تخفيف التوتر واستعادة الهدوء نوعا ما. لكنني لا أعتقد أن ذلك يمكن أن يتحقق ما لم توضع الموارد في مكانها، نوع من حل القضايا الأطول أمداً وهي جوهر هذا الصراع والعنف. وبدون هذا الحل طويل الأمد أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية التوصل إلى سلام في الأمد القصير». واستبعد بلير أن تتمكن إسرائيل من تدمير حركة حماس. وقال بلير في مقابلة حصرية مع صحيفة «يديعوت احرونوت» في موقعها الإلكتروني ان إسرائيل لن تتمكن من تدمير حماس كحركة سياسية، مضيفا ان الرغبة في مثل هذه الخطوة يجب ان تأتي من الشعب الفلسطيني نفسه.
وأعرب بلير عن قلقه إزاء الجولة الحالية من القتال بين إسرائيل وحماس والمنظمات المسلحة في غزة. ودافع عن السياسة الأوروبية فيما يتعلق بانتقاد إطلاق الصواريخ التي دفعت عدة ملايين من الإسرائيليين إلى اللجوء الى الملاجئ الواقية من القنابل مؤخرا.وتابع أن منظومة القبة الحديدية المضادة للصواريخ منعت حدوث خسائر جسيمة في الأرواح.وفيما يتعلق بمشاركة الاتحاد الأوروبي في جهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، قال بلير إن الاتحاد الأوروبي لديه دور كبير ليقوم به ولكن يمكن للمرء لعب ذلك الدور إذا حظي بثقة كلا الجانبين وان هذا أمر صعب.(عواصم-وكالات)
الجيش المصري يأمر بإرسال 500 طن مساعدات غذائية وطبية إلى غزة
وصفت مصر أمس الهجمات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة بأنها تصعيد غير مسؤول وقالت إن ضرب القطاع استخدام مفرط وغير مبرر للقوة وطالبت المجتمع الدولي بالعمل لمنع سقوط مزيد من الضحايا.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إن القائد العام للجيش ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي أمر بإرسال 500 طن مساعدات غذائية وطبية إلى غزة. وأضافت أن قرار المساعدات جاء في نطاق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي «بسرعة اتخاذ الإجراءات الداعمة للشعب الفلسطيني».وقالت مصادر أمنية في معبر رفح الحدودي مع القطاع إن 11 مصاباً فلسطينياً دخلوا الأراضي المصرية مساء أمس الأول بعد فتح استثنائي للمعبر وإن ثمانية منهم نقلوا إلى مستشفيين في القاهرة للعلاج من إصابات خطيرة وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن الجيش المصري سيقدم مساعدات غذائية وطبية.
وقال بيان لوزارة الخارجية «ترفض مصر تماماً التصعيد الإسرائيلي غير المسؤول في الأراضي الفلسطينية المحتلة والذي يأتي في إطار الاستخدام المفرط وغير المبرر للقوة العسكرية وما يترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين الأبرياء». وأضاف البيان أن مصر تطالب إسرائيل «بضبط النفس وتحكيم العقل، أخذا في الاعتبار أنها قوة احتلال عليها التزامات قانونية وأخلاقية لحماية المدنيين».
(القاهرة-وكالات)
عدد اليوم
