الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بيوت السفاري تنعش صناعة السياحة في زامبيا

6 يونيو 2006
إعداد - عدنان عضيمة:
أصبح كره السياحة الحضرية داخل المدن المكتظة، ظاهرة شائعة في العالم أجمع، وبات الكثيرون من هواة قضاء الإجازات الممتعة أكثر اهتماماً بقضاء أوقاتهم في الأرياف الهادئة أو المناطق العامرة بالحياة البرية· وبسبب هذا التوجّه الجديد، يتوقع خبراء صناعة السياحة أن يزداد الاهتمام بتأهيل المعالم السياحية الطبيعية في دول أفريقيا الخالية من الاضطرابات السياسية والحروب الأهلية· ومن أشهر هذه المناطق على الإطلاق سهول وسهوب زامبيا الواسعة بمحمياتها الطبيعية التي تضم أرقى المنشآت السياحية والغنية بالحيوانات والطيور البرية، مما يجعلها ملاذاً مفضلاً لأولئك الذين باتوا يفضلون الاستماع إلى عواء الذئاب وزئير الأسود على قضاء أوقات مملة في الفنادق الفخمة·
ويجمع السياح الذين قصدوا هذه المحميات على أن تكاليف الإقامة فيها أقل بكثير من الإقامة في الفنادق العالمية الشهيرة فضلاً عن كونها أكثر هدوءً· وغالباً ما يفضل السيّاح الذين يقصدون زامبيا الإقامة في 'بيوت السفاري' سفنفْى بَُِّّمَّ؛ وهي أكواخ تقليدية مبنية من الطين وجذوع الأشجار وفق هندسة جمالية عصرية· ويضم كل واحد من هذه البيوت كافة المرافق الضرورية للإقامة الترفيهية، وعادة ما يتم بناؤها قريباً من الأنهار والغابات الغنية بأشكال الحياة البرية· وهي تحقق الشعور بالحرية التي لا يمكن تحقيقها في الفنادق المقامة في المدن الكبرى·
وكان مايكل وودز المحرر السياحي الخبير في صحيفة الأوبزرفر، واحداً من الذين أقاموا في واحد من 'بيوت السافاري' في زامبيا، وعاد من هناك بحصيلة وفيرة من الذكريات الممتعة دوّنها في مقال مصوّر لا يخلو من المتعة نشرته الصحيفة مؤخراً في صفحة كاملة· ويؤكد وودز أن 'بيوت السافاري' تعدّ من أفضل أماكن العالم للسياحة العائلية· ويكون في وسع السيّاح هناك الاستعانة بدليل يمتلك خبرة واسعة حول الحيوانات والطيور البرية التي تشتهر بها هذه الأماكن من العالم· ويمكن للسائح أن يطلب من الدليل مشاهدة أنواع معينة من الأحياء النادرة كالكلاب البرية والفيلة والأسود والزرافات التي تكثر في سهول زامبيا·
وبالرغم من الشبه الكبير بين 'بيوت السافاري' والأكواخ العشبية التي تنتشر في مضارب القبائل الأفريقية التي هجرت الرعي المتنقل قبل بضع مئات السنين وخاصة منها قبائل الماساي، إلا أن نماذجها الحديثة تنطوي على الكثير من اللمسات الهندسية التشكيلية الآسرة· ولا عجب في ذلك طالما أن فكرة بنائها تقوم أساساً على استقطاب النخبة من هواة السياحة في العالم· ويضم كل واحد من هذه البيوت عدة غرف وصالات للإقامة بالإضافة للمطبخ والمنافع العامة· ويتولى الخدمة فيه طبّاخ خبير وخادمة يمكنهما معاً التكفل بكافة الخدمات التي تحتاجها عائلة كاملة· ويتولى الدليل تلبية رغبات النزلاء فيما يفضلونه من برامج ترفيهية وسياحية مختلفة·
ويحظى الأطفال هناك برعاية خاصة جعلت وودز يطلق على هذه الأماكن اسم 'جنة الأطفال'· وتمثل محميات زامبيا مختبرات طبيعية هائلة الاتساع يمكن للأطفال أن يستقوا منها الكثير من أساسيات علوم الطبيعة والحياة البرية بسبب غناها الكبير بأنواع الحيوانات والطيور التي تعيش ضمن بيئتها المتوحشة·
وأصبحت بيوت السافاري شائعة في معظم المحميات الطبيعية في زامبيا· وتبلغ تكلفة رحلة كاملة لشخص واحد من لندن إلى زامبيا تشتمل على ثمن تذكرة السفر ذهاباً وإياباً ووجبات الطعام الكاملة وأجور الطباخ والخادمة والدليل مع الإقامة لأربعة أيام وثلاث ليال في أحد بيوت السافاري 3000 دولار (11 ألف درهم)· ويمكن لأي سائح يزور هذه البلاد أن يخرج بالانطباع الذي يفيد بأن هذه الدولة تتجه بسرعة فائقة لأن تصبح مقصداً لسيّاح العالم في كل الأوقات والفصول·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©