الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

رحلة الروح في تماهياتها المختلفة

12 يوليو 2014 00:54
ساسي جبيل (أبوظبي) عن أكاديمية الشعر بأبوظبي صدر حديثا للشاعر عبدالله أبوبكر كتابه الشعري «ولكننا واحدان». المجموعة التي أهداها إلى نفسه جاءت تنبض بروح الحداثة الشعرية وسلاسة اللغة وعمق الكلمة التي جاءت في انسياب ينم عن تمكن صاحبه من أدواته الشعرية وتنوع أغراضه وتعدد تناولاته. وكتب الشاعر يوسف أبولوز على ظهر المجموعة كلمة مطولة تنبض برائحة الشعر وتنوه بلغة الشاعر المتدفقة والخالية من الإنشاء الشعري الذي تعودنا عليه في الكثير من النصوص الشعرية في أيامنا، والذي يرهق القصيدة ويدفع بها نحو الشيخوخة مبكراً. وأضاف الشاعر والإعلامي الأردني أن قصيدة التفعيلة بمثل هذه النصوص ستبقى بخير. والحقيقة أن عبدالله بوبكر بدا في هذا الكتاب الشعري مدفوعا بالرغبة وحريصا على الانزياح ومصرا على رسم وجوه أكثر نظارة على ماء يسيح في الأرجاء البعيدة، حيث يبدو الوطن قريبا ومتسعا بحجم الكون، وحيث لابد من الحياة لتعلو الراية المسلوبة، وتنمو في القلب غابة السنديان المعرشة، فالشاعر يخترق الأمكنة ويؤسس عالمه الممهور بعنوان واحد هو الحب ولا شيء غير الحب في الوقت الذي تتلاشى فيه نخوة كانت، وتسيل دماء في المكان معلنة أن هذا العالم يفقد صوابه، ويترك شخوصه مكلومة تذرف رائحة الموت المعلن وغير المعلن.. وحسبنا هنا أن ننوه بتعدد ألوان الشاعر وتنوع مناخاته والحنين الساكن في أعماقه بحثا عن ظل كرمة ربما كانت في الجليل أو الخليل أو حيفا أو على مرمى حجر من ذاته المشتتة في المدن البعيدة والمسكونة بغبار الوقت وحرارة الصحاري والفضاءات المفتوحة على الرمل والماء وأشياء أخرى كثيرة تدور في فلكه. «ولكننا واحدان» رحلة في الروح بتماهياتها المختلفة وشخوصها المتوحدة وأحلامها المترعة بكؤوس العذاب القزحي الساكن فيه والذي يؤوب اليه كلما كتب. لقد كان من الضروري أن تكون الصفحات ملونة لكنها في قرارة النفس ليست كذلك بالمرة، ربما كان الوهم الطالع بين الأضلع هو المنتصر في نهاية المطاف الشعري ومساربه المتشعبة وخطوطه الشفيفة وإنزياحاته العالية الباحثة عن أفق أرحب وخيط رفيع بين الأرض والسماء بإمكانه أن يرسم لوحة لا حدود لها. إنه كتاب شعري مهم وتجربة ناضجة تستحق القراءة والمتابعة والنظر إليها كحالة مختلفة في الساحة الشعرية العربية الجديدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©