الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مطالبات بتعميم مبادرة الإمارات في «التربية الأخلاقية» عربياً

مطالبات بتعميم مبادرة الإمارات في «التربية الأخلاقية» عربياً
17 أكتوبر 2017 23:28
هالة الخياط (أبوظبي) أكد المؤتمر الخليجي الخامس للتراث والتاريخ الشفهي في ختام أعماله، أهمية تعميم تجربة دولة الإمارات في تدريس التربية الأخلاقية ضمن المنهج الدراسي على مستوى الدول العربية. وأشار أكاديميون وباحثون مشاركون في المؤتمر، إلى أن الأمة العربية أصبحت أمة فاقدة لأخلاقها، وستنتج أجيالاً خاوية، وتهدد المستقبل في حال لم يتم التيقظ لأهمية التربية الأخلاقية لأجيال المستقبل، ونقل تجربة الإمارات إلى الدول العربية فيما يتعلق ببرنامج التربية الأخلاقية. وأكدوا أن مادة التربية الأخلاقية ليست ترفاً، بل ضرورة، لأن الأخلاقيات أساس لديمومة الشعوب التي لا تقوم بالعلم وحده. ويرى القائمون على العملية التعليمية بأن شرطاً مهماً لتدريسها هو ألا تكون مادة جامدة، بل حيوية شائقة تعرض المعلومات والشواهد، وتقدم أمثلة حية وقدوات ورموز محلية، ويتصل بالهوية الوطنية من جهة وبالتراث والقيم الإسلامية والعلوم من جهة أخرى. ومن أبرز مخرجات المؤتمر إصدار دليل تعليمي بمناسبة اعتبار 2018 عام زايد بعنوان التربية الأخلاقية في فكر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. الجلسة الأولى وأكد الدكتور محمد خليفة النعيمي، مدير مكتب شؤون التعليم في ديوان ولي عهد أبوظبي، أن برنامج التربية الأخلاقية يعتبر مبادرة مبتكرة تستشرف آفاق المستقبل وتهدف إلى خدمة شباب الوطن، حيث سيسهم البرنامج في تطوير أجيال المستقبل وكذلك التشجيع على بناء مجتمع مستدام، محوره السعادة والصحة والرفاه لجميع شرائح المجتمع. وقال : إن برنامج التربية الأخلاقية الذي صمم في دولة الإمارات بأبعاد عالمية يعد برنامجاً فريداً من نوعه يستمد أصوله من القيم التاريخية والثقافية والخصائص التقليدية العريقة لدولة الإمارات ضمن إطار يتناسب مع جمهور عالمي معاصر. وبين أن برنامج التربية الأخلاقية يقوم على تمكين جميع أفراد المجتمع الدولي من الاستفادة من القيم العالمية ووضعها في سياق محلي فريد. فهو وإن نشأ في دولة الإمارات، إلا أن لديه أبعاداً وأهمية عالمية شاملة. وقال النعميمي، إن البرنامج يهدف إلى ترسيخ المبادئ والقيم العالمية التي تشكل التجارب الإنسانية المشتركة في جيل الشباب من جميع الجنسيات والأعمار والمقيمين في دولة الإمارات. فهو يقوم على أسس عالمية، مستفيداً من الثقافة والتاريخ المحلي والعالمي، تحقيقاً لأهدافه، وتعزيزاً لإقامة مجتمع متلاحم ومتماسك وحيوي. وتزويد الشباب بالمهارات اللازمة لكي يصبحوا جيلاً مسؤولاً وقادراً على الصمود، يعرف حقوقه وواجباته، بما يمكنهم من أن يصبحوا أفراداً منتجين ومشاركين في مجتمعاتهم، وأن يشكلوا دعامات للتنمية المستدامة في الدولة. الشخصية والأخلاق وقالت الدكتورة سارة السويدي مدير إدارة المناهج في دائرة التعليم والمعرفة في ورقتها البحثية، إن مبادرة التربية الأخلاقية ومناهجها في دولة الإمارات ، تسلط الضوء على أهم محاور: الشخصية والأخلاق ،والتي تُعنى بأهمية تدريس القيم الأخلاقية العالمية والتعاطف المعرفي، والفرد والمجتمع الذي يولي أهميةً لمشاعر الأفراد، وكيفية تنمية التفكير الأخلاقي والوعي الذاتي، والدراسات الثقافية التي تتناول التراث المحلي وأشكال السرد الشفوي واستخدامه في فهم ثقافة دولة الإمارات ونقل المعرفة، والدراسات المدنية التي تهتم بالتاريخ الإماراتي والمواقع الأثرية والتراث المعنوي والعالمي والمواطنة العالمية. من جانبه، سلط الدكتور موسى الهواري، رئيس قسم تطوير المحتوى التعليمي في دائرة الثقافة والسياحة، الضوء على جهود دائرة الثقافة والسياحة أبوظبي، في مراجعة وإثراء منهج التربية الأخلاقية في دولة الإمارات، انطلاقاً من المهام والمسؤوليات المنوطة بها في المحافظة على التراث، وتعزيز أسس الهوية الوطنيّة بمرتكزاتها الثقافية والتراثية والقيميّة. وقال: إن الدائرة عملت من خلال فريق من المتخصصين في الثقافة والتراث والتعليم والفنون على مراجعة محتوى المنهاج وإثرائه بمقومات التراث المادي والمعنوي، ودعم المنهاج بالوثائق، والأدلة، والمستندات. وتناول الدكتور حاتم القضاة عضو هيئة التدريس في كلية العلوم التربوية لجامعة عجمان القيم الأخلاقية الإنسانية التي تضمنتها كتب اللغة العربية لطلبة الحلقة الأولى من التعليم الأساسي بدولة الإمارات. الجلسة الثانية وفي ورقته البحثية، تناول الدكتور إبراهيم الدبل المنسق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب في وزارة الداخلية دور برنامج خليفة لتمكين الطلاب في تعزيز القيم الأخلاقية من خلال أربعة مستويات تتمثل في الطالب في جميع المراحل التعليمية، وأولياء الأمور وبناء علاقة إيجابية قائمة على تفهم دور كل منهما، والبيئة التعليمية من مدرسة ومعلمين وهيئة إدارية، بتعريفهم بأدوارهم الخاصة بتعزيز القيم الأخلاقية التي لها تأثير على مستقبل أبنائهم. وقدمت دكتورة فاطمة حسن الصايغ، رئيس قسم التاريخ في جامعة الإمارات تجارب إماراتيّة في استدامة التراث غير المادي إلكترونياً،وقالت إن البعد الأخلاقي ركن أساسي من أركان العملية التربوية ونسق من أنساق وجودها. الموروث الشعبي أكد الدكتور محمد بن مسلم المهري، مدير إدارة التعليم من الأمانة العامة مجلس التعاون الخليجي، أن الموروث الشعبي يعتبر معيناً لا ينضب تنهل منه الأجيال من خلال سرد الحكايات التي تدعو إلى الخلق النبيل. من جانبها، أكدت شيخة الجابري، مستشار إعلامي في مؤسسة التنمية الأسرية أن دولة الإمارات هي أحد المجتمعات الأكثر نمواً وتطوراً ومواكبةً للعصر الحديث، فلاشك بأنها قد تأثرت بهذه التحولات الحضارية الكبرى التي استدعت أن تهتم الدولة بتنظيم مسارها الاجتماعي بالشكل الذي يكفل للنشء وللجيل الشاب المشاركة في البناء، وفق منظومة أخلاقية تنظّم سلوك الشباب، وتجعلهم حاضرين بشكل إنساني مؤثر ومنظَم في مجتمعهم والمجتمعات الأخرى كذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©