ميسي هو اللاعب الأفضل في العالم بلا منازع، إنه اللاعب الوحيد الذي يمكنه أن يقرر مصير أي مباراة في ثانيتين لا أكثر، ميسي لديه كل ما يؤهله لكي يصبح أسطورة حقيقية، ولكنه ليس قائداً داخل الملعب، لا يمكنه قيادة مجموعة من اللاعبين، كما أن مهمته تصبح أكثر صعوبة خارج الميادين.
شارة القيادة في منتخب الأرجنتين ليست بالأمر الهين، إنه أحد أهم القوى الكروية على مدار التاريخ، ومن ثم يصبح أمراً مشرفاً وباعثاً على الفخر لأي لاعب أن يحمل شارة قيادته، ما أريد قوله أن هناك قائداً آخر داخل الملعب، يمارس هذا الدور حتى لو لم يكن يرتدي شارة، إنه خافير ماسكيرانو، الذي فعل كل شيء أمام هولندا، وسطاً ودفاعاً، وتصدياً لأخطر الهجمات من المنتخب البرتقالي.
ماسكيرانو لم يبدع على المستوى الكروي مع التانجو فحسب، بل فعل كل شيء يدل على أنه القائد الحقيقي للأرجنتين داخل الملعب، فهو الذي يوجه اللاعبين، وهو الذي يحاول شحذ الهمم حينما تتعثر الأمور، لم يتردد ماسكيرانو في الحديث مع اللاعبين ومع المنافسين، ومع حكم المباراة، بل إنه كان صاحب الاحتفال الأكثر عاطفة وصخباً، كل هذا يؤكد أنه القائد الحقيقي لمنتخب التانجو، وليس ميسي.
يكفي ماسكيرانو دليلاً على أنه القائد الحقيقي، ما فعله مع الحارس سيرخيو روميرو، لقد تحدث معه قبل تنفيذ ركلات الترجيح، وكان المشهد مؤثراً من فرط الحماس، والرائع في الأمر أن روميرو تألق بشدة في التصدي للركلات الهولندي، لقد نجح في منع فيلار وشنايدر من التسجيل، ليأخذ الأرجنتين إلى مكان لم تصله منذ قرابة الربع قرن.
ماسكيرانو أنت فخر التانجو، ويحق لهم في الأرجنتين الاطمئنان إلى أنهم يملكون رجالاً مثلك، كما أن جماهير البارسا تشعر بالفخر لظهورك بهذه المستويات الرائعة في المونديال، كم كان لويس إنريكي محقاً، حينما امتدح ماسكيرانو، بعد توليه مقاليد الإدارة الفنية للبارسا، أعتقد أن إنريكي يدرك جيداً قيمة ماسكيرانو المدافع والقائد داخل الملعب، حتى لو لم يحمل شارة تقول إنه القائد.
توني فريوريس
- سبورت
عدد اليوم
