«ماكينات الألمان» تطحن « عناد اليونان»

بولندا (د ب أ) - قهر المنتخب الألماني لكرة القدم أسطورة الدفاع اليوناني العنيد، ووجه صفعة جديدة إلى اليونانيين بفوز كبير 4 - 2 أمس الأول، أطاح المنتخب اليوناني من دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) المقامة حالياً في بولندا وأوكرانيا. وكشر المنتخب الألماني (المانشافت) أنيابه وألحق هزيمة قاسية بنظيره اليوناني في الطريق إلى المربع الذهبي للبطولة، انتظاراً لمنافسه في المربع الذهبي والذي يتحدد من خلال المباراة المرتقبة بين المنتخبين الإيطالي والإنجليزي اليوم. وأنهى “المانشافت” الشوط الأول من المباراة لصالحه بهدف سجله فيليب لام قائد الفريق في الدقيقة 39. ورد المنتخب اليوناني بهدف التعادل في الدقيقة 55 عن طريق جورجيوس ساماراس. ولكن المنتخب الألماني لقن منافسه درساً قاسياً وسجل ثلاثة أهداف متتالية في غضون 14 دقيقة عن طريق اللاعبين سامي خضيرة والمخضرم ميروسلاف كلوزه وماركو ريوس في الدقائق 61 و68 و74. وسجل ديمتريس سالبينجيديس الهدف الثاني للمنتخب اليوناني من ضربة جزاء في الدقيقة 89. وهذه هي ضربة الجزاء الثانية فقط في البطولة الحالية، علماً بأن الأولى كانت من نصيب اليونان أيضاً وحصل عليها سالبينجيديس نفسه في المباراة الافتتاحية للبطولة أمام بولندا ولكن زميله كاراجونيس أهدرها. دون هزائم وحافظ المنتخب الألماني على سجله خالياً من الهزائم أمام المنتخب اليوناني، حيث كان الفوز اليوم هو السادس مقابل ثلاثة تعادلات بين الفريقين. وعزز المنتخب الألماني اليوم رقمه القياسي في عدد مرات الفوز المتتالية بالمباريات الرسمية برصيد 15 انتصاراً. كما كانت المباراة اليوم هي الأولى التي يسجل فيها المنتخب اليوناني هدفين بعد ثماني مباريات على التوالي للفريق يسجل فيها هدفاً واحداً فقط، علماً بأنه لم يحقق الفوز إلا في اثنتين فقط من هذه المباريات، وكانت إحداهما أمام المنتخب الروسي يوم السبت الماضي في ختام مسيرة الفريق بالدور الأول للبطولة الحالية. وضاعفت الهزيمة من معاناة اليونان التي تعيش أزمة اقتصادية ومالية حادة. حضور ميركل وحضرت المباراة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي يعتبرها اليونانيون القوة الدافعة الرئيسية وراء إجراءات التقشف التي طالب الاتحاد الأوروبي اليونان بتطبيقها. ولذلك، لم تكن مواجهة أمس الأول مجرد مباراة عادية بل كان المنتخب اليوناني يعتبرها وسيلة مناسبة للثأر والرد على الألمان بعد المهانة التي تعرضت لها اليونان على المستويين المالي والاقتصادي بعدما تلقت بلادهم خططاً لإنقاذهم من الإفلاس. وبعيداً عن هذا الموقف السياسي والأزمة الاقتصادية، يسود العداء التاريخي بين اليونان وألمانيا بسبب الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية والتي انطلقت شرارتها من منطقة قريبة للغاية من مدينة جدانسك التي شهدت مباراة أمس الأول. ويبدو العداء ضد ألمانيا في أعلى درجاته حالياً بسبب غضب اليونانيين من السياسات الاقتصادية التي تمليها برلين. نشاط ملحوظ وبدأت المباراة بنشاط ملحوظ من المنتخب الألماني الذي شن أكثر من هجمة خطيرة على المرمى اليوناني في الدقائق الأولى وكاد يفتتح التسجيل في أول دقيقتين. واحتسب طاقم التحكيم تسللاً مثيراً للجدل في الدقيقة الأولى إثر تمريرة من مسعود أوزيل لزميله المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه. وفي الدقيقة التالية، شن المنتخب الألماني هجمة أخرى انتهت بتمريرة من ناحية اليمين ولكن كلوزه سبقها في اتجاه المرمى لتمر الكرة من خلفه وهو خال تماماً من الرقابة. هدف ملغى وسجل المنتخب الألماني هدفاً في الدقيقة الرابعة ألغاه الحكم بدعوى التسلل وسقط حارس المرمى اليوناني ميخاليس سيفاكيس مصاباً في وجهه إثر ارتطامه بلاعبي ألمانيا في هذه الهجمة وتلقى العلاج قبل استئناف اللعب، وحاول المنتخب اليوناني مبادلة منافسه الهجمات ولكن المنتخب الألماني لم يمنحه الفرصة لتشكيل أي خطورة. وبعد محاولة يونانية لم يكتب لها النجاح، ارتدت الهجمة إلى مرتدة سريعة أنهاها كلوزه بتسديدة من حدود منطقة الجزاء مرت خارج المرمى. وتوالت محاولات المنتخب الألماني ونجح لاعبوه في اختراق الدفاع اليوناني أكثر من مرة، ولكنهم افتقدوا الدقة المطلوبة في إنهاء الهجمات. ونال اللاعب اليوناني جورجيوس ساماراس إنذاراً في الدقيقة 14 للخشونة مع باستيان شفاينشتيجر. وبعد دقائق عدة تكتل فيها الدفاع اليوناني داخل منطقة الجزاء، نجح سامي خضيرة وكلوزه في تبادل الكرة سوياً في الدقيقة 24 ثم مررها كلوزه إلى أوزيل الذي سددها نحو المرمى، ولكن الحارس تألق وتصدى لها ببراعة. وتوالت محاولات الألمان وسدد ماركو ريوس كرتين رائعتين في الدقيقة 25 تصدى الحارس اليوناني للأولى وذهبت الثانية خارج المرمى. وبين هاتين الفرصتين سنحت فرصة أخرى خطيرة إثر تمريرة أشبه بتسديدة من ريوس سارت بمحاذاة المرمى وحاول كلوزه الوصول إليه ولكنه ركل عشب الملعب بدلاً من الكرة التي مرت إلى خارج الملعب. خطورة فائقة وشكلت الهجمات اليونانية المرتدة السريعة خطورة فائقة ولكن الحارس الألماني مانويل نيوير كان لها بالمرصاد. ورد عليها اللاعب الألماني الشاب أندري شوراه بتسديدة من زاوية صعبة في الدقيقة 33 لتمر الكرة بجوار القائم. وكاد المنتخب الألماني يفتتح التسجيل في الدقيقة 36 إثر هجمة خطيرة واختراق ناجح من مسعود أوزيل الذي راوغ أكثر من لاعب داخل منطقة الجزاء ثم مرر الكرة إلى الخلف لزميله المندفع خضيرة ليسددها الأخير صاروخية تصدى لها الحارس اليوناني قبل أن يشتتها الدفاع بصعوبة. هدف لام ونجح فيليب لام مدافع وقائد المنتخب الألماني في فك شفرة الدفاع اليوناني بتسجيله هدف التقدم في الدقيقة 39 بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء في اتجاه الزاوية البعيدة وحاول الحارس اليوناني إبعاد الكرة ولكنها لمست يده اليسرى وأكملت طريقها إلى داخل الشباك. وأنهى الألماني شورله الشوط الأول بتسديدة مباغتة من حدود منطقة الجزاء في الوقت بدل الضائع ولكنها ارتطمت بالشباك من الخارج على يمين الحارس اليوناني. ومع بداية فعاليات الشوط الثاني، أجرى البرتغالي فيرناندو سانتوس تغييرين دفعة واحدة، فدفع باللاعبين تيوفانيس جيكاس وجورجيوس فوتاكيس بدلاً من سوتيريس نينيس وجورجيوس تزافيلاس على الترتيب. وواصل المنتخب الألماني ضغطه الهجومي في الشوط الثاني، بينما استمر اعتماد المنتخب اليوناني بشكل كبير على المرتدات السريعة التي تعامل معه المنتخب الألماني بشكل أفضل مما كان عليه في الشوط الأول. قمة الإثارة وشهدت الدقيقة 53 قمة الإثارة إثر هجمة سريعة تبادل فيها جيكاس وجورجيوس ساماراس، ولكن الدفاع الألماني ضغط في الوقت المناسب ليمسك نيوير بالكرة وارتدت الهجمة لصالح ألمانيا ولكن تمريرة كلوزه لم تجد متابعة جيدة من شورله. وخطف ساماراس هدف التعادل في الدقيقة 55 إثر هجمة مرتدة سريعة وصلت من خلالها الكرة إلى ديمتريس سالبينجيديس في الناحية اليمنى، لينطلق بها ثم يمررها عرضية إلى ساماراس المندفع والذي قابلها بالتسديد لترتطم بالحارس وتمر من تحت ذراعه إلى داخل الشباك. ولكن فرحة اليونان بالهدف لم تدم طويلاً، حيث كثف المنتخب الألماني هجومه وسنحت له الفرصة لاستعادة التقدم في الدقيقة 61 إثر تمريرة عرضية لعبها جيروم بواتينج من ناحية اليمين وقابلها خضيرة بتسديدة صاروخية من لمسة واحدة إلى سقف الشباك مباشرة ليكون أحد أفضل أهداف البطولة حتى الآن. ورد المنتخب اليوناني بهجمة سريعة في الدقيقة 63 أنهاها جيكاس بتسديدة من حدود منطقة الجزاء ولكنها ذهبت عالياً. تفوق الألمان وبعد هجمات عدة متبادلة من الفريقين، قضى كلوزه على آمال اليونان في تحقيق التعادل وسجل هدف ألمانيا الثالث في الدقيقة 68. وجاء الهدف إثر ضربة حرة بالقرب من الراية الركنية لعبها أوزيل وارتقى لها كلوزه ليخطفها برأسه من أمام كرياكوس بابادوبولوس وقبل يد الحارس لتعانق الكرة الشباك وسط خروج خاطئ من الحارس اليوناني. وضاعف ريوس من مرارة الهزيمة على المنتخب اليوناني بتسجيل الهدف الرابع في الدقيقة 74 إثر هجمة منظمة سريعة أنهاها كلوزه بتسديدة ارتطمت بالحارس وتهيأت أمام ريوس الذي سددها من لمسة واحدة مباشرة إلى داخل المرمى الخالي من حارسه. وتبادل الفريقان الهجوم في الدقائق التالية وظل المنتخب الألماني هو الأفضل والأخطر ولكن الدفاع اليوناني تصدى لعدد من الفرص الخطيرة كما غاب التوفيق عن المانشافت في فرص أخرى. ولم يتردد الحكم في احتساب ضربة جزاء للمنتخب اليوناني في الدقيقة 88 عندما اعترضت يد بواتينج إحدى التسديدات اليونانية داخل منطقة الجزاء. وسدد سالبينجيديس ضربة الجزاء على يسار نيوير ليكون الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 89.