الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مؤسسة زايد للرعاية تستقبل أطفال التوحد في مركزين للتدخل المبكر

6 يونيو 2006
برامج علاجية لتنمية المهارات اللغوية والإدراكية
أحمد المنصوري:
بدأ قسما التدخل المبكر اللذين أنشأتهما مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة وشؤون القصّر -في مركزي أبوظبي للتوحد، وأبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة - استقبال الأطفال المصابين ببعض الأمراض واضطرابات النمو من أجل البدء مبكرا في التشخيص ومن ثم العلاج والتأهيل مما يخفف من حدة الحالة ويسرّع عملية دمج هذه الفئات في المجتمع·
يعد قسما التدخل المبكر من الأقسام الهامة التي استحدثتهما مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، ويهدفا إلى تقديم العلاج السلوكي المكثف والمبكر لأطفال التوحد عند بداية ظهور الحالة واكتشافها، وقبل أن تتطور بطريقة سلبية يصبح بعدها من الصعب التحكم بالحالة وتقويمها·
ويستقبل قسم التدخل المبكر بمركز أبوظبي للتوحد الأطفال من عمر سنتين ونصف حتى السادسة، ليلتحق بعدها بالفصول الخارجية بعد تقديم كافة البرامج العلاجية الأولى التي تأسس الطفل في مراحل نموه المبكرة وفي كافة الجوانب الإنمائية لدمجهم في المدارس الحكومية·
ويتم قبول الطفل المسجل في القسم بناء على التقييم الذي يحدد حالة الطفل وما إذا كان يعاني فعلا من عرض التوحد أم لا، من خلال ملاحظة سلوكياته وتحديد استجاباته في المهارات الإدراكية والمهارات الاجتماعية ومهارات التواصل·· وتسجل الملاحظات في جلسات متتالية على مدى أسبوعين يتم بعدها عرض الطفل على أخصائية التقييم التي تبدأ بتطبيق برامج القياس والتشخيص المصممة خصيصا لأطفال التوحد ويتم تحديد عمره العقلي كنتيجة لاختبارات التشخيص ثم تحدد له البرامج العلاجية المطبقة في المركز ويراعى فيها الفروق الفردية، حيث يعد ملف لكل طفل حسب الحالة·
برامج علاجية
يقدم مشرفو وأخصائيو المركز عدة برامج علاجية متخصصة مثل برنامج 'تيتش' الذي يعتمد على تنمية سلسلة متكاملة من المهارات اللغوية وتقوية القدرة الكلامية والمهارات الإدراكية كالتقليد والمحاكاة والمهارات الحركية كالحركة الدقيقة وحركات الجسم الكبرى وتآزر العين واليد بالإضافة إلى مهارات العناية بالذات والتي تتطلب جهودا مكثفة خاصة في مرحلة التدخل المبكر·
كما أن هناك برنامج 'بيكس' الذي يعتمد على التبادل بالصور، بحيث يتعلم الطفل كيف يضع صورة الكلمة التي تعبر عن رغبته مثل أنا أريد على شريط لاصق ويضع بجانبها الشيء المرغوب مثل طعام معين أو نشاط مرغوب ويبدأ بمساعدة من المعلم، تمهيدا لبناء جملة بسيطة مكونة من كلمة ثم كلمتين أو أكثر·· وثم يتعود الطفل بعدها بتكرار استخدام الطلب بالشريط اللاصق كلما استدعت الرغبة في تلبية حاجاته·
بالإضافة إلى ذلك هناك برنامج 'لوفاس' الذي يعتمد على تعليم الطفل الإدراك وتمييز مفاهيم هامة وأساسية من البيئة المحيطة وكيف ينتبه الطفل إلى هذه المفاهيم· ويعتمد برنامج 'لوفاس' على التقليد لتعزيز فرص التعلم من البيئة المحيطة، كأن يطلب منه تقليد القيام بحركات جسدية بسيطة، وتقليد استخدام أدوات منزلية أو ألعاب أو ما شابه ذلك، بالإضافة إلى تعلم بعض المفاهيم مثل أجزاء الجسم وأفراد الأسرة والألوان والأشكال·
كما يوجه الطفل إلى الطرق الصحيحة في استخدام الأشياء كأن يدفع بلعبة سيارة إلى الأمام والخلف بدلا من الانشغال بتدوير عجلاتها باستمرار، ويستخدم المكعبات في البناء بدلا من صفها بطريقة نمطية معينة·
ويقدم قسم التدخل المبكر أنشطة إضافية أخرى تعزز دور البرامج السابقة في تقوية إدراكات الطفل وتنمية الجوانب الاجتماعية والمقدرة الكلامية مثل حصص التخاطب والموسيقى والفن والكمبيوتر والتربية البدنية· كما يقدم المركز أنشطة ترفيهية للأطفال كالرحلات الخارجية والداخلية المنظمة على مدى رحلة كل أسبوعين، مما يعزز دور المركز في تفعيل شعاره 'نرعى أبناءكم وندمجهم في المجتمع·
وينظم المركز زيارات لأولياء الأمور للإطلاع على البرامج المستخدمة وطرق وإرشادات للتعامل مع الطفل التوحدي، هذا بالإضافة إلى إعداد ملف التواصل اليومي للطفل بين المركز وولي الأمر ليتمكن من تطبيق نفس البرامج المستخدمة في المركز ليكون حلقة وصل بين المعلم وولي الأمر فيفتح المجال لتطوير وتعزيز قدرات الطفل بصور أكبر مما يعود بالفائدة على الطفل·
ضرورة التشخيص المبكر
تقول آمنة الشحي المعلمة بقسم التدخل المبكر إن أعراض التوحد قد تبدو عادية للوهلة الأولى وذلك لأن الهيئة الخارجية للطفل التوحدي تشبه أقرانه من الأطفال الأسوياء، إلا أن التشخيص الدقيق والمتتابع قد يكشف الكثير من الأعراض غير الطبيعية والسلوكيات الغريبة التي تحتاج إلى تدخل مبكر وعمل مكثف في بداية مراحل النمو·· وهو ما يهدف إليه قسم التدخل المبكر في المركز·
من جانبها تضيف المعلمة أشواق علي سالم أن معظم مراحل النمو الحرجة التي تكون فيها القابلية للنمو والتعلم تحدث في السنوات الأولى من العمر لذلك كانت أهمية التدخل المبكر في تقديم العلاج المناسب للطفل في مراحل نموه الأولى·
وقالت المعلمة سمية عبيد إن التدخل المبكر يسهم في تجنيب الوالدين صعوبات نفسية قد يتعرضون لها لاحقا لأنهم سيشعرون ان هناك من يمد لهم يد العون والمساعدة في تخطي هذه المرحلة النفسية في بداية اكتشاف الحالة لديهم، فيما أضافت المعلمة ميسون اياد أن السنوات التي ينمو فيها الطفل بدون تقديم برامج علاجية تعد سنوات حرمان تؤدي بالتالي إلى تدهور نمائي، وذلك لأن حالة الطفل التوحدي قد تتدهور بمرور الأيام والأشهر نتيجة عدم تقديم العلاج المبكر·
واعتبرت إيناس نور التدخل المبكر مرحلة ذات جهد مثمر لأنه يقلل الكثير من النفقات المخصصة للبرامج التربوية الخاصة التي قد يضطر الأهالي إلى إلحاق طفلهم بها فيما بعد · مشيرة إلى أن القسم يخصص بالإضافة إلى البرامج العلاجية أياما لحضور الأمهات إلى المركز لملاحظة أطفالهن والمشاركة في تنفيذ بعض الأنشطة التدريبية المحددة للأطفال داخل القسم·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©