الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شفرة العام الجديد

شفرة العام الجديد
5 يناير 2008 01:38
حلم يأتي من غياهب الزمن، يولد من لدن حكايات الأمس القديمة، يبتدر من بيوت الماضي التي لا زالت تسكن دفء القلب، بيوت حميمية تشبه وجوه الأمهات، حكايات تتفرع على أغصان شجيرات الحياة الجميلة! مطلع عام آخر يغرد فنون العزف الآتي من جوانب الأعوام غير المرئية! شفافة ذات جدران بلورية تتسلسل من خلالها هنيهات الوقت المصطنع! هي محض أرقام مجوفة، تثقل عبر الزمن ثم تتلاشى بالزمن إلى حالة الصفر، هي تراكمية لدرجة التضخم! تمتص وجوها عابرة من وحي الحكايات الزمنية، تبتكر حكايات أخرى، وهمية، عبثيه، تلبسنا أحلاما وردية أو كأنها تزج بالنفس في مدارات متعاقبة ومتلازمة لدرجة الخداع أحياناً، لكن من خلالها لايمكن إلا أن نسير وسط جذوة الوقت المتشظية! تخوم الفراشات تنبئ بفجر الأزهار، تحلق على عتبات الأبواب القديمة كأنها تتخذ نقشاً على حالة من البريق المتجدد، تبتكر شكلاً آخر للنوافذ المطلية بستائر الاغتراب! تتشابك وكأن الرحلة تبدأ من جديد، والعام حلة من النهج المبتكر، يقينها أحلام الفراشات الجميلة! لها نكهة المسارات والدروب البليدة وحالة من الانتظار الآتي يرمز لذلك الاحتدام الغريب! للزمن فلسفة الطواف السريع بين متاهات اضمامتها الشروق المتجدد وليل شرنقة متعانقة، تكتفي بفواصل زمنية أو بقراءة عبثية ومتأنية للعرافات! للزمن المتجدد هيبة الأبواب المغفلة أو حالة الشروق المتأصلة بالأنباء غير المتوقعة تلك التي تجتر الحزن عبر النوافذ وعبر مسافات جلية! ذات حين يتحقق الحلم أحياناً، يصبح الحلم أكثر تعقيداً من الانتظار أو يفضي بالارتباك أو يميل بالنفس إلى الغربة الحياتية أو عدم الإدراك! فالانسجام مع النجاح ليس على القدر الهين أو اللين، والعكس صحيح تماماً حالة الترقب والانتظار تتجسد في النفس وتتشبع فيها إلى درجة تصبح نكهة دارجة من الاعتياد! إذن حالة الزمن القادم يترصع بحالة الغموض والاستشراف فما أن يحل العام الجديد ويبزغ فجره حتى تبدو حالة من الصور تعشش في النفس تنبلج من الأحلام التي مضت وعادت من جديد، كلٍ واحد حسب رؤاه فكل امرئ لديه شفرة أو حاله زمنية خاصة تتوسم أدراك الزمن القادم بتطلعاته بأفراحه ومسراته وأحزانه!أو تحضير الزمن وسط قراءة متأنية وبذلك يصبح الزمن أكثر واقعية!! إذن للزمن شكل غير مرئي وطقوس إحتفالية، نظرة مختلفة ما بين الشعوب للزمن، لربما تجسد الحياة كلا على طريقته وإرثه الثقافي والاجتماعي!! amarat_h@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©