بدأ سكان المدن الألمانية الكبرى في ري الأشجار والاعتناء بالنباتات في المنتزهات العامة بأنفسهم. وفي بعض الحالات يقوم السكان بهذه الأعمال بسبب خفض التمويل الحكومي لخدمات البستنة. ولم ترحب السلطات المحلية في كافة المدن بهذه الجهود ولكن ما يفعله السكان لتحسين المساحات التي يعيشون بها لا يمكن تصنيفه على أنه عمل من أعمال الفوضى. وقامت الخبيرة الإعلامية بريتا بريديل في منطقة “كريوتسبيرج” ببرلين بحماية شجرة الزيزفون الصغيرة الموجودة أمام البناية السكنية من تبول الكلاب وإهمال المارة وذلك عبر وضع شجيرات ورد وشرائط من النايلون حولها. وتقوم بريتا (42 سنة) بإزالة الحشائش الضارة حول الشجرة لكي يتسنى لهذه الورود الجميلة أن تنمو في هذه المساحة وتجتذب نحل العسل لتلقيح الأزهار. ويعد التزام بريديل تجاه رقعة الحديقة والتي هي في الواقع ملك المدينة أمراً ليس بالفريد. ففي برلين ومدن ألمانية أخرى لا يوجد سوى عدد قليل من عمال الحدائق الذين توظفهم سلطات المدن وأموال ضئيلة جداً متاحة لتغطية نفقات أعمال الحدائق. وتذبل حدائق برلين في موسم الصيف الحار جراء الحرارة لأن سلطات المدينة لا يمكنها توفير احتياجات الري.
وتغطي القاذورات ومخلفات الكلاب المنطقة المحيطة بقاعدة معظم الأشجار الموجودة أمام المنازل المستأجرة، وهو وضع دفع عدد كبير من السكان لبدء الاعتناء بالأشجار والشجيرات الموجودة في الأحياء التي يقطنونها بأنفسهم.
ويضطلع الألمان بصورة متزايدة بمسؤولية الاعتناء بالمساحات الخضراء العامة، مزودين برشاشات المياه والجرافات اليدوية.
وذكرت وكالة حماية البيئة الاتحادية في ألمانيا أن هذا التوجه بدأ منذ سنوات قليلة ماضية خاصة في برلين. ووصف هيربيرت لوهنر من وكالة حماية البيئة هذا التوجه بأنه “تنمية فوضوية مستترة”.
عدد اليوم
