السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيكو: كرة البرازيل بلا رأس»!

زيكو: كرة البرازيل بلا رأس»!
12 يوليو 2014 02:10
تعيش الكرة البرازيلية أزمة حقيقية، منذ يوم الثلاثاء الماضي، عندما سقط المنتخب البرازيلي أمام الماكينات الألماني بسبعة أهداف مقابل هدف، وهي الهزيمة التي ضربت تاريخ الكرة البرازيلية بعنف، وفتحت الجروح الكثيرة وكشفت العيوب الكبيرة التي كانت تعانيها الكرة البرازيلية منذ زمن ليس بالقصير، ولكنها كانت مختفية وغير ظاهرة لـ «العيان»؛ لأن المنتخب كان يسير بقوة الدفع في الفترة الماضية، وفاز بكأس القارات العام الماضي، كما وصل إلى الدور نصف النهائي في البطولة الحالية، قبل أن يكون سقوطه مدوياً أمام الألمان في «مربع الذهب». وبينما كانت التبريرات التي ساقها الجهاز الفني البرازيلي بقيادة سكولاري والخبير كارلوس ألبيرتو بيريرا محصورة في أزمة الدقائق الست التي اختل فيها توازن الفريق ودفع ثمنها بالهزيمة الثقيلة، كان لدى النجم البرازيلي زيكو والملقب بـ «بيليه الأبيض» رأيه الخاص في هذا السقوط. قال زيكو، إن مشكلة الكرة البرازيلية تبدو أكثر عمقاً من مشكلة فقر الموهبة، ولكنّ هناك سوء إدارة وفراغا على المستوى القيادي، وإن المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب أضاعوا الطريقة البرازيلية التقليدية، وكل هذه الأسباب أدت إلى ضياع الشكل المتميز الذي كان سمة رئيسية للمنتخب والكرة البرازيلية، وأضاف أن المدرب الإسباني بيب جوارديولا كان يقول دائماً إن طريقته التكتيكية مستلهمة من أسلوب المنتخب البرازيلي، ولكن الآن والمنتخب لا يلعب بهذا الأسلوب. واستشهد زيكو بحديث الأسطورة الهولندي كرويف الذي قال إن المنتخبات البرازيلية لم تعد تلعب بطريقتها الحقيقية، وكذلك المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أشار إلى أن البرازيليين لا يعرفون كيفية استعمال لاعبيهم الموهوبين في لعب كرة القدم الحقيقية، وأضاف زيكو أنه لا يعلم لماذا لا يستمع المسؤولون البرازيليون إلى هذه العقليات العظيمة في كرة القدم. وقال زيكو، إن المباراة كانت درساً قاسياً في جميع النواحي المرتبطة بالكرة البرازيلية، وقدرتها على المنافسة والنوعية والتنظيم والقدرة على مجاراة الضغوط، وأضاف أنه من السهل القول، إن الأمور لم تكن واضحة والخسارة جاءت بسبب ظروف المباراة والتي لا تحدث دائماً، ولكن الصدمة لم تتحقق؛ لأن اللاعبين لم يكونوا في يومهم، ولكن يمكن القول إن الألمان استفادوا من الفوضى البرازيلية، وقلة التحضير النفسي للاعبين. وأكد زيكو، الذي كان حاضراً في المباراة النهائية لبطولة المناطق المجتمعية تحت 14 سنة في مدينة ريو دي جانيرو، أن الفريق الذي لا يتحلى بالتواضع لا يمكن أن يصل إلى النجاح المنشود، وما زال اللاعبون البرازيليون يعتقدون أنهم سوف يتفوقون على منافسيهم بعامل الأفضلية التاريخية، ولكن الحقيقة هي أن البرازيل حققت الألقاب في السابق بأقدام اللاعبين وليس لأن الموسيقى نفسها كانت تعزف في النشيد الوطني، أو لأنهم كانوا يرتدون القمصان نفسها. وأشار زيكو إلى أن كل الفرق استمتعت بالوجود في كأس العالم باستثناء المنتخب البرازيلي، فقد تأثر اللاعبون بالضغوط المحيطة، وكان يدخلون إلى المباريات، كما لو كانوا يذهبون إلى أرض المعركة، وهذا يعود إلى عامل العاطفة الذي منع الفريق من الاستفادة من عامل الأرض، على العكس من الألمان الذين دخلوا إلى الملعب بروح معنوية عالية، وقدموا كرة قدم هجومية بحتة، ولم يكونوا يعانون الضغوط التي انصبت كلها على أصحاب الأرض فلعب الألمان مباراة جميلة وتوجوها بالفوز العريض. وأوضح زيكو أنه إضافة إلى أن الفريق لم يشارك في مباريات تنافسية منذ فترة طويلة، حيث لم يشارك في التصفيات، على اعتبار أنه ممثل للدولة المستضيفة للبطولة، كما أن معظم اللاعبين البرازيليين ليسوا من النجوم في أنديتهم، كما كانت عليه الحال في السابق، بل إن نيمار نجم الفريق الأول كان يقضي فترات طويلة على دكة الاحتياط في فريقه برشلونة، وكذلك فريد وهالك ومارسيلو لم يكونوا يلعبون بشكل ثابت وأيضاً ديفيد لويز وأوسكار لم يكونا لاعبين ثابتين في فريق تشيلسي. وقال زيكو، إن الجهاز الفني ظل معتمداً على نجاحه العام الماضي في كأس القارات، وحافظ على الأسماء نفسها والتشكيلة والتكتيك، وكان لدى المنافسين عاماً كاملاً لمعرفة الطريقة الأمثل في اللعب أمام البرازيل. وعن المدرب قال زيكو أنه يجب الشكر لسكولاري على ما قام به خلال الفترة الماضية، وكذلك الخبير كارلوس ألبرتو، ويجب اختيار أناس جدد بأفكار جديدة، قادرين على الحفاظ على طريقة الأداء البرازيلية، وأضاف أن المدرب موريسي رومالهو أحد أعظم الأبطال في الدوري البرازيلي يبدو مرشحاً جيداً لقيادة المنتخب البرازيلي. واعتبر زيكو أن الكرة البرازيلية بدأت تتخلى عن ثوابتها الرئيسية، وفي السابق كان كل نجوم الكرة البرازيلية الأسطوريين قادمين من الحواري والشوارع وكانوا يمارسون كرة القدم حفاة، حيث كانت بداياتهم في ممارسة اللعبة، وكانوا يتمتعون بمهارات فطرية، لم يخضعوا لإعداد بدني في السابق ولم يكونوا بحاجة إلى الانضباط التكتيكي، ولكنهم كانوا يتمتعون بالموهبة الحقيقية، وهؤلاء هم الذين قادوا البرازيل للفوز بخمس كؤوس عالم. وقال إن الوضع تغير الآن وأصبح المسؤولون عن اللعبة يقعون في أخطاء كبيرة؛ لأن معظم مدارس الكرة أصبحت تحمل أسماء الأندية الأوربية الشهيرة مثل ريال مدريد وميلان والانتر وبرشلونة، وليس أسماء الأندية البرازيلية مثل فلامنجو وبوتوفاجو وساو باولو وكورنثيانز؛ لأن الأندية الأوربية أصبح لها صيت أكبر، وبالتالي أصبح الأوروبيون يأتون إلى البرازيل ويعودون ومعهم أفضل المواهب البرازيلية ومن ثم يتم تجنيسهم لتمثيل المنتخبات الأوروبية، وهذا الشيء جعل الكرة البرازيلية تخسر الكثير من الأسماء التي كانت قادرة على تمثيل المنتخب الوطني، وأضاف أنه من الرائع أن تكون هناك مجموعة من لاعبي المنتخب الوطني الذين يلعبون في الأندية البرازيلية وفي الدوري المحلي ولكن هذا الشيء لن يكون متاحاً في ظل الأوضاع الحالية والأمر بحاجة إلى إعادة نظر من أجل إعادة تقييم اللعبة في البرازيل. وقال زيكو كرة القدم البرازيلية والمسابقات البرازيلية أصبحت تعاني عدم حضور الجماهير إلى المدرجات، ولم تعد الملاعب جاذبة للمشجعين كما كانت في السابق، ولكن هذا الوضع يبدو طبيعياً بسبب عامل الهجرة الجماعية لأفضل نجوم الكرة البرازيلية إلى الخارج بحثاً عن فرصة أفضل في ملاعب الأندية الأوربية التي تجعل اللاعب قادراً على تأمين مستقبله إضافة إلى أنها تمنحه أفضل الفرص للوصول إلى النجومية، وأضاف أن الدوري البرازيلي بات بحاجة إلى فرق ولاعبين ليمتلئ الملعب، ولكن في السنوات الماضية فإن اللاعبين البرازيليين الجيدين يلعبون خارج البرازيل ولا يعودون إلا عندما يقتربون من وداع الملاعب. وانتقد زيكو الاتحاد البرازيلي لكرة القدم الذي لا يهتم سوى بالمنتخب الأول، بينما يهمل منتخبات المراحل السنية، إضافة إلى المسابقات المحلية والتي تعاني من الضعف الكبير، وأضاف أن المسؤولين عن الكرة البرازيلية يغمضون أعينهم عن وضع كرة القدم في البلاد، وقال إن الأندية تعاني كثيراً من أجل إعداد اللاعب وصناعته فيما يأتي الاتحاد ليأخذ اللاعبين لتمثيل المنتخبات الوطنية في البطولات دون أن يقدم لهم أي مبالغ مالية. واختتم حديثه بأن الاتحاد البرازيلي مطالب بمساعدة الأندية في الإبقاء على اللاعبين الموهوبين داخل البلاد، ومنع هجرة اللاعبين الجنونية إلى أندية مثل مانشستر يونايتد وبرشلونة وهم في بداية المشوار، وعلى الاتحاد الجلوس مع رؤساء الأندية في جلسات سرية من أجل معرفة ما يحتاجون إليه للإبقاء على اللاعبين الموهوبين في البرازيل بدلاً من الهجرة إلى الأندية الأوروبية. (ريو دي جانيرو - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©