الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بين التواصل والتجاهل

25 يونيو 2013 21:50
أكثر من أربعة عقود من الزمن مرت على رياضتنا تعاقبت عليها إدارات مختلفة منهم من واصل المسيرة ومنهم من غادرها طواعية لعامل السن وعدم التفرغ ومنهم لالتزاماته الوظيفية أو لظروفه الصحية ومنهم من تسرب بسبب الأجواء غير المريحة.. كل أدى دوره بأمانة وإخلاص رغم التباين الكبير في الإمكانات والتطور التقني والاحتراف الذي ندخل عامه السادس. إدارات تركت بصمة واضحة في مسيرة العمل الرياضي تتذكرها الأجيال وأخرى رحلت دون ذلك وإدارات تعاقبت على مؤسساتنا الرياضية الحكومية والأهلية صعدنا خلالها إلى نهائيات كأس العالم في 1990 وتأهلنا لأولمبياد لندن الصيف الماضي وحققنا بطولتين لكأس الخليج وحققت بعض اتحاداتنا وأنديتنا بطولات قارية وعربية وخليجية وحصد نجومنا في الألعاب الفردية وأبطالنا أصحاب الإعاقة ميداليات ملونة في مختلف الرياضات. وبعد كل هذه النجاحات التي تحققت في العقود الماضية يحس من كانوا خلف هذه الإنجازات ومن وضعوا لبناتها الأولى أنهم أصبحوا في طي النسيان أهملهم التاريخ وجحدهم القائمون على الإدارات الحالية وتناستهم الأجيال اللاحقة وحينما تسأل أحد هؤلاء هل تتواصلون أو تتواصل معكم أنديتكم أو تدعوكم لحضور مبارياتها أو مناسباتها يكون الرد سريعا بالنفي ويذهب بعضهم لأبعد من ذلك ويقول إنه يجد تجاهلاً من إداراتها الجديدة وحتى من عايش فتراتهم.. إنها قمة النكران والتجاهل وظلم الزمان .. ويسترسل بعضهم بأنه نادم على الأوقات التي أضاعها من شبابه ومن وقته، كانت كفيلة بإسعاد أسرته وتأمين مستقبله لو تفرغ لها ولكن..؟ وبالأمس كنا في حلقة نقاشية في قناة الشارقة الرياضية في برنامج تواصل الأجيال الذي سيبث في شهر رمضان المبارك ويستضيف أجيالاً متعاقبة من الرياضيين والإعلاميين والإداريين والحكام والمدربين وكل الفئات التي تعاقبت أو عملت في نفس المواقع وفي فترات متصلة أو متلاحقة لاستعراض تجاربهم منذ البدايات إلى يومنا هذا والفوارق في الإمكانات والتقدم التكنولوجي والانتشار الواسع لكل ما له علاقة بالرياضة والإعلام مستعرضين الصعوبات التي واجهتهم في البدايات وقلة الإمكانات إلى مظاهر التقدم التي نعيشها الآن. برنامج أثار لدي مدى إحساس الجيل السابق بالإهمال، في الوقت الذي من المفترض أن نوجه تقديراً لجهودهم وتضحياتهم لا أن يلاقوا بالجحود والنكران لدرجة أن كثيرين منهم هجروا أنديتهم وكان الأجدر أن تستقطبهم الإدارات الحالية للاستفادة من خبراتهم في المواقع المختلفة، ليس بالضرورة مجالس الإدارات لأن العمل في أنديتنا يسع الجميع والكل بإمكانه أن يساهم فيه دون اقتصاره على فئة. نريد من الأجيال أن تتواصل لخدمة رياضتنا وتستفيد من خبرات السابقين لتفيد الأجيال الحالية وتتلاقى خبرات السنين مع حماس الشباب بالعمل الاحترافي الذي تستوعبه كل الأجيال لأنهم عايشوها وتدرجوا في ميادينها متابعين لها في زمن انتشار الفضائيات. التجاهل والنكران ليسا من سماتنا فإن كانت الدولة تقدر الرعيل الأول في مختلف الميادين فمن الأولى أن تحرص مؤسساتنا الرياضية أن تحذو هذا النهج لأننا حتما سنجني ثمارها وسيحرص هؤلاء على حث أولادهم للمساهمة في دعم مسيرة أنديتهم التي ترعرعوا فيها وحينها يدرك الجيل الحالي أن عطاءه لن يذهب هدرا وأن الأجيال القادمة ستحذو نفس النهج وستتواصل الأجيال وتتحقق الإنجازات. عبدالله إبراهيم | Abd lla.binh ssain@wafi.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©