الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تسريبات عن سعي المالكي لتشكيل حكومة تقصي قائمة علاوي وتفشل المؤتمر الوطني

18 يناير 2012
هدى جاسم (بغداد) - قالت مصادر سياسية داخل اللجان التحضيرية للمؤتمر الوطني لـ”الاتحاد” أمس، إن مساعي للتحالف الوطني الحاكم بتشكيل حكومة أغلبية تقصي القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق أياد علاوي، ستفشل كل الجهود لتسوية الأزمة الحالية، مرجحة أن المؤتمر لن يقدر له النجاح ولن يجد الحلول المناسبة للأزمة السياسية. وعدت القائمة العراقية في نفس الوقت إعلان قيادة عمليات بغداد بعرض اعترافات أخرى لعناصر من حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في وسائل الإعلام تسييسا للقضية، مؤكدة أن عرض الاعترافات جاء بأمر من رئيس الحكومة نوري المالكي. وقالت مصادر اللجان التحضيرية لـ”الاتحاد” أمس إن غالبية الكتل السياسية تعتقد أن المؤتمر سيخصص لتسوية الخلافات مع وجود اشتراطات قدمتها أغلب الكتل ولاتزال متمسكة بها رغم حرص المفاوضين على حجبها، وإن هذا الأمر سيؤدي بالمؤتمر إلى أن يعلن فشله مسبقا. وأكدت المصادر أن هناك تحركا داخل التحالف الوطني يقوده ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي لتشكيل حكومة أغلبية تقصي القائمة العراقية، وتشترك فيها شخصيات لها ثقلها في الشارع السني. وأضافت المصادر أن السعي سيبدأ بتنحية نائب رئيس الوزراء وأحد قادة العراقية صالح المطلك، وإعطاء المنصب لشخصية من خارج العملية السياسية، وكذلك الوزارات التي هي من حصة القائمة سيوزع بعضها على المكونات التي انفصلت عن العراقية مثل الكتلة البيضاء وكتلة وطنيون. وفيما يتعلق بالمناصب الوزارية أكدت المصادر أن هناك ثلاثة وزراء لم يقاطعوا جلسات مجلس الوزراء وهم كل من وزير الصناعة أحمد ناصر دلي ووزير الكهرباء كريم عفتان ووزير الدولة لشؤون المحافظات والأقاليم طورهان المفتي، وهؤلاء سيبقون في مناصبهم بغض النظر عن قرار قائمتهم التي تتهمهم بمخالفة تعليماتها. فيما سيتم تغيير وزير المالية رافع العيساوي ووزير التربية محمد تميم، ووزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي، إضافة لمنصب نائب رئيس الوزراء ونائب رئيس الجمهورية، حيث سيتم تثبيت سعدون الدليمي كوزير للدفاع وتعيين بديل آخر لوزارة الثقافة من المكون السني أيضا. وفي تطور قضية الهاشمي أعلن المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد قاسم عطا أمس عبر قناة الفضائية العراقية شبه الرسمية، أن “اعترافات مهمة لمجموعة ثانية من حمايات الهاشمي سيتم الكشف عنها خلال 72 ساعة المقبلة”. وأوضح أن “الاعترافات الأولية لحماية الهاشمي تشمل 3 إرهابيين بضمنهم ضابط برتبة عميد في وزارة الداخلية”. واعتبرت المتحدثة باسم القائمة العراقية ميسون الدملوجي أن “توقيت عرض الاعترافات المزعومة لمجموعة أخرى من حمايات الهاشمي يهدف إلى إفشال المؤتمر الوطني العام بالكامل”، متهمة أطرافا لم تسمها “باستغلال قناة العراقية الفضائية للإساءة إلى شخصيات متهمة من حقها أن تخضع لمحاكمة عادلة”. وطالبت الدملوجي مجلس القضاء الأعلى بإيقاف عرض هذه الاعترافات “لأن القانون ينص على أن المتهم برىء حتى تثبت إدانته، وهذه الممارسات ستؤثر على عمل السلطة القضائية في العراق”. ودعت “قناة العراقية إلى الامتناع عن عرض مثل هكذا اعترافات كونها قناة تمثل الشعب العراقي وعائدة إليه، وعليها الالتزام بالحيادية وألا تتحول إلى بوق لبعض الجهات”، لافتة إلى أن “عرض الاعترافات المزعومة سيؤجج الأوضاع في البلد”. من جانبه أكد عضو القائمة العراقية النائب حامد المطلك أنه ليس من حق المالكي أو أي شخص آخر تغيير نائبي رئيس الجمهورية والوزراء إلا باتفاق سياسي، مشيرا إلى أن ترشيح النائب قتيبة الجبوري ومحمود المشهداني تسريبات إعلامية الغرض منها الضغط على العراقية للرجوع إلى البرلمان والحكومة. وقال المطلك هذان الموضوعان يعتبران من حصة القائمة وبما أن النائب قتيبة الجبوري يمثل الآن كتلة العراقية البيضاء فليس من حق المالكي أو أي شخص آخر تسمية بدلاء عن الهاشمي أو المطلك لأن الحكومة والبرلمان تشكلا وفق توافقات سياسية وبالتالي تقديم بدلاء عنهم يحتاج إلى توافق سياسي جديد وهذا من الصعب تحقيقه. على الصعيد نفسه أكد عضو مجلس النواب عن تحالف الوسط العراقي خالد العلواني المنضوي ضمن العراقية أن لقاءات عقدت مع التحالف الكردستاني والمجلس الأعلى وكتلة الأحرار لتشكيل أغلبية سياسية لسحب الثقة عن المالكي وتشكيل حكومة أغلبية، مبينا أن تلويح المالكي بتشكيل حكومة أغلبية هو أمر مستحيل لأن أغلب الكتل التي اتفقت على تشكيل الحكومة الحالية وفق اتفاقية أربيل، عازمة اليوم على سحب الثقة عن حكومة المالكي إذا فشل المؤتمر الوطني. وقال العلواني “إن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني عقدت أول اجتماع لها يوم الأحد الماضي لتحديد مكان وزمان عقد المؤتمر وتحديد جدول الأعمال”. وأضاف أن الاجتماع التحضيري الثاني أجل إلى الأحد المقبل للاتفاق على بعض الأمور ومن ضمنها قضية الهاشمي، مستدركا أنه “تم الاتفاق على أن تترك قضية الهاشمي للقضاء شرط توفر الحيادية وعدم تدخل السياسيين في هذا الأمر”.واستبعد العلواني أن يخرج المؤتمر الوطني بحل للأزمة الحالية لوجود أزمة ثقة بين الأطراف المتنازعة والبقاء على هذا الحال، فالأزمة ستأخذ وقتا طويلا دون جدوى. وأكد أن العراقية ستستمر في تعليق حضورها في مجلسي النواب والوزراء حتى تستجيب دولة القانون إلى مطالبها، وإذا ما فشل المؤتمر فستتجه العراقية إلى سحب الثقة من المالكي. من جهة أخرى استدعت تركيا السفير العراقي في أنقرة للاحتجاج على اتهامها بالتدخل في شؤون العراق الداخلية من خلال الإعراب عن قلقها حول حدوث أزمة سياسية داخلية.وأبلغ وكل وزارة الخارجية فريدون سينيرلي أوغلو السفير العراقي أمس بأن اتهام أنقرة بالتدخل في شؤون العراق “غير مقبول”، وأن تركيا لها حقا مشروعا بأن تقلق حول الأحداث التي تدور على الجانب الآخر من حدودها. وقال أيضا إن “استقرار العراق يهم جميع جاراتها بما فيها تركيا، وهذا ليس تدخلا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©