السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النمسا.. مكسب لليمين الأوروبي

17 أكتوبر 2017 22:17
قد تكون النمسا مستعدة للتحول إلى اليمين، بعدما اتجهت نتائج انتخابات الأحد الماضي إلى تشكيل ائتلاف بين حزب «الحرية» اليميني الشعبوي وحزب «الشعب النمساوي» أو «في بي» (يمين وسط). ومن المتوقع أن يحقق حزب الحرية مكاسب كبيرة، ربما ليمهد الطريق لتحقيق أفضل نتيجة انتخابية له في أكثر من عقد من الزمان. فما هي المخاطر المترتبة على ذلك؟ عندما أجرت ألمانيا انتخاباتها قبل أقل من شهر، حقق حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف مكاسب كبيرة. ولا يزال الوسط السياسي مسيطراً، ليضع المستشارة أنجيلا ميركل على الطريق الصحيح لولاية رابعة. وقد ارتبطت خسائر حزبها على نطاق واسع بقرارها السماح لأكثر من مليون لاجئ بالمجيء إلى البلاد في غضون أربع سنوات. وفي النمسا، كان رد الفعل ضد السياسات الليبرالية أكثر وضوحاً. وباعتبارها عضواً في الاتحاد الأوروبي، من الممكن أن تقاوم النمسا الجهود التي تبذلها ألمانيا وفرنسا لإصلاح الاتحاد الأوروبي وتوسع التعاون بشأن قضايا مثل الهجرة. ويعد مرشح «يمين الوسط» هو الأكثر ترجيحاً للفوز بالمستشارية، وهو وزير الخارجية «سيباستيان كورتز»، وقد رفض مقترحات الرئيس الفرنسي أيمانويل ماكرون بشأن إصلاح الاتحاد الأوروبي. وكوزير للخارجية، اتبع «كورتز» سياسات تهدف إلى وقف تدفق اللاجئين، حتى وإن كانت بعض هذه السياسات تتناقض مع قواعد الاتحاد الأوروبي. ومن الممكن أن تحول انتخابات يوم الأحد الماضي بعضاً من هذه التدابير إلى حلول طويلة الأجل يتبناها التيار السياسي السائد في البلاد. ومن بين المتنافسين الرئيسيين مرشح «يمين الوسط» سيباستيان كورتز. ويرجع الأداء القوي للحزب في المقام الأول إلى «كورتز» - 31 عاماً - الذي تولى منصب وزير الخارجية عندما كان عمره 27 عاماً، ومن الممكن أن يصبح الآن أصغر زعيم في أوروبا. من نواحٍ كثيرة، يشبه المرشح الشاب النشط، الذي من الممكن أن يصبح مستشار النمسا، زعيماً أوروبياً آخر هو «إيمانويل ماكرون» ، الذي أصبح في وقت سابق من هذا العام أصغر رئيس لفرنسا على الإطلاق. وكما هو الحال مع ماكرون، حاول «كورتز» وضح حزبه كحركة وحاول تصويره بعيداً عن النظام الحزبي التقليدي. ومن حيث المقترحات السياسية، فإن «كورتز» متجه إلى اليمين أكثر بكثير من ميركل في ألمانيا وماكرون في فرنسا. فقد تبنى العديد من المقترحات السياسية التي كان يتبعها حزب «الحرية» اليميني الشعبوي. ومن بين المرشحين أيضاً «هانس كريستيان شتراخه»، وهو مرشح يميني شعبوي، ومن الممكن أن يصبح شريكاً في ائتلاف «كورتز» إذا حصل الحزبان على أصوات كافية. ويعد «شتراخه» وجهاً جديداً للحزب الشعبوي اليميني الذي كان عنصراً ثابتاً في السياسة النمساوية لعقود. ومن المتوقع أن يأتي الحزب في المركز الثاني، بيد أنه من المحتمل أن يحصل على أكبر عدد من الأصوات. وتتضمن قائمة المرشحين «كريستيان كيرن»، زعيم الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» والمستشار النمساوي الحالي. وقد تحول «كيرن» من كونه المرشح المحتمل لليسار النمساوي إلى رئيس حزب قد يأتي في المركز الثالث. وربما لا يكون «كيرن» هو المسؤول تماماً عن الخسائر. فقد تكون سياساته اليسارية غير مناسبة لوقت تحول فيه معظم الناخبين في البلاد إلى اليمين بسبب مخاوف تتعلق بالهجرة والإرهاب. لكن الاشتراكيون الديمقراطيون ساهموا أيضاً في تدمير فرصهم في الفوز بالانتخابات من خلال إثارة سلسلة من الفضائح والحوادث المؤسفة. فهل يعد التحول في السياسة النمساوية جزءاً من اتجاه أكبر؟ إن تراجع الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» لا يقتصر على النمسا. ففي شهر سبتمبر، عانى الحزب «الاشتراكي الديمقراطي» في ألمانيا هزيمة مهينة، وفي الدنمارك، أطاح تحالف «يمين الوسط» بـ«الديمقراطيين الاشتراكيين» في البلاد قبل عامين. وفي الوقت نفسه، اختفي الحزب «الاشتراكي» الفرنسي تقريباً من دائرة الضوء بعد أن عانى هزيمة كبرى في وقت سابق من هذا العام.وقد تمت الاستعاضة عن بعض القضايا المرتبطة بـ«الديمقراطيين الاشتراكيين»، مثل الفرص العادلة وقوانين العمل، بأولويات أخرى للناخبين الذين يركزون الآن على الهجرة والأمن. *كاتب متخصص في الشؤون الأوروبية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©