الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تراث الإمارات يزين احتفالات اليوم الوطني

تراث الإمارات يزين احتفالات اليوم الوطني
4 ديسمبر 2016 08:36
أحمد السعداوي (أبوظبي) يمثل التراث الإماراتي الحاضر الأبرز في مشهد احتفالات اليوم الوطني، عبر عديد من المظاهر، وأكثرها شيوعاً فرحة الصغار بارتداء ملابس الأقدمين بألوانها الجميلة، واستحضار الحرف ووسائل حياة أهل الإمارات «زمن لوّل» التي يعتز بإحيائها الكبار وخبراء التراث الذين تربطهم علاقة خاصة بهذه المفردات التي لها مكانة راسخة لدى كل إماراتي، فضلاً عن الأهازيج والأغاني الوطنية التي تتردد في كل مكان والمستوحاة كلماتها من معاني الولاء والانتماء التي رسخها الأقدمون في حب هذه الأرض الطيبة والمنافسة في العطاء لها. قيمة كبيرة ويقول سعيد القبيسي، مدير القرية التراثية بنادي تراث الإمارات والتي شهدت مثل بقية مؤسسات الدولة احتفالات حاشدة باليوم الوطني، غلب عليها الطابع التراثي الأصيل: «إن الجميع يسير على نهج المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بضرورة الاعتزاز بالتراث وإعلائه في المناسبات الوطنية والاجتماعية في الدولة، وهذا الاهتمام يمتد من القادة إلى المواطنين كافة وحتى المقيمين في الدولة، والذين صاروا يدركون القيمة الكبيرة لهذا الموروث الغالي، وهو ما نراه بوضوح عبر إقبال الجميع ومشاركتهم في الفعاليات والأحداث التراثية المقامة في الدولة على مدار العام». تعزيز الهوية ولفت إلى أن هذه الاحتفالات تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الهوية الوطنية لأبناء الشعب الإماراتي نظراً إلى ما تشمله من إحياء لمختلف أشكال الحياة في المجتمع الإماراتي قديماً بمختلف مكوناته وبيئاته، فلا نرى احتفالاً إلا وبه أنماط من البيئة البحرية وحرف وصناعات أهل المناطق الساحلية من غوص عن اللؤلؤ وصناعة الشباك وصيد السمك وتجفيفه، وكذلك البيئة البرية بما تتميز به من بيوت شعر وجلسات عربية مميزة تقدم فيها أطايب الأطعمة الشعبية الإماراتية، أما مكونات البيئتين الزراعية والجبلية وما تشملانه من ألوان تراثية فريدة، فلا يمكن أن تخطئهما عين أي زائر للفعاليات التي تزداد بهاء وجمال خلال احتفالات الدولة باليوم الوطني كل عام. وقال: يمكن لزائر هذه الاحتفالات التعرف إلى أصول السنع والمواجيب، المتوارثة من الأقدمين والتي من خلالها يتعلم النشء أصول الضيافة والتعامل مع الآخرين بأرقى الأساليب التي تعلموها من الخبراء التراثيين، وكان أهل الإمارات، ولا يزالون، يمارسونها مع أشقائهم الموجودين على أرض الإمارات للعمل أو السياحة، أما الصغار فيمكنهم ممارسة ألوان متعددة من الألعاب الشعبية للصبيان والبنات التي كانت تمارس قديماً، ويعاد تقديمها بالأساليب والبساطة نفسها التي كانت تعرف بها في «زمن قبل». التراث دستور الوالد سيف راشد الدهماني، المتخصص في تعليم كيفية تقديم القهوة العربية في المناسبات الوطنية والاجتماعية منذ 15 عاماً، أوضح أن التراث دستورنا الذي نتمسك به ونعتز بكل مكوناته، ونسعى إلى إبرازه دوماً في أبهى صورة في المناسبات، خاصة في اليومي الوطني، الذي يشهد تفاعلاً غير عادي بين الجميع، مواطنين ومقيمين في ظل رعاية كريمة من قيادتنا الرشيدة التي تولي التراث اهتماماً كبيراً، اعتزازاً بمقولة الوالد الشيخ زايد، رحمه الله: «من ليس له ماض ليس له حاضر ولا مستقبل». وبالنسبة إلى النشء باعتبارهم رجال المستقبل، يحرص خبراء التراث على توصيل كل ما لديهم من معلومات إليهم بأسلوب سهل ومحبب، وجعل الصغار يمارسون عديداً من الأنشطة التراثية بأنفسهم، سواء داخل الاحتفالات والفعاليات المختلفة، وفي المؤسسات التي ترعى التراث مثل نادي تراث الإمارات، ومركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، وغيرهما من المؤسسات المنتشرة في أرجاء الدولة شرف المشاركة ويشير الدهماني بفخر، إلى شعوره بشرف المشاركة والإشراف على كل ما يتعلق بجلسات القهوة العربية في غالبية الأنشطة والفعاليات التراثية التي تتناول تاريخ الآباء والأجداد سواء على الصعيد المحلي والعالمي، منذ سنوات عديدة ولا يزال حتى يومنا هذا، إيماناً منه بدور أبناء الإمارات في المحافظة على إرث الأقدمين وتوصيل رسائله إلى الأجيال الجديدة في الإمارات وخارجها، والإسهام في التعريف بجزء يسير من تاريخ أهل الإمارات عبر الزمن والكشف عن أحد الجوانب المهمة من حياتهم الاجتماعية من خلال جلسة القهوة العربية التي تعتبر عنصراً رئيساً في أي احتفالات تشهدها الدولة. كبار السن أما حثبور بن كداس الرميثي، المتخصص في التراث البحري، فيشدد على أهمية الدور الذي يقوم به كبار السن من الرجال والنساء من خبراء التراث، في ضرورة ترسيخ قيمة هذا الإرث الغالي في نفوس الجميع، خاصة الصغار، مبيناً أن التواصل المباشر مع الأجيال الجديدة أسهم في ترسيخ ملامح الهوية الوطنية لديهم، عبر معرفتهم أنماط حياة الأقدمين وممارسة الكثير من هذه الأنماط بأنفسهم عبر الورش التفاعلية لمختلف الحرف والعادات والتقاليد القديمة التي رافقت الإنسان الإماراتي عبر الزمن، وتعتز بها الأجيال الجديدة وتضعها تاجاً فوق الرؤوس تزهو به في المناسبات الوطنية والاجتماعية كافة وعلى رأسها احتفالات اليوم الوطني التي تقام مطلع ديسمبر من كل عام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©