«محال وجوانتنامو ونور» والكلمة السرية ليوسف زيدان!!
يبدو أن المفكر الدكتور يوسف زيدان أراد لمحبي طرحه ومتتبعي إنتاجه الأدبي الروائي بالتحديد أن يعيشوا تجربته التي عاشها إبان تعامله مع المخطوطات والنقوش لسبر أغوارها لمعرفة خباياه وفحص دلالاتها وتفكيك رموزها وقراءة مقصدها من أجل الوصول إلى حقيقتها والتأكد من مصداقيتها زماناً ومكاناً.
ففي إنتاجه الروائي وبالذات خلال الفترة من عام 2012 لغاية 2016 أصدر ثلاث روايات تحت المسميات التالية «محال - جوانتنامو- نور» كان يلتحف هذه الروايات سر لم يفصح عنه علانية لكنه أضاء بقنديله المسار للقارئ جعله يقتفي هذا المسار طوال خمسة الأعوام العمر الزمني لإتمام هذه الروايات الثلاث.
لن أكتب عن الإبداع الروائي الذي يتميز به هذا الكاتب الجميل الحائز على الجائزة العالمية للرواية العربية بوكر عام 2009، فقد أشبعه النقاد طرحاً، لكن سوف أركز على الأسلوب الذي انتهجه الدكتور يوسف عندما أخذ القارئ إلى منطقة الذوق الأدبي والسردي والتشويقي لأحداث تلكم الروايات في صفحاتها وأحداثها المتعمقة في الحياة الواقعية تارة والرمزية مرة أخرى فخلق لغة انسجام تام مع كل رواية على اعتبار أنها منفصلة تماماً ووصلنا معه إلى درجة الاقتناع بما تضمنته كل رواية من مواقف شائكة ومعقدة ولحظات انفراج وتحقق لكنه إبداع الدكتور يوسف يأبى إلا أن يتجلى، ففي ختام كل رواية يضع بصمته الخاصة فيرمي كلمة سر تقرؤها فلا تلفت انتباهك أو تحوز على اهتمامك لكن الروائي يصنع برمزية مقصودة ذات دلالة إبداعية حدثاً قادماً ويشير إلى مستقبل آخر لمخاض رواية لم تولد والقارئ الحصيف.
حسن موسى عسيري - السعودية
عدد اليوم
