الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العربية... الإلكترونية

العربية... الإلكترونية
25 يونيو 2013 21:29
الرمز “143” في لغة الدردشة الالكترونية تعني “أحبّك”، وفي حال دخل الجفاء على الخط وانقلبت المشاعر إلى كراهية يتبدّل الرقم إلى “182”. أمّا السؤال عن الأحوال، فرمزه: “z p”، وإن باغت الأهل ولدهم بينما يحادث أحدهم (أو إحداهنّ) إلكترونيا، يكون الإنقاذ بالرمز “PIR” (تعني التوقف عن الكتابة لأن الأهل يقرأون الدردشة)... وتتوالد الرموز إلى مئات تفرضها اللغة “الانترناتية” التي باتت تنافس اللغة العربية على صفحات التواصل الالكتروني، الأمر الذي حفّز الباحث الجامعي الدكتور نديم منصوري لجمعها في قاموس حمل عنوان “قاموس الدردشية/ لغة الدردشة على الرنترنت (عربي ـ إنجليزي)”، وفي اللفظ الذي استحدثه الكاتب جمع بين كلمتي “الدردشة” و”الانجليزية”. ينطلق الباحث في تقديمه للقاموس من الإضاءة على علم اللسانيات وكيفية تشكّل اللغات المختلفة والبحث في أصولها وقواعدها. يعود الى الدرس اللساني الأقدم توثيقاً للهند حيث لعبت العقيدة الدينية دوراً مهما في التأسيس لذلك العلم حوالى العام 2500 ق. م. حين لاحظ الكهنة أنّ اللغة التي يستخدمونها في شعائرهم تختلف عن لغة ال”Veda” (النصوص المقدسة المصاغة بلغة الهند القديمة)، واعتقدوا أنّ نجاح بعض الطقوس يحتاج لاستخدام اللغة القديمة مما يستلزم إعادة إنتاجها، فقام كاهن يدعى بانيني قبل ألف سنة من الميلاد بتقنين القواعد النحوية الحاكمة للغة السنسكريتية حتى يمكن استخدامها كلغة طقوس دائمة. ومن ثمّ بدأ الفلاسفة اليونانيون الاهتمام الأوروبي باللسانيات بدءاً بمعلمهم الأوّل أرسطو حين اهتموا بدراسة العلاقة بين الأشياء والأفعال وأسمائها للتعرّف على القواعد التي تحكم اللغة وصاغوا مبادئ النحو، واهتموا في القرن الثالث قبل الميلاد بالدرس البلاغي فقسموا مفردات اللغة إلى أسماء متعددة الصيغ، وأفعال تحدث في أزمنة مختلفة، ثمّ حددوا أشكالاً للخطاب. ومثلهم التزم الرومان بالقواعد النحوية اليونانية في اللغة اللاتينية إلا أنهم توسعوا في الشروح المميزة للأساليب اللغوية اللاتينية ومجالات استخدامها، وتمّ تحديد أشكال الخطاب قياساً على بعض النصوص اللغوية. وبحلول القرن الرابع الميلادي صاغ اللغوي الروماني آليوس دوناتس صيغ عامة للنحو اللاتيني وشرح اللغوي بريسكيان هذه القواعد بعد مئتي سنة، وبقيت على ما هي عليه، واستخدمت كمعايير قياسية للغات الأوروبية الأخرى حتى القرن السادس عشر، كما بقيت كتبها مراجع للغات الأوروبية التي ظهرت بعدها. ويعدد منصوري كيف أنّ اللسانيين كونوا عائلات لغوية صاغوها على شكل شجرة عائلة لكل مجموعة من اللغات ذات المنشأ الواحد، ومن أبرزها: “شجرة اللغات الهندو ـ أوروبية: وتضم السنسكريتية، اليوناينة، اللاتينية، الإنجليزية، الألمانية ولغات أوروبية وآسيوية أخرى. وكذلك شجرة لغات الجونكوين: لغات سكّان أميركا الشمالية الأصليين. وشجرة لغة البانتو: تضم اللغة السواحيلية، الهوسا، والزولو ولغات أفريقية أخرى. وشجرة اللغات الأفرو ـ آسيوية: كانت تسمّى اللغات الحامية السامية وهي العائلة اللغوية الأساسية السائدة في الشمال الأفريقي والشرق الأوسط، وتنقسم إلى خمس عائلات فرعية هي: السامية، البربرية، المصرية، الكوشية، والتشادية”. ويلفت إلى أنّ هذه اللغات أصبحت في ما بعد لسان مئات الشعوب، إلا أنها لم تبق صامدة أمام التحولات السياسية والاقتصادية والعلمية والحروب والكوارث الطبيعية والاعتبارات الثقافية التي أدّت إلى تراجع تداول الكثير منها وتآكلها حتى الموت”. وهو الأمر الذي استدعى تحذير اليونسكو في تقرير صادر عنها من زوال نصف لغات العالم البالغ عددها ستة آلاف لغة، منادية في الوقت نفسه إلى الحفاظ على لغات الأقليات، “ولا سيما أنّ نحو 97 في المئة من سكان العالم يتكلمون 3 في المئة فقط من هذه اللغات”. أمّا لماذا هذا السرد التاريخي وربطه بلغة حديثة التشكّل؟ يوضح الباحث أنّ الانترنت جعل من الانجليزية لغة عالمية وأمراً واقعا لا يمكن تجاهله، إذ تشير الأرقام إلى أنّ ثلاثة أرباع الرسائل النصية المتبادلة في العالم عبر الانترنت هي بالانجليزية، في حين أنّ أكثر المصطلحات التقنية والعلمية هي في أغلبها بتلك اللغة. وبناءً على تلك المعطيات، لم يعد من مفر في ربط العربية بالانترنت من أجل أن تنشأ لغة دردشة الكترونية تحضر فيها اللغة الأم، وإن طالتها بعض التعديلات، ومن بينها استخدام كتابة اللغة العربية بالأحرف اللاتينية خلال المحادثة عبر الانترنت، ما أدى إلى تعديل بعض الحروف التي لا تجد رديفها في اللغة اللاتينية واستبدالها بأرقام من مثل: (الهمزة = 2، العين = 3، الخاء = 5، الطاء = 6، الحاء = 7، الغين = 8). استلزم الإعداد للقاموس ثلاث سنوات من التجميع والتنسيق والتبويب والتنظيم وترجمة مئات المواقع الإلكترونية التي تعرض الاختصارات المتداولة والمتعارف عليها عالمياً وأكثرها استخداماً وشيوعاً. أمّا الهدف، فثلاثي الأبعاد. يعدد: “يحتل الهدف الثقافي المرتبة الأولى، فبعدما أن كانت اللغة متكونة من علاقات متبادلة بين طرفين طبيعيين (إنسان ـ إنسان)، أصبحت اليوم مكونة ما بين طرفين واحد طبيعي والثاني الكتروني (إنسان ـ آلة). هذه العلاقة الجديدة لا تعتمد على الحوارات المباشرة الحية، وإنما بشكل أساسي على الرسائل النصية المكتوبة، التي لا تخلو من الرموز والاختصارات التي لا يمكن فهمها إلا بوجود من يفسّرها وهذا ما يهدف إليه القاموس. وهناك الهدف الأكاديمي للقاموس، إذ يسهم في تقديم تفسير واضح للغة الحياة الالكترونية على الانترنت، ولغة المجتمعات الافتراضية وغيرها مما يسهّل على المربين والتربويين والأهل فهم وبناء جسور تفاهم وتواصل مع الفئات العمرية الشابة والمراهقة ممن تستهويهم استخدام المصطلحات والاختصارات التي لا يفهمها سواهم. وثالثاً الهدف اللغوي، بعد أن أصبحت لغة الانترنت واقعاً لغوياً عالمياً يزداد عدد مستخدميها بشكل ملحوظ”. ويقترح منصوري ضرورة أن تأخذ اللغة شكلاً جديداً هدفه التواصل، إذ لا يوجد في اللغة العربية مصطلحا يعبّر عن لفظ “الدردشة الالكترونية”، بل كلمة “تشات” CHAT من دون أي مسعى لإيجاد مصطلح يعبّر عن اللغة التي أصبحت واقعاً لغوياً يجب التعامل معه بالأسلوب العلمي. وكذلك لم يجد أي مصطلح علمي جديد يعبّر عن اللغة العربية المكتوبة باللاتينية. ويسأل: “هل علينا أن نبقى متسائلين دون جدوى أم علينا أن نقترح ونعدّل ونقدّم ما نراه مناسباً للتعبير عن كل ما هو حديث في عالم تتسارع فيه التغيّرات والتبدلات على كافة المستويات؟”. من هنا ينادي بلفظ جديد للتعبير عن لغة الدردشة الالكترونية، والآخر للتعبير عن اللغة العربية الحديثة المكتوبة باللاتينية هو “اللابية” كجمع بين العربية واللاتينية. كلام بالأرقام في “الدردشية” رموز وأرقام، بعضها مبرر ومنطقي وكثيرها بعيد الشبه أراده المتحادثون بما يشبه لغة الطلاسم التي تصبح يوما بعد يوم رائجة من دون البحث في الأسباب والـ”لماذا؟” و”كيف؟”، ومن بينها: ـ أستطيع: 0 ـ لديّ سر: 007 ـ أنت لا تساوي شيئاً: 02 ـ أفكّر بك: 020202 ـ شكراً: 10Q ـ أنت مثالي: 10 ـ يومي سيئا: 13 ـ الواحد للجميع والجميع للواحد: 14AA41 ـ مبروك: 11111111 ـ تكلّم: 2K ـ أحضرني من المدرسة: 222 ـ أنت رائع: 2468 ـ إلى الأبد: 24-7 ـ من أجل عينيك: 4YEO ـ عندي سؤال: 411 ـ مرحبا: 5 ـ بكاء: 555 ـ لننطلق: 66 ـ وداعا: 88 ـ أحد الوالدين يراقب: 9 ـ حالة طارئة: 911 ـ أحب المال: $) ـ العمر، الجنس، المكان: A/S/L ـ رائع: AA ـ السلام عليكم: س1 ـ وعليكم السلام: س2 ـ كيف الحال: ك1 ـ صباح الخير: ص1 ـ مساء الخير: م1 ـ حسبي الله: ح1 ـ إذا لم تستح فافعل ما شئت: ش1 الكتاب: قاموس الدردشية/ لغة الدردشة على الرنترنت (عربي ـ إنجليزي) المؤلف: الدكتور نديم منصوري الناشر: دار الكتب العلمية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©