الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مايكروسوفت» تسعى إلى تحقيق أقصى استفادة من «سكايب»

«مايكروسوفت» تسعى إلى تحقيق أقصى استفادة من «سكايب»
24 يونيو 2012
يعتبر طوني بيتس رئيس شركة سكايب التي تقدم خدمة المكالمات عبر الإنترنت، بكافة المقاييس، قد أنجز الكثير منذ اشترتها مايكروسوفت مقابل 8?5 مليار دولار. تروي الإحصائيات القصة: في الأشهر السبعة منذ عقد الصفقة، قفز عدد مستخدمي سكايب شهرياً بنسبة 26% إلى قرابة ربع مليار مستخدم الأمر الذي يؤكد وضع سكايب كأحد أقطاب خدمات الإنترنت للمستهلك. غير أن نجاح صفقة سكايب التي تعد أكبر استحواذ سبق لمايكروسوفت إجراؤه في تاريخها سيقرره في نهاية المطاف ما إن كان في مقدور مايكروسوفت أن تنسج سكايب بشكل أعمق في محفظة منتجاتها على نحو يكفل استخدام متميز لخدمة سكايب في منتجات متنوعة كأجهزة الكمبيوتر الشخصية من خلال استخدام ويندوز وأجهزة ألعاب إكس بوكس. في هذا الشأن لم يقم بعد بيتس وزملاؤه في مايكروسوفت بفعل شيء يذكر. وقال بيل وايمان المحلل في المؤسسة البحثية انترناشيونال ستراتيجي أند انفستمنت: “إن ذلك الموضوع واعد ومحير ولكننا لم نشهده مستخدماً في مختلف المنتجات”. وهناك مرحلة فارقة ستأتي هذا العام حين تطلق سكايب نسخة ابتدائية من برنامج مكالماتها الذي يعمل على ويندوز 8 التعديل المقبل لنظام تشغيل مايكروسوفت المصمم للعمل مع أجهزة الكمبيوتر المزودة بشاشات اللمس. وقال محللون إن فكرة أن سكايب يمكن أن تعطي ويندوز ومنتجات مايكروسوفت الأخرى ميزة هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للشركة أن تبرر السعر الكبير الذي دفعته. يقوم بيتس الذي كان رئيس تنفيذي سكايب حين استحوذت مايكروسوفت على الشركة من مجموعة استثمارية بدور صعب التوازن في مايكروسوفت. ذلك أن من ضمن الاتفاقية منحت مايكروسوفت سكايب تفويضاً يتجاوز التفويضات التي تمنحها لمعظم أقسامها بحيث أنها سمحت لبيتس أن يعمل في وادي السليكون. وتعتبر سكايب التي تنتشر مكاتبها في كل من السويد واستونيا ولوكسمبرج وبراغ ولندن والتي اشترك في تأسيسها شخص دنماركي وشخص آخر سويدي، قسم مايكروسوفت الوحيد الواقع بكامله تقريباً خارج رئاسة الشركة الأم في ريموند بولاية واشنطن. وقال بيتس أثناء مقابلة أجريت في مكتبه الفسيح إنه مصمم على حصول موظفيه على شارات أمن جديدة مطبوع عليها شعار سكايب وليس شارات مايكروسوفت المعتادة. استقلالية إدارية وهناك إشارة أخرى إلى استقلاليته متمثلة في وجود آبل ماكبوك اير على مكتبه. ورغم أن استخدام منتجات آبل علناً ليس بالمستبعد وسط تنفيذيي مايكروسوفت إلا أنه يعتبر شكلاً طفيفاً من التمرد في شركة يتوقع أن يرفع فيها الجميع راية ويندوز. وقال بيتس البالغ من العمر 45 عاماً: “لقد احتفظنا بهويتنا وسلطتنا الذاتية”. تسمح هذه المسافة والاستقلالية لسكايب بأن تظل مخلصة لرسالتها التي تتيح للمستخدمين إجراء مكالمات من أي جهاز مرتبط بالإنترنت بما لا يقتصر فقط على الأجهزة المزودة ببرنامج مايكروسوفت. في الأشهر السبعة الماضية أصدرت سكايب نسخاً من برنامج مكالمتها لهواتف تعمل على كل من نظام تشغيل أندرويد من جوجل وأجهزة ألعاب سوني المحمولة وأجهزة آبل المحمولة. وتعتبر سكايب رابع أكثر التطبيقات المجانية تحميلاً لكل من آي فون وآي باد. وتعتبر درجة الاهتمام بتطوير برمجيات لأجهزة شركات أخرى ملحوظة في مايكروسوفت، وهي شركة يشكل فيها ويندوز ومنتجات البرمجيات المرتبطة به معظم أرباحها. ورغم أن معظم مكالمات سكايب لا تزال تجرى على أجهزة الكمبيوتر الشخصي المزودة ببرنامج ويندوز، فإنه من المرجح أن يأتي كثير من نمو سكايب من الأجهزة المحمولة الجديدة التي تعد فئة لا تزال مايكروسوفت تواجه صعوبة في أداء دور رئيسي فيها. حين أعلنت مايكروسوفت عن عزمها استحواذ سكايب العام الماضي، قال بعض المتشككين إنها ستكون مسألة وقت قبل أن تبدأ مايكروسوفت تحويل سكايب إلى شبكة اتصالات لمنتجاتها بحيث تتعامل مع كافة الهواتف الذكية وأجهزة التابليت وغيرها من أجهزة غير مايكروسوفت التي تعمل على سكايب كفكرة لاحقة. وكانت آبل على كل حال قد فعلت شيئاً مشابهاً حين أصدرت فيس تايم facetime خدمة مكالمات الفيديو التي لا تعمل سوى على أجهزة آي فون وآي باد وماكنتوش. برمجيات الاتصالات وقال ستيفن إيه بالمر الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت خلال مقابلة أجريت مؤخراً: “نحن دائماً نريد أن تعمل سكايب بالدرجة الأولى وبالشكل الأفضل على ويندوز ولكن يكمن بعض استراتيجية القيمة لبرمجيات الاتصالات في أن تعمل على كافة المنصات ونحن ملتزمون بهذا التنوع في المنصات”. ونظراً لميزة مكالمات الإنترنت المجانية ظل استخدام سكايب ينمو سريعاً وقفز بنسبة 40% إلى 100 مليار دقيقة من المكالمات في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة بعام مضى. غير أن بيتس وغيره من تنفيذيي مايكروسوفت لا يستطيعون تحمل أن تكون سكايب مفرطة الاستقلالية. فهم يريدون تفادي تكرار ما حدث بعد أن استحوذ موقع مزادات إي باي ebay على سكايب مقابل 2?6 مليار دولار في عام 2005. وقد زاد مستخدمو سكايب زيادة كبرى أيضاً عقب تلك الصفقة. غير أنه حين لم تتحقق التناغمات المتوقعة مع إي باي قامت آي باي بفصل سكايب في شركة مستقلة بمستثمرين جدد. تخطط مايكروسوفت لإدماج سكايب في لينك Lync منتج اتصالات مايكروسوفت الموجه لاستخدام الشركات. وهناك أسبقية أخرى متمثلة في جعل مؤتمر فيديو سكايب يعمل على جهاز إكس بوكس 360 من مايكروسوفت رغم أنه من غير المرجح أن يطلق ذلك المنتج هذا العام. وفي إشارة للاستثمار الذي تجريه مايكروسوفت في استحواذها الجديد لدى سكايب هناك نحو 400 وظيفة متاحة، حسب بيتس. تلقى أحد جهود سكايب مؤخراً متمثل في نسخة لبرنامج مكالمات للهواتف الذكية التي تعمل على نظام تشغيل ويندوز فون من مايكروسوفت انتقادات مخيبة للآمال، فحين يغلق المستخدمون تطبيق سكايب على ويندوز فونز لا يمكنهم استقبال مكالمات. ولكن في نفس الوضع على آي فون وغيره من الأجهزة يتلقى مستخدمو سكايب اخطاراً بمكالمة واردة. وقال برايان أوشوجنيسي المتحدث باسم سكايب إنه سيتم معالجة ذلك العيب في نسخة البرمجية المقبلة. ان امتلاك مايكروسوفت لسكايب غير من مساعي مايكروسوفت إلى جعل شركات الاتصالات اللاسلكية تبيع أجهزة ويندوز فون. وقال ستيفن ايلوب رئيس تنفيذي نوكيا التي تصنع ويندوز فون مؤخراً: “هناك مؤشرات إلى أن المشغلين لا تروق لهم سكايب”، بسبب أن مكالماتها المجانية يمكن أن تسرق ايرادات من شركات الاتصالات التقليدية”. وأضاف إيلوب أن نوكيا تجري محادثات مع شركات اتصالات حول طرق ضم ويندوز فون (نوكيا) سكايب في ظل خطط بيانات عالية السرعة مجزية مادياً. وأشار بالمر إلى أنه لم يسبق لسكايب أن شكلت عائقاً لويندوز فون، وقال: “أعتقد أن أي مشغل ماهر يدرك أن مستقبل الاتصالات لن يشبه الاتصالات الراهنة”. يتابع بالمر تقدم سكايب عن كثب. وهو يعقد مؤتمرات دائماً مع بيتس مستخدماً برمجية سكايب. ورغم أن لمايكروسوفت سجلاً متفاوت النجاح للاستحواذ على شركات أخرى، فإن بالمر يبذل قصارى جهده للارتباط بموظفي سكايب. وعقب الإعلان عن الاستحواذ سارع بالمر بالسفر ليلتقي بمهندسي سكايب في مكاتبها في تالين استونيا. وشارك في مراسم تعيين موظفين جدد في سكايب حرصاً منه على توثيق العلاقات. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©