الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«منتدى الإسلام» يناقش تحديات التعصب الديني

25 يونيو 2015 00:50
جمعة النعيمي (أبوظبي) نظمت مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان أمس الأول محاضرة بعنوان «منتدى الإسلام في القرن الحادي والعشرين.. السيطرة على تحديات التعصب الديني»، تحدث فيها كل من الداعية الإسلامي والمنسق القانوني الدولي الشيخ الدكتور حمزة يوسف، والكاتبة والباحثة أستاذة القانون الدولي كريمة بنون، والدكتور عارف علي النايض السفير الليبي في الدولة. قال الشيخ حمزة يوسف: «إن التطرف وأيديولوجيته يتعين معالجته، وإنه بالنظر إلى العالم من حولنا فإننا نعلم أن الجميع من حولنا عرضة للأمراض، وما من داء إلا له دواء وشفاء، وعلى فترة الممارسة السيئة التي يعيشها العالم من خلال تلقي الأفكار لهذا الداء، إذ يتطلب فهم الأفكار ومعالجتها فتاوى طويلة، والناس بحاجة إلى تلمس معالجة هذا الداء والإثم، حيث الخلل والفساد». وأشار إلى أنه بالحديث عن فهم الخلل المستشرف (المتطرف والمتطرفين) والأصوليين، فإن ذلك سيعبر عن شيء سام، ومثال ذلك هو التعامل بمعزل عن غيره، إذ توجد نصوص في القرآن والحديث الشريف، مؤكداً أن القرآن متكامل لكنه يحتاج إلى سنوات طويلة للإلمام به وفهمه فهماً كاملاً وشاملاً، حيث إن الكثير من المتطرفين يبررون محاربة من لا يتقوم بالرأي، وهذا أمر مخالف لأنهم لا يفهمون معنى كلمة الناس في القرآن الكريم، فقد استخدمت كلمة الناس استخدامات عديدة، فهي تشير إلى الأشخاص وبطرق مختلفة. طالب الشيخ حمزة يوسف بتعلم اللغة العربية وعلم النحو والصرف والبلاغة لفهم القرآن الكريم والحديث الشريف، كما أن القرآن الكريم يصبح أداة خطر إذا لم يفهمه الناس، إضافة إلى أن الجهاد مقرون بقائد الإسلام وهو أمر متعارف في نظام الدول الإسلامية. وأوضح أن هناك من يكتفي بالفهم الجزئي ويعرض عن الكلي وذلك في عدم فهم التجاذب بين شرائح المجتمع في العالم الإسلامي، وأن الخلل الثاني يتمثل في فك الارتباط بين خطاب التكليف وخطاب الوضع. وخطاب التكليف يتضمن أسباباً وشروطاً وموانع، أما خطاب الوضع فيتضمن الرخص والعزائم، موضحاً أن هناك موانع للجهاد ورخصاً وعزائم، مبينا أنه يتعين على الأصولي أن يرى واقعاً يمكن تطبيقه. وأضاف أن الخلل الثالث يتناول فك الارتباط بين الأوامر والنواهي ومنظومة المصالح والمفاسد، إذ إن العلامة الأصولي ينظر دائما إلى المصالح والمفاسد، وأن كثيراً من مشاكل العالم العربي يفتقر إلى الحكمة والعدل والرحمة والمصلحة والقيم التي تبنى عليها الشريعة الإسلامية. وقال إن الخلل الرابع يتمثل في إغفال السياق وأثره على مفهوم الجهاد، موضحاً أن السياق العام قائم على نظام تعاقدي بين علاقات القبائل على منطق الغلبة والقتال، إذ أن الحرية الدينية لم تكن متاحة آنذاك، وما يحدث اليوم في حقيقة امتلاك السلاح النووي هو في الاعتداء على الآخرين وإلحاق الضرر بحياة الأبرياء. أما الخلل الخامس، فيتمثل في التصور التاريخي السطحي، حيث يصور حياة صلاح الدين الأيوبي، حيث تم حضور ذلك في سياق معقد جداً، وغالبية المسلمين يرون الحياة، كالمواسم، فالحياة تصل إلى الشيخوخة ومن ثم تموت، موضحاً أن أصحاب الفكر المأزوم لا يميزون بين الدولة الوطنية والدولة الامبراطورية، مبيناً أن العديد من المسلمين يفهمون مفهوم الأمة وإزالة الدول، ما يزيد من الإرهاب والمفاسد، إذ أن مجموعة من المتطرفين يرون أنهم يمثلون الأمة بما يفعلونه. كادر 2// منتدي الاسلام مآسي الإرهاب الأسود وتجربة الجزائر من ناحيتها أوضحت كريمة بنون تأثرها الكبير بالخبرة الجزائرية في مواجهة الإرهاب والتطرف في سنوات التسعينيات مستذكرة امرأة تقطن بمنطقة المتيجة، فقدت 6 من أبنائها، إذ تم اغتيالهم على أيدي الإرهابيين، وأكدت بنون أن الشهادة التي أدلت بها هذه المرأة عن سنوات الإرهاب أظهرت «مدى معاناة» الشعب الجزائري جراء التطرف والجهل مشيدة بشجاعة هؤلاء الأشخاص الذين تصدوا للإرهاب «في الوقت الذي كان يجهل فيه باقي العالم ما كان يحدث في الجزائر». وأضافت بنون أن الكتاب استلهم محتواه من شهادات رجال ونساء أبدوا شجاعة نادرة في مواجهة العنف والتطرف، مخصصة حيزا كبيرا للتجربة الجزائرية المريرة والتي تم عرضها فيما وراء الأطلسي بالخصوص. وقالت «لقد كتبتُ هذا الكتاب لتخليد روح ضحايا الحرب التي يشنها الجهاديون على الثقافة منذ عشرين سنة، وهذا حتى نقول لعائلاتهم وزملائهم الذين يواصلون عملهم أن تقدميي البلدان الأخرى لن ينسوهم». وقالت بنون إنها أرادت من خلال هذا الكتاب إحياء هذه الصور البطولية والحفاظ عليها وطلب الدعم والمساندة لهؤلاء الذين يواجهون الأصولية، والتأكيد على عدم النسيان، وتغيير الصورة المنمطة التي ظلت راسخة في العالم الغربي، حيث ظلت شخصية بن لادن هي الغالبة في الذهنية مع سيادة خطاب لا يطاق يتسم بالتمييز والإقصاء. فكان لزاما إعطاء الصوت لمن لا صوت له. وأكدت بنون أن الضحايا هم الوحيدون القادرون على الصفح والتسامح وأنه لا يحق لغيرهم القيام بذلك بدلا عنهم، مشيرة إلى أن هناك عملا كبيرا يتعين القيام به لمعرفة الحقائق والكشف عنها لمعرفة لماذا حدث كل ذلك، وبالأخص تفادي تكرار تلك المآسي التي ضربت في عمق المجتمع الجزائري والمجتمعات الإسلامية والعربية. كادر 1// منتدى الإسلام التطرف قائم على فكر الخوارج قال عارف النايض السفير الليبي لدى دولة الإمارات، «إن الحديث عن التطرف والجماعات والإرهاب قائم على فكر الخوارج، كما أنني أؤكد على كل ما هو إيجابي وأفضل طريقة إلى مكافحة الإرهاب هو بناء مدينة جديدة في المجتمع المدني، فالسلف الصالح عملوا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأحسوا بنورها، وأن كل من يتعلم العلم النبوي يستشعر المعاني الدافئة فيها، فالعلم المحمدي النبوي ينير كل شيء». وأشار إلى أن مجلس الإمام مالك بن انس الطرابلسي في ليبيا كان منورا على عدة مستويات، إذ انطلق منها عدة فتوحات إسلامية ومنهم الإمام علي بن زياد الطرابلسي فهو من جاء بموطأ مالك وأخلاقه، موضحا أن المدرسة التي درس فيها ما زالت تدرس سيرة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، موضحا أن الشجرة المتأصلة تستقيم بجذورها، أما غير المتأصلة فستكون عرضة للتقلبات. وأكد أن هناك ثوابت للأمة من خلال الرحمة، وأن الشخص إذا أراد أن يتلقى الرحمة، فعليه أن يكون رحيماً، وأما إذا غابت الرحمة والحنان غابت الشريعة وبدلت وجعلت أداة تسلط وتجبر وإفساد في البلاد والعباد. وأوضح أن الإسلام والإيمان والإحسان هي معالم الدين التي علمها جبريل عليه السلام للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، إذ إن مركزها حقيقة الإسلام، مبينا أنه من يستشعر عظمة الله في كل موضوع سيرى الحق والنور، ولكن ما يراه الناس اليوم من قتل وصلب باسم الإسلام هو أمر مخالف تماما لتعاليم الإسلام الحنيف. وأكد ضرورة تعلم 5 أشياء وهي: علوم الهمة وحفظ الحرمة وحسن الخدمة ونفوذ العزمة وشكر النعمة، مضيفا أن حرمة الإنسان أعظم من حرمة الكعبة المشرفة والتي تدعو إلى حفظ كرامة الإنسان وحياة الناس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©