الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يعقوب عبد الله: «كنة الشام» ينتصر للرومانسية وأخلاقيات الزمن الجميل

يعقوب عبد الله: «كنة الشام» ينتصر للرومانسية وأخلاقيات الزمن الجميل
24 يونيو 2012
فنان شاب له حضوره المتميز على خشبة المسرح، وله مذاقه في الأعمال الدرامية عبر شاشات التلفزيون، كما كان له تألقه ورصيده الكبير من المعجبين في ملاعب كرة القدم، إنه الممثل الهادئ الرصين يعقوب عبد الله الذي تستمع إلى حديثه فتكتشف أن عقله أكبر من عمره بكثير، وهو يحتفظ بصور وذكريات ودية طيبة وصافية لكل من عمل معه من زميلاته وزملائه الفنانين، وربما كانت محبته العميقة واحترامه الصادق للأساتذة الكبار الذين ساعدوه في بداية الطريق دليلاً واضحاً على أصالة المزايا الإنسانية التي يتمتع بها هذا الفنان. فاطمة عطفة (أبوظبي) - في ختام موسم برنامج “هلا وغلا” على شاشة أبوظبي الإمارات، كان الفنان ضيفاً على مقدمة البرنامج ناديا بركات، وقد التقته “الاتحاد” عبر هذا اللقاء ليحدثنا عن جديده في شهر رمضان، وعن ذلك يقول “أشارك في مسلسل “كنة الشام وكنات الشامية” على شاشة “إم بي سي”، من إخراج جمعة الرويعي، تأليف الكاتبة المبدعة هبة مشاري حمادة، ومعي كثير من النجوم منهم: عبد الرحمن العقل، مريم الصالح، محمد جابر، إلهام الفضالة، شجون الهاجري، ولأول مرة بشار الشطي نجم ستار أكاديمي والذي سيكون معنا ممثلاً، وهو أيضاً مطرب، وصاحب أداء ممتاز وفنان محترف، وكذلك علي كاكول، وهناك أيضاً مسلسل “أنت عمري”، ولكن لا أدري إن كان سيعرض في رمضان أو بعده، وهو من إنتاج مسرح السلام، وقد تم تصويره في الكويت، أما “كنة الشام” فقد صور منه 70% في الكويت، وجزء منه صور في الشارقة وعجمان”. رومانسية طاهرة وعن عنوان المسلسل “كنة الشام” والدور الذي قام الفنان يعقوب بأدائه، يشرح ذلك بقوله “كنة الشام هي الكنة زوجة الابن، وأنا دوري فيه رومانسي، حيث إن قصة الرومانسية تربطني مع بنات عمي وخالي، خلال الزمن الجميل الذي كان يضم كل الأسرة في بيت واحد، وكان الاحترام والحب الطاهر ينتشر بين أفراد الأسرة، فنحن نسلط الضوء في المسلسل على الرومانسية الطاهرة، حيث يظهر أولاد العائلة مثل الإخوان، وبعد ذلك تبعدني الظروف الصحية فتؤثر على مجرى حياتي الزوجية، طبعا أنا لا أريد أن أحرق جمال العمل على الجمهور، لكن أقول إنه شيء جديد وجميل، والقصة في المسلسل تدور في حقبة الستينيات ومنتصف السبعينيات”. وعن إتقان اللهجة الشامية في العمل والهدف الاجتماعي لتوصيل فكرة العمل، يوضح الفنان يعقوب ذلك “لم أتكلم باللهجة الشامية في المسلسل، ولكني أتكلم باللهجة الكويتية، ونحن نقدم نموذجاً من خمس حالات زواج، فيها من يتبادلون الحب الرومانسي الراقي، وفيها من يواجهون مشاكل زوجية، وفيها من يجبرون على الحياة مع شريك غير مرغوب فيه، وغيرها من القضايا التي تنتشر في مجتمعنا”. طبيعة المرأة وعن إحساسه بذلك الزمن الجميل، رغم أنه لم يعشه، يقول “قد تكون انشغالات الحياة، وظروفها اختلفت، كانت طبيعة المرأة قليلاً ما تخرج وتعطي اهتماماً أكثر للبيت والعائلة، وكانت العلاقات جميلة والناس قريبة من بعض، الحين انكسر الشوق بوجود الموبايل، فمن قبل كان الواحد يشتاق وهو بعيد وكان فيه لهفة واشتياق”. وإن كان البعد لفترة أحياناً بين الأهل والأصدقاء يجدد العلاقة الصحيحة، ويوضح الفنان قائلاً “لا، في الزمن الحالي تزيد المشاكل، لأن إذا غبت فترة ما عندك عذر، في ظل وجود الإنترنت ووسائل الاتصال السريعة. وللأسف الأمور السيئة تنتشر بسرعة والجيدة تبقى في محيطها، فمثلا إذا قلنا سنذهب إلى لبنان تحضر صورة في أذهان البعض متعلقة بالسهر في النوادي الليلية، وننسى الطبيعة الجميلة وألوان الثقافة والفنون، وإن قلنا السفر إلى دبي تحضر في الذهن المولات والتسوق، وليس البناء الحديث والتطورات الجديدة، فهناك صفة غالبة على كل مكان”. أعمال مسرحية للطفل وحول بداياته مع المسرح ثم الدراما وإن كان مستقبله في السينما يوضح بقوله “أنا ابن المسرح، بدأت الإنتاج المسرحي في مسرح الطفل، حيث قدمت ثلاثة أعمال مسرحية للطفل، والحمد لله لاقت نجاحاً كبيرا، فقد كانت تجارب جدا جميلة، تركت صدى جيدا، وبدون غرور أنا عملت نقلة في أول إنتاج لي في الإعلان المسرحي والتكلفة المسرحية وجودة العمل، وكسرت القاعدة وأعطيت مزايا أفضل وأعلى، لذلك نجحت. أما التلفزيون فعندي خطة للإنتاج الدرامي بشراكة وهي خطة مستقبلية. أما السينما، فقد قمت بدورات سينمائية ولكني أرى أن السينما إما أن تنتج بشكل صحيح وإما عدم الخوض في مضمارها، لأن عالم السينما مختلف كليا عن المسرح والتلفزيون، مثل أول ظهور كان على التلفزيون إذا أحبتك الناس كان ظهورك جيدا وحققت النجاح وأخذت مكانك، وإذا ظهورك لم يكن جيدا تنساك الناس ولا تتابع أعمالك. وفي السينما نفس الشيء، فالناس هي التي ستأتي لترى العمل، وهذا يحتاج إلى طاقم سينمائي محترف يعرف لغة السينما، فلا يجب أن أشتغل مع مخرج هاوي، لأن السينما لها لغة خاصة، ومن لا يعرف اللغة السينمائية لا يقدر أن يحقق أي نجاح فيها”. هذه حياتي الخاصة وعن ملاحقة الصحافة للفنانين ومعرفة أخبارهم الخاصة، يؤكد يعقوب بقوله: “هذه حياتي الخاصة بي أنا وحدي، لا أريد لأحد أن يتدخل ويسأل عن أهلي أو زواجي أو ابنتي، أنا ملك الجمهور من خلال فني لكن أهلي وعائلتي ليست ملكاً للجمهور، وأود أن أقول ابتعدوا عن الفنان إذا كان هو لا يريد أن يتحدث عن أموره الخاصة”. ـ ولأن الفنان يعقوب فقد والده وهو في التاسعة من عمره وأثر هذا الفقد وإحساسه بذلك، يوضح قائلا: “لا أختلف عن أي طفل فقد والده باكرا، ومدى حاجته لوجوده، لكن يكون الاختلاف أني أستطيع أن أظهر هذه الأحاسيس في عملي عندما يسند لي دور يمثل ما أشعر به، وقتها أوصل هذا الشعور والإحساس بمصداقية عالية للجمهور، لأن فقدان الأب باكرا شيء مؤلم يرافق الإنسان طوال حياته”. القراءة وسعة الاطلاع يمضي الفنان يعقوب عبد الله، أوقات فراغه في القراءة وسعة الاطلاع، وقد تجلت هذه الهواية الجميلة من خلال اطلاعه على أحوال الفنانين في أوروبا وأميركا، الذين يحرصون على القراءة أكثر من مظاهر الجمال والدعاية وصرعة السوق. وحين يربط يعقوب بين غياب الحرية وتدني حالة المسرح فهو يضع يده على الجرح الحقيقي في واقع الثقافة العربية المعاصرة، حيث يرى أن حرية الإبداع هي أقصر الطرق للارتقاء بالأمم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©