الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مؤتمر «ريو- 20» !

24 يونيو 2012
في الوقت الذي يجتمع قادة دول العالم للموافقة على ما جاء في مسودة مؤتمر «ريو+20»، فإن غالب من يتابع عن كثب خاصة المحللين والإعلاميين وممثلي المنظمات البيئية، قد أطلقوا على المؤتمر «ريو- 20» وذلك بسبب ملاحظتهم إن الدول الفقيرة والنامية هي التي ستتحمل العبء الأكبر، فيما يخص الحمولة البيئية الكبيرة التي يجب أن تساهم في حملها الدول الكبيرة مثل الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وألمانيا، ويبدو من خلال المرحلة التي بدأت وتقارب على الانتهاء، أن تلك الدول قد سحبت يديها من المساهمة في المتطلبات والواجبات، التي يجب أن تساهم بها تجاه كوكب الأرض. الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وصف الوضع قائلا إن جهود الدول الكبرى، لم ترق لمستوى التحدي، وأن الطبيعة لن تنتظر التفاوض مع البشر، خاصة أن النموذج القديم للتنمية الاقتصادية لم يعد صالحا، حتى للتنمية الاجتماعية، وفي الوقت الذي تتوجه فيه أنظار العالم للبرازيل، فإن المأمول لا يرقى للمتوقع لمستقبل الكرة الأرضية وما يتبقى من إرث للأجيال القادمة، كما كان واضحا للحضور الضغط من قبل حكومة البرازيل على إنهاء المسودة، التي اعترض عليها المهتمون بقضايا البيئة وخاصة الجماعات والمنظمات المدافعة عن البيئة والذين وصفوا قمة «ريو+20»، بأنها «ريو- 20». وانتقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أوجه القصور في المسودة، وخاصة بعد فشل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، في دعم البرنامج البيئي، وما تم حذفه من المسودة وهو الاقتراح الفرنسي الخاص بفرض ضريبة على الصفقات المالية، لصالح تمويل البرامج البيئية ولذلك وصف المسودة بأنها تفتقر للتفاصيل الحيوية، فيما تحدث آخرون من منظمات بيئية عن فشل ذريع وخيبة أمل كبيرة، حيث قال البعض إن الطموح كان كبيرا في التزام أكثر قوة، ولكن حين يصل الأمر لاتخاذ القرار، فإنه لابد من تقييم إطار العمل العام، ولا يمكن المطالبة بالطموح في العمل ما لم يكن هناك طموح في التمويل يتم تفعيله ولا يبقى مجرد اقتراحات على ورق. وهناك مؤشرات تؤكد أنه، نتيجة للحرارة التي تتواصل وفي ازدياد سوف تغرق 180 مدينة ساحلية في أميركا بحلول 2100، حسب المسح الجيولوجي في الهيئة الأميركية للمسح. وقد أكدت دراسة أجرتها جامعة اريزونا أن المدن على خليج المكسيك والمحيط الأطلسي ستكون الأكثر تضررا، ومن المتوقع أن يكون ارتفاع منسوب البحر أحد نتائج الاحتباس بسبب ذوبان الجليد، وسوف تغرق مجموعة من جزر الهند وبنجلاديش، وأيضاً بعض المناطق من دول الخليج العربي. وفيما يبدو أن ما حدث في كوبنهاجن من فشل هو مصير «ريو+20» حين اجتمع 130 رئيس دولة وحكومة، ولم يتفق الجميع على ذات المقترحات وما جاء في المسودة، وما تم الاتفاق عليه هو هلامي وكأنه كلام مكتوب على الهواء مثل خفض الانبعاثات، ولكن من في كل تلك الدول سيعمل فعليا على خفض الانبعاثات؟، ومن سيتحمل العبء الأكبر ومن يسدد فاتورة تلك الدولة التي نفضت يدها، خاصة أنها من الدول التي تصدر منها تلك الانبعاثات المهددة لكوكب الأرض؟. المحررة | malhabshi@alittihad.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©