الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أشطب: إذا.. ولكن !

24 يونيو 2012
كم مرة قلت لنفسك: “لا أستطيع”، “ليس الآن”، “لقد فات الوقت”، “مستحيل”، وما شابهها من الأفكار التي جعلتك تتوقف، أو تتراجع حتى فاتتك الفرصة، وربما العديد من الفرص؟ يقول برايان تراسي، وهو واحد من أشهر الخبراء العالميين في استثارة الفكر ودفعه للإبداع: “ إن حياتك الخارجية هي انعكاس لما بداخلك، فهناك تطابق مباشر بين الطريقة التي تفكر وتشعر بها داخلياً وبين طريقة تصرفك وتجاربك خارجياً”، كما يقول المفكر العربي الراحل عباس محمود العقاد: “الإرادة كالسيف يصدؤه الإهمال، ويشحذه الضرب والنزال، فمن لا يستخدم إرادته ويركَنُ إلى الخمول والكسل، يفقد قوته وقدرته على الحركة”. أتذكر حلقة تليفزيونية لخبير الموارد البشرية الراحل الدكتور إبراهيم الفقي، أجرى فيها مكالمة هاتفية مع إحدى المشاهدات، تطلب منه أن يخلصها من عادة سيئة لا تستطيع التخلص منها، وهي إدمان شرب المياه الغازية، وخلال هذه المكالمة تمكن أن يرغب المتحدثة في شرب المياه الغازية ، ثم بدأ في تقليل النسبة تدريجياً لتكرهها وترك هذه العادة، وقال لها: “ الآن لا تتكلمي ، لكن فقط ركزي على ما أقول واشعري به، وتخيلي نفسك وأنت تتناولين الطعام وأنتِ جائعة وعطشانة جداً ، وأنك أكلت كمية كبيرة من الأكلات الشهية حتى امتلأت تماماً ، والآن تشعرين بالعطش وأمامك زجاجتك المفضلة خذيها في يدك واشعري بها أنها ساخنة جداً ولاحظي أن الطقس بارد جداً وأنك لا تجدينها شهية على الإطلاق ، ولكنك قررت الشرب على أي حال واشعري بطعمها الساخن ووجدت أن رائحتها سيئة جداً وكأن بها عفونة فانظري بداخلها ستجدين بها ذبابة، وبقايا صرصار في فمك، والرائحة تزداد قوة من العفونة، وشكل الذبابة وهى ميتة بداخلها، وجناح الصرصار في فمك، وتشعرين بأنك على وشك أن تتقيئي كل الطعام الذي تناولته”. هنا أغلقت الخط وبعدها اتصلت مرة أخرى وقالت: “ لقد أغلقت الخط لأني رجعت “تقيأت” الأكل فعلاً، ولا أطيق أي شيء عن هذه المياه الغازية”. لذا إذا أردت فعلاً أن تحدث تغييراً إيجابياً في حياتك وكنت جاداً في ذلك، وكانت رغبتك قوية وقررت قراراً قاطعاً أنك ستبدأ الآن، وأنه مهما كانت التحديات ستستمر حتى تحصل على هدفك. فلكي نحسن حالتنا النفسية السيئة، بإمكاننا تغييرها بأن نعترف أننا نعاني من حالة نفسية سيئة، وأننا المسؤولون دائماً عن شعورنا السلبي، وأننا نحن سبب الداء، وإن بدت أفكارنا سلبية نكون بذلك قد ألزمنا نفسنا بالتعاسة. خبراء العلوم السلوكية ينصحون بضرورة مواجهة التحديات التي تواجهنا، ولا نحاصر أنفسنا بالأوهام التي تدمرنا، وعلينا التريث برهة من الزمن للتفكير في ضرورة حل المشكلة التي تجابهنا، إن قاموس النجاح لا يحتوي على كلمتي “إذا” و”لكن”؛ لأن كلمة “إذا” تعني الركون إلى التسويف والكسل، وأن ننتظر الفرصة حتى تأتي إلينا لتطرق بابنا بدلًا من أن نبحث نحن عنها، أما كلمة “لكن” فتعني أن تخلق من كل فرصة مشكلة وصعوبة، لا أن ترى في كل مشكلة فرصة للتعلم والمحاولة. المحرر | kho rshied.harfo sh@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©