الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التخطيط الأسري الطريق «الملكي» للوصول إلى الغايات وبلوغ الأهداف

التخطيط الأسري الطريق «الملكي» للوصول إلى الغايات وبلوغ الأهداف
24 يونيو 2012
تؤكد كثير من الدراسات الاجتماعية الميدانية أن أصحاب الخطط والأهداف المكتوبة يصلون إلى أهدافهم بنسبة تفوق 80 %، أما الذين لا يكتبون أهدافهم، فإنهم يصلون إلى أهدافهم بنسبة لا تتعدى 20 % عادة، ومع وصول أصحاب الخطط المدونة إلى أهدافهم، إنما يجنون فوائد أخرى كثيرة، فهم عادة لا يرضون بواقعهم، ويحاسبون أنفسهم أكثر من الفوضويين الذين لا أهداف ولا تخطيط لهم، وهم غالباً يتمتعون برؤى أكثر طموحاً لبلوغ أهدافهم مقارنة بغيرهم. ولعل التخطيط الأسري أحد أهم الموازين والضوابط التي تنتجها الأسرة في حياتها اليومية، فلكل أسرة أهداف وأحلام وتطلعات مستقبلية تسعى للوصول إليها من خلال التخطيط الواقعي في ضوء إمكاناتها واحتياجاتها وتطلعات أفرادها، وبما ينسجم وترتيب الأولويات في أجندة كل أسرة. خورشيد حرفوش (أبوظبي) ـ ما من شك أن التخطيط الأسري أو العائلي يكتسب أهمية خاصة بحلول موسم الإجازات، والعطلة الصيفية، وما يقترن بها من أوقات الفراغ المتسعة، وإنجاز الأعمال أو الواجبات الاجتماعية المؤجلة، والاستمتاع بأيام العطلة، وخطط السفر وكيفية قضاء الإجازة بشكل إيجابي ممتع ومرضي ومفيد لكل أفراد الأسرة باختلاف أعمارهم ومسؤولياتهم وأعمالهم. ومن الطبيعي أن تكتسب عملية التخطيط أهميتها من خلال كونها مرتبطة بأحلام أفراد الأسرة المتنوعة، سواء أكانت هذه الأحلام أحلاماً في تربية الأبناء أم أحلاماً في السعادة العائلية أم في الثراء أم في تحقيق الطموحات الشخصية سواء كانت احتياجات فورية أو طموحات ضرورية أو كمالية مؤجلة. الأهداف تشير خبيرة التنمية البشرية الكاتبة مريم عبدالله النعيمي، مدير عام مؤسسة قيم للإنتاج العلمي، في دراستها الأسرية:” التخطيط الأسري الفعّال توفيرٌ للوقت والجهد”، إلى التخطيط على أنه التنسيق بين ما يرغب الفرد أن يحققه لنفسه أو لأسرته أو للجماعة التي ينتمي إليها، وهو أسلوب في التفكير والتصوير الذهني القائم على خصائص متميزة أهمّها التداخل بين فروع المعرفة المختلفة، ويتشكل عبر عمليات متعددة ومستمرة، ويقوم على أساس مناهج وبرامج ومشروعات عمل تفصيليّة تهدف إلى إحداث تغييرات مقصودة في الجماعة وأفرادها خلال فترات زمنية محددة الأداء. وتوضح النعيمي أهداف التخطيط العائلي، في تحقيق التوازن في سلوكيّات العائلة وطريقة أدائها للأدوار المختلفة، فأكثر الأسر التي تعاني من مشكلات وأزمات في علاقتها ببعضها إنما تنتج أزماتها تلك من التعوّد على الخروج عن خط الاعتدال في العلاقات الداخليّة التي تربط بين أفراد الأسرة. قم تحديد الأهداف المشتركة والعمل بشكل جماعي لتحقيقها، فالاتفاق على الخطوط العامة التي تضبط إيقاع السلوك الأسري، وتهيئ المنزل ليكون مكاناً مريحاً يضم كافة أفراد الأسرة تحت جناحيه دون شعور بالملل أو إحساس بالسآمة والضجر من البقاء فيه. فالحياة وفق أهداف مشتركة تحمي الأبناء من العيش الهامشي والحياة الباردة المسطحة، التي تجعل منهم أعضاء خاملين ذوي مردوديّة ضعيفة يخشى من تحوّلها مع الأيام إلى عادة متأصّلة في أعماق أولئك الأبناء، حيث يألفون الحياة السهلة والبسيطة ولا يجدون أنهم مطالبون بشيء لكي تتحقق مطالبهم. توفير الوقت وإدارته تضيف النعيمي: “من أهم أهداف التخطيط الأسري أيضاً، توفير الوقت وإدارته بشكل فعال، فهو وسيلة ناجعة للحصول على مزيــد من الوقت الفعــال لإنجاز المهمات الكثيرة والكبيرة أيضاً. وكلّما كانت هناك حساسيّة إيجابيّة إزاء عامل الزمن توفرت المصداقية في تجويد الأعمال والارتقاء بالذات من خلال التعامل الواعي والدقيق مع الوقت. فضلاً عن كونه إثراء للبيئة الأسريّة بالحوار وتعويد الأبناء على التعبير والمشاركة بالرأي، ويعدّ البدء المبكر بإشراك الأبناء بأفكار الآباء وتصوّراتهما إزاء أمر من الأمور العائلية اختياراً ذكيّاً وسلوكاً إيجابيّاً يجب تكريسه في تقاليد العائلة وضمّه إلى القائمة المفضلة من الأساليب الوقائية التي تمنع الاصطدام بآراء الأهل، وتُحدث تناغماً وانسجاماً في خطوط التفكير، والسلوكيّات المصاحبة له لدى جميع أفراد العائلة. كما أن التخطيط يساعد على تركيز الجهود على الأولويّات بدلاً من هدر الطاقة في الأمور ذات الأولويّة المنخفضة، فالتعوّد على إشراك الأبناء في الخطط العائليّة، سواء الاقتصاديّة أو التعليميّة، أو الترفيهيّة، أو الاجتماعية، يؤدّي إلى تقليص هامش الخطأ أثناء التنفيذ، كما يتيح للأبناء فرصة خوض التجارب التي شاركوا بالتخطيط لها شفويّاً ومن خلال اللغة الحواريّة. وإلى جانب ارتفاع الحماسة نتيجة الموافقة المبكرة والاقتناع بالسلوكيّات المدرجة في قائمة التخطيط يتولد إحساس بالتقدير للذات لدى الأبناء نتيجة حرص الأبوين على استشارتهم ومعرفة آرائهم في الأنشطة التي تقوم بها الأسرة. إنّ التخطيط الأسري التربوي وسيلة لإدراك غاية، والغاية هنا هي إدماج الأبناء في مشاريع العائلة بغرض كسر الحواجز النفسيّة، وتوثيق الروابط الأسريّة من خلال الاجتماع لتحديد الأهداف المشتركة وتوزيع الأدوار. كما يهدف التخطيط إلى مناقشة الأهداف الشخصيّة وتحليلها وإبداء وجهة النظر حولها، حتى يرتفع مستوى التفاعل بين أفراد العائلة، ويتسنى للجميع دعم أهداف بعضهم بعضاً، وتهيئة الظروف المناسبة ليسهل على كلّ فرد تحقيق أهدافه وهو يحظى بتأييد عائلته ووقوفهم بجانبه، الأمر الذي يدفعه للجدّ والبذل، ويمنحه طاقة نفسيّة للمواصلة والاستمرار. إدارة الأولويات فؤاد بن عبدالله الحمد، مستشار التطوير والتنمية البشرية بشبكة الحصن للعلوم الإنسانية، يقول: “إن نجاح هذا الزواج يتوقف على مدى الانسجام والتفاهم بين الزوجين، ومدى شعورهما بأن ما يجمعهما من قواسم مشتركة ومحبة متبادلة أقوى من أن تفرقها مشاكل الحياة وهمومها ربما يكون من أسباب تلك المشاكل، غياب التخطيط الفعال لإدارة هذه المؤسسة الأسرية. ويشكل التخطيط بشكل عام، أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع، إذ يحدّد مسار حياة الإنسان عموماً ويعتبر العنصر الأساسي للنجاح في أيّ مجال من مجالات الحياة. ونعني بالتخطيط الأسري تنظيم للشئون الأسرية وفق برنامج محدد لتحقيق أهداف معينه خلال فتره زمنيه محددة. فالتخطيط هو تنظيم للذات وللفكر في المقام الأول، وإدارة للأولويات وترتيب للخطوات التي نرغب في تنفيذها من أجل الوصول إلى أهدافنا وغاياتنا وأحلامنا. وما من شك في أن لكل عائلة أهدافاً وأحلاماً وتطلعات مستقبلية تسعى للوصول إليها، فالتخطيط العائلي يساعد الأسرة على الوصول إلى تلك الأهداف وبالطرق المبرمجة والسليمة”. ويضيف الحمد: “التخطيط يساعد الأسرة على تحقيق أهدافها والوصول إلى غاياتها، ويربط الأسرة بأولوياتها التربوية من خلال وضوح الأهداف وسلامة الأساليب والوسائل الموصلة إليها، ويساعدها على تحقيق أكبر قدر من السعادة الأسرية من خلال التزام الواجبات وأداء المسؤوليات فكل فرد في الأسرة يعرف دورة الذي يؤديه وهدفه الذي يرنو إليه، فضلاً عن كونه عامل مهم لمحاربة الفوضوية وهدر الطاقات والأوقات والأموال والتي تعرض الأسرة للكثير من المشكلات وبالتالي تقل المشكلات داخل الأسرة المسلمة، مما يوفر الجو المناسب والمحتضن اللائق للتربية والعطاء، ويساعدها كذلك على اتخاذ الاحتياطات اللازمة والوسائل المناسبة لتأمين مستقبل الأسرة وبنائه وفق تنظيم يضمن – بإذن الله تعالى – حياة سعيدة بعيدة عن الاضطراب والارتباك أو على الأقل يخفف حدتها ويهون وطأتها”. ميزانية الأسرة والتخطيط الجيد تكمن أهمية التخطيط الجيد للأسرة الذكية، في وجود ميزانية للأسرة، من خلال تلك الميزانية توفر الأسرة مبلغا احتياطيا يعينها على مواجهة الظروف الصعبة ورفع مستوى معيشتها، وتأمين مستقبلها. ويتأتى هذا بأن يتم تقسيم دخل الأسرة أو راتب الزوج على ثلاث أجزاء، أو أكثر ـــ بند للمعيشة المنزلية بحيث لا يتخطى الحدود الموضوعة له، وبند ثاني للمصروفات الشخصية، وبند آخر للخدمات العامة والفواتير وغيرها، وآخر للاستثمار، وهذا أهم بند في الميزانية! بعد ذلك يتم تجميع الفائض “إن وجد” من تلك البنود الرئيسة نهاية كل شهر ويضاف للمبلغ الاحتياطي الذي يتم ادخاره للظروف الطارئة، على أن يجمع هذا المبلغ في نهاية كل عام للاستفادة منه فيما ينفع الأسرة. إن هناك طرقا مختلفة للحفاظ على ميزانية الأسرة!، والأسرة الذكية الناجحة هي التي تتحكم في نفقاتها بالحد المعقول وبدون إسراف أو تقتير، وبما يحمي الأسرة من الاستدانة في نهاية كل شهر،وهذا بطبيعة الحال قد يتطلب من المسؤول عن ميزانية الأسرة أن يحتفظ بدفتر للمصروفات ليقيد فيه كل المصروفات التي يتم صرفها على أن يراجعها في نهاية الشهر ليعرف الضروري منها وغير الضروري ليتجنب تكرار إنفاقها، مع التنازل عن الكماليات التي يمكن أن يستغني عنها الزوجان والاقتصار قدر الإمكان على النفقات الضرورية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©