الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قوة الإرادة والتصالح مع الذات أفضل الطرق لمقاومة الاكتئاب

قوة الإرادة والتصالح مع الذات أفضل الطرق لمقاومة الاكتئاب
24 يونيو 2012
اضطراب الاكتئاب هو مرض شامل يؤثر على الجسم والمزاج والأفكار. كما يؤثر على طريقة الأكل والنوم، وطريقة التفكير في الأشياء، واضطراب الاكتئاب ليس فقط اختلالا مزاجيا عابرا، وليس علامة ضعف أو عجز من الشخص المصاب، أو حالة تستطيع طردها أو الهروب منها بالتفكير في أشياء أخرى. ولكنه تدمير للذات وتشويه للوجدان. (أبوظبي) - تقول فاطمة سجواني، موجهة الخدمة النفسية في منطقة الشارقة التعليمية، إن المصابين بالاكتئاب لا يستطيعون غالباً أن يسحبوا أنفسهم من أعراض المرض لكي يرجعوا أسوياء مرة أخرى.. وبدون العلاج فإن أعراض المرض من الممكن أن تستمر لأسابيع أو شهور أو أعوام.. وباستخدام العلاج المناسب فإنه من الممكن التغلب على المرض في 8. % من الحالات التي تعاني الاكتئاب. وفي حالات الاكتئاب ثنائي القطبية فإن هناك حالات من «الهوس»، وليس كل مريض من مرضى الاكتئاب أو الهوس يعاني من كل أعراض المرض، فهناك بعض المرضى الذين يعانون من أعراض قليلة، وهناك الكثير أيضاً يعانون من أعراض شديدة تختلف من فرد لآخر. الشعور بالحزن وتوضح سجواني بقولها «الاكتئاب كمرض وجداني يختلف تماماً عن حالات الضيق التي يعاني منها كل الناس من وقت لآخر، فالإحساس الوقتي بالحزن هو جزء طبيعي من الحياة، أما مرض الاكتئاب فإنه لا يتناسب مطلقاً مع أي مؤثر خارجي يتعرض له المريض. وهناك أشياء ومواقف في حياة كل منا من الممكن أن تسبب له بعض الحزن ولكن الأفراد الأصحاء يستطيعون التعامل مع هذه الأحاسيس بحيث لا تعيق حياتهم. وتضيف: يتوقع البعض أن العرض الرئيسي للاكتئاب هو الشعور بالحزن، ولكن الحزن ليس دائماً هو العرض الأساسي في الشخص المكتئب، وإنما قد يكون الإحساس بالخواء وعدم القيمة أو عدم الإحساس نهائياً هو العرض الأساسي للاكتئاب، وقد يشعر المريض المكتئب بالنقص الواضح والملموس في الشعور بالمتعة تجاه أي شيء حوله لدرجة الزهد في الحياة، الأمر الذي يستدعي التصالح مع الذات ومحاولة الانتصار على هذه الحالة بقوة الإرادة. وتوضح سجواني أن أطباء علم النفس، ينظرون إلى المريض المكتئب على أنه الشخص الذي يعاني من تغيير واضح وملموس في المزاج، والذي يعاني من عدم قدرته على الإحساس بذاته والعالم من حوله. والاكتئاب كمرض من أمراض الاضطراب الوجداني يتراوح ما بين النوع البسيط والنوع الشديد المزمن الذي قد يؤدي إلى تهديد للحياة، أما أعراضه فغالبا ما تتمثل في حزن مستمر أو قلق أو إحساس بالخواء وفقدان الأمل والتشاؤم، والإحساس بالذنب وفقدان القيمة وعدم الحيلة، وفقدان الاهتمام وعدم الاستمتاع بالهوايات أو الأنشطة التي كان يستمتع بها الشخص من قبل، وكذلك الأرق خصوصاً في الساعات الأولى من النهار والاستيقاظ قبل الفجر وأحياناً النوم الكثير مع فقدان الشهية والحيوية. دعم عاطفي ولمساعدة المكتئب للتخلص من هذه الحالة التي يمر بها تنصح سجواني قائلة: «إن أهم مساعدة يستطيع أي فرد أن يقدمها للمريض هو أن يقنعه بتقبل العلاج والاستمرار فيه، ويقتنع أنه في حاجة للمساعدة الطبية حتى تزول الأعراض المرضية الاكتئابية بعد عدة أسابيع. وقد يحتاج أفراد الأسرة مصاحبة المريض للطبيب وتحديد مواعيد الاستشارة ومواعيد التحاليل الطبية إذا طلب الطبيب ذلك، ومعرفة هل يتعاطى المريض العلاج أم لا.. أما المساعدة الثانية فهي تقديم الدعم العاطفي للمريض، وهذا يعني القدرة على فهم حالته ومعاناته والصبر معه والتعاطف والتشجيع المستمر حتى يجتاز الأزمة، بالإرادة والقدرة على قهر المرض.. حققت ذاتي ربى محمد «27 عاما» طالبة جامعية كانت تعاني من مشكلة الاكتئاب، منذ أكثر من 4 سنوات فهي خجولة وليس لها صديقات كثر، وتصف حالة الاكتئاب التي تعاني منها نتيجة وفاة والديها، وتقول «أنا فتاة يتيمة والدي متوفي منذ زمن بعيد، وقد كان ذا شخصية عصبية جداً، وتسرد معاناتها بالتفصيل موضحة «عندما كنت صغيرة لم أشعر بحنان قط ولم أشعر بيوم أن والدي قبلني أو ضمني إليه.. لكن رغم ذلك أصبحت من الفتيات الممتازات وتخرجت بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف في هندسة الديكور، وكافحت حتى حققت ذاتي، بعيدا عن حالة الانكسار التي كانت تطاردني». أعراض غريبة وفي حالة أخرى لا تختلف كثيراً عن سابقتها تشرح فاطمة مبارك «33عاما»، ما تتعرض له بقولها «أعاني منذ سنوات من الاكتئاب، لكن بما أنني لم أكن قادرة على تشخيص حالتي، بقيت في حيرة من أمري لسنوات بسبب الأعراض الغريبة التي تنتابني، منها ألم في الرأس وألم في العين، بالإضافة إلى خلل في أطرافي. وتضيف «راجعت طبيب أعصاب، فأجرى أشعة مقطعية لرأسي بالإضافة إلى فحص دم، والنتيجة لا مشكلة ، كل شي يبدو على ما يرام، كما عانيت لفترات من القولون العصبي والتهاب في المريء، فأجريت منظارا وبعض الفحوصات وكان في ظني أن ما يعتريني من أعراض غريبة مرده مشاكل في البطن، لكن الأطباء أخبروني أنني أعاني من اكتئاب. وتتابع» بما أني لا أحبذ تعاطي الأدوية، فإن الجميع نصحني بالتوجه إلى أحد الأطباء النفسيين وبالفعل منذ أكثر من 6 أشهر أخضع للعلاج من حالة الاكتئاب التي أثرت على علاقاتي بالصديقات والزوج، خاصة أن حالة القلق والتوتر تنتابني في أي لحظة مع زوجي أو أطفالي الذين أخاف أن أؤذيهم في يوم ما بدون أن أشعر بذلك» لست مجنوناً في المقابل يؤكد خليل العبدالله «40 عاما»، أنه يعاني من اكتئاب منذ سنة يقول عن ذلك: «فقدت المتعة في كل شيء، أصبحت أكره مخالطة الناس أو التحدث معهم، أهملت الرد على اتصالات أصدقائي والمقربين من الأهل. ويضيف»أهملت كل شيء جميل أتمتع به، ولم أعد أرغب في ممارسة هواية الصيد على البحر، وأشعر بخمول شديد وإرهاق، وازداد وزني كثيراً نتيجة الإفراط في الأكل، وكنت أتمتع بثقافة وإطلاع واسع وتخطيط مسبق لكل خطوة أخطوها، ولكن دفنت كل شيء جميل، دفنته في ظلام دامس، وما يتعبني أكثر هو أنني فعلا أجهل الأسباب، وأعجز عن التوصل للحلول، وأقل شيء يثير أعصابي، ولكن بعد أن أهدأ أحاول الاعتذار لمن أغضبته. مؤكداً: نصحني الجميع بالذهاب إلى طبيب نفسي ولكني خائف من أن يعلم أحد بذلك ويصفني بأنني مجنون، خاصة أن المقربين مني يجهلون أن الطبيب النفسي ليس كل من يذهب إليه مجنونا بل قد يعاني من أمراض نفسية واجتماعية تدفعه لأن يلجأ لهذا الطبيب، للرغبة في أن يخفف ما يعاني منه». الاكتئاب والسكتة الدماغية بينت دراسة أميركية جديدة أن الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب أو الأرق أو أنواع أخرى من الإجهاد النفسي، هم أكثر عرضة لخطر الموت بالسكتة الدماغية، وذكر موقع «هلث داي نيوز» العلمي الأميركي أن الباحثين في جامعة «كولدج لندن»، وجدوا أن الإجهاد النفسي يؤثر في قرابة 15 % إلى 20 % من الأشخاص، وقد نظروا في بيانات تتعلق بـ 68652 راشداً بريطانياً، أغلبهم من البيض، و45 % منهم من الرجال، ومعدّل عمرهم 55 عاماً. وقال 15 % ممن شملتهم الدراسة إنهم يعانون من إجهاد نفسي، وكان أغلبهم من النساء، وأقل عمراً، ويدخنون ويتناولون أدوية لضغط الدم. كما أن معظمهم كان من أصحاب الدخل المنخفض، وبعد متابعتهم 8 سنوات، وجد الباحثون 2367 حالة وفاة بمرض نقص تروية القلب، وبالسكتات الدماغية، ومشكلات خاصة بتصلب الشرايين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©