الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أصحاب الكهف» فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى

11 يوليو 2014 22:55
أصحاب الكهف فتية آمنوا بالله وتركوا الأوثان التي كان قومهم يعبدونها، وعبدوا الله وحده، هم مجموعة من الشباب، قص الله قصتهم في القرآن إظهارا لفضلهم، تركوا بيوتهم واعتزلوا الدنيا وأماكن المعصية، واختلفت المصادر التاريخية في مكان الكهف، وذكر بعض الباحثين مواقع عديدة وجميعها لا ترجح مكاناً ولا تثبته، ولا نزال نجهل كثيراً من الأمور المتعلقة بهم، زمنهم ومكانهم، ونهى الله عز وجل عن الجدال في هذه الأمور، ويأمر بإرجاع علمهم إليه، فالعبرة بالحدث وليس بالزمان والمكان. ويطلق عند المسيحيين السبعة النائمون الذين عاشوا في عهد اضطهاد المسيحيين وكان ذلك في ظل حكم ديقيانوس. وذكر محمد بن إسحاق وغيره في السيرة أن قريشاً بعثوا إلى اليهود يسألونهم عن أشياء يمتحنون بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسألونه عنها، ليختبروا ما يجيب به فيها فقالوا، سلوه عن أقوام ذهبوا في الدهر فلا يدري ما صنعوا، وعن رجل طواف في الأرض وعن الروح، فأنزل الله تعالى هذه الآيات تذكر قصتهم، قال سبحانه وتعالى: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا * إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا * فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا * ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا * هَؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا) «سورة الكهف». مجموعة الشباب ذكر محمد بن إسحاق، أنه في زمان ومكان غير معروفين لنا، كانت توجد قرية مشركة، ضل ملكها وأهلها عن الطريق المستقيم، وعبدوا مالا يضرهم ولا ينفعهم، من غير أي دليل على ألوهيتهم، ومع ذلك كانوا يدافعون عن هذه الآلهة المزعومة، ولا يرضون أن يمسها أحد بسوء، ويؤذون كل من يكفر بها، ولا يعبدها، في هذا المجتمع الفاسد، ظهرت مجموعة من الشباب، ثلة قليلة حكمت عقلها، ورفضت السجود لغير الله، آمنوا به فثبتهم وزاد في هداهم، وألهمهم طريق الرشاد. أنكروا على قومهم شركهم بالله، ثم قرروا النجاة بدينهم وبأنفسهم لمكان آمن يعبدون الله فيه، خرجوا ومعهم كلبهم من المدينة الواسعة، للكهف الضيق، استلقوا فيه، حدثت معجزة إلهية، لقد ناموا ثلاث مئة وتسع سنين، الشمس تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، فلا تصيبهم أشعتها، يتقلبون حتى لا تهترئ أجسادهم، يحس الناظر إليهم بالرعب، لأنهم نائمون ولكنهم كالمستيقظين. معجزة بعثهم الله واستيقظوا، لكنهم لم يدركوا كم مضى عليهم من الوقت، اعتقدوا أنهم لبثوا يوما أو بعض يوم، أخرجوا النقود التي كانت معهم، وطلبوا من أحدهم أن يذهب خلسة للمدينة، ويشتري طعاماً، ثم يعود برفق حتى لا يشعر به أحد، لكن تغيرت الأماكن والوجوه، والبضائع والنقود، وتنكر له الناس، واستغربوا شكله ودراهمه‏، وانكشف أمر الفتية، كان أهل المدينة قد آمنوا، وهلك الملك الظالم، وثبتت معجزة إحياء الأموات، فاختلف أهل القرية، فمنهم من دعا لإقامة بنيان عليهم، ومنهم من طالب ببناء مسجد لهم، وغلب رأى هذه الفئة. نهي عن الجدال لا نزال نجهل كثيرا من الأمور المتعلقة بهم. فهل كانوا قبل زمن عيسى، أم كانوا بعده. هل آمنوا بربهم من تلقاء أنفسهم، أم أن أحد الحواريين دعاهم للإيمان. هل كانوا في بلدة من بلاد الروم، أم في فلسطين. هل كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم، أم خمسة سادسهم كلبهم، أم سبعة وثامنهم كلبهم. كل هذه أمور مجهولة. إلا أن الله عز وجل ينهانا عن الجدال في هذه الأمور، ويأمرنا بإرجاع علمهم إلى الله. فالعبرة ليست في العدد، وإنما فيما آل إليه الأمر. فلا يهم إن كانوا أربعة أو ثمانية، إنما المهم أن الله أقامهم بعد أكثر من ثلاثمئة سنة ليرى من عاصرهم قدرته على بعث من في القبور، ولتتناقل الأجيال خبر هذه المعجزة جيلاً بعد جيل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©