إيران تهدد مجدداً باستخدام سلاح النفط

عواصم-وكالات الأنباء:هددت إيران من جديد أمس باللجوء إلى سلاح النفط في حال ارتكاب أي خطأ بحقها،وأعلنت أنها لن تتسرع في الرد على المقترحات الغربية قبل أن تطلع عليها،فيما قلل مسؤولون أميركيون من التصريحات الإيرانية وأعلنت اليابان أنها تنظر في فرض عقوبات مالية على طهران،والتزم الفاتيكان بموقفه الداعي للحل الدبلوماسي·
وقال المرشد الاعلى للثورة الإيرانيةعلي خامنئي انه اذا اتخذت الولايات المتحدة 'خطوة خاطئة' تجاه إيران رابع اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم ستتأثر صادرات الطاقة في المنطقة· وأضاف مستبقا تسليم خافير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي لايران مجموعة من الحوافز اتفقت عليها الدول الست'اذا اتخذت الولايات المتحدة خطوة خاطئة تجاه ايران ستتأثر بشدة تدفقات النفط في المنطقة انطلاقا من الخليج'·وقال في الكلمة التي القاها في ذكرى وفاة الخميني 'لدينا التزام تجاه مصالحنا الوطنية،ومن يهددها سيجرب حدة غضب هذه الأمة'·ورفض حملة الغرب ضد البرنامج النووي للبلاد وقال 'اليوم اتخذت أمتنا خطوة للأمام وقاومت بشجاعة'·وأضاف' ليس هناك توافق دولي في الاراء ضد البرنامج النووي الايراني الا من جانب بعض الدول المحتكرة وهذا التوافق في الاراء لا قيمة له·' وقال مخاطبا الغرب 'انتم لا تستطيعون تأمين صادرات الطاقة في هذه المنطقة'· واعتبر أن على ايران عدم التنازل بشأن 'تقدمها العلمي' في مواجهة التهديدات وعروض 'الرشاوى' وذلك في اشارة الى مقترحات القوى العظمى لتسوية الازمة النووية·وقال 'لقد حققنا العديد من الانجازات العلمية وعلينا عدم التنازل عن هذا المورد الثمين في مواجهة تهديدات الاعداء وألا نخدع برشاوى الاعداء'· وأشارالى ان بلاده تحظى بدعم حركة عدم الانحياز ودول منظمة المؤتمر الاسلامي·
من جانبه أكد الرئيس الايراني احمدي نجاد أن بلاده ستدرس مجموعة الحوافزالتي اقترحتها القوى العالمية الست الكبرى،لكنه أكد أن المقترحات لم تزل غير مقبولة·وقال أول من أمس إن بلاده ستقيم بإمعان العرض النووي الغربي ولن تحكم مسبقا عليه·
وقال وزير خارجية ايران منوشهر متقي'نعتقد انه اذا توافر حسن النية فستكون هناك امكانية لان تكمل افكارنا الاقتراح وتعطيهم (للغربيين) مخرجا من هذا الموقف الذي وضعوا انفسهم فيه·' ولكنه اضاف ان 'الركيزة الاساسية للمحادثات هي ضرورة أن تخلو من الشروط المسبقة'· وقللت وزيرة الخارجية الاميركية من التهديدات الايرانية باستخدام سلاح النفط في مواجهة المجتمع الدولي على خلفية البرنامج النووي·
وصرحت لشبكة 'فوكس نيوز' الاميركية 'اعتقد انه ينبغي عدم اعطاء اهمية كبيرة لتهديد مماثل، لان ايران في اي حال تعول كثيرا على العائدات النفطية'، واعتبرت ان هذا التهديد النفطي قد يرتد على ايران· وقالت 'اعتقد ان نحو 80% من موازنة ايران تتأتى من العائدات النفطية، ومن المؤكد تاليا ان تعطيل السوق النفطية سيكون مشكلة بالغة الخطورة لايران'·
واظهرت رايس حذرا شديدا وقالت'نفهم ان ايران تحتاج الى بعض الوقت لتقويم الوضع'، واستدركت 'لن نسمح لايران بالمماطلة' ومكررة ان واشنطن ستنتظر اسابيع لا اشهرا·
كما قلل وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد أمس من اهمية تصريحات الرئيس الايراني التي رفض فيها مناقشة حقوق بلاده في المجال النووي·وقال لصحافيين بعد محادثات مع وزير الدفاع الماليزي على هامش مؤتمر دولي 'على حد علمي فإن مقترحات الترويكا الاوروبية وأميركا وروسيا والصين لم تقدم لهم بعد'· واضاف 'وبالتالي فانهم ليسوا في موقع يخولهم الرد قبل التمكن من درس مضمون' هذه الاقتراحات·
على صعيد متصل تدرس الحكومة اليابانية فرض عقوبات مالية على إيران في حال استمرار طهران في رفضها للمطالب التي وجهتها لها القوى الدولية·ونقلت صحيفة يوميوري شيمبون اليابانية عن مصادر لم تسمها أن طوكيو ستحظر تحويل أموال من اليابان إلى إيران بموجب 'قانون التبادل الخارجي والتجارة الخارجية' إذا رفضت إيران الاستجابة للمطالب الدولية·وذكرت أن اليابان تبنت حتى الان موقفا يؤكد حل النزاع دبلوماسيا·
وأضافت أن الرفض الايراني دفع الحكومة اليابانية إلى مناقشة فرض عقوبات مالية على طهران·
وأضافت الصحيفة أن مسؤولاً بارزاً في الحكومة الاميركية اتهم اليابان بتبني موقف متساهل من إيران لانها تولي أهمية أكبر من اللازم لمصالحها الاقتصادية· ونسبت إلى مسؤول آخر في الخارجية الامريكية قوله: 'إذا كانت اليابان تطالب كوريا الشمالية بوقف برنامجها النووي لكنها في نفس الوقت تتبنى موقفا متساهلا مع إيران،فإن المجتمع الدولي سيعد ذلك نوعا من الكيل بمكيالين،إن اليابان تعطي مثالا سيئا للمجتمع الدولي'·
وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية اليابانية للصحيفة: 'من المستحيل أن تكون اليابان الدولة الوحيدة التي تعارض العقوبات التي قد تعلنها الامم المتحدة و'تحالف الارادة' الذي تقوده الولايات المتحدة'·وفي حال انضمت اليابان لهذه العقوبات فقد ترد طهران بوقف صادراتها من النفط الخام إلى طوكيو مما سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الياباني حيث يشكل البترول الايراني نحو 15 % من واردات اليابان ·
وذكر راديو الفاتيكان أن الفاتيكان حث على حل دبلوماسي للنزاع الدولي بشأن برنامج إيران النووي·
وقالت الاذاعة إن السدة البابوية تؤيد كل مبادرة تؤدي لحوار مفتوح وبناء بين إيران والقوى الكبرى في العالم وتدفع لوضع نهاية لتخصيب إيران لليورانيوم ·