الكندي: تجربة الإمارات نموذج رائد لمكافحة التصحر

تشارك دولة الامارات العربية المتحدة غدا دول العالم احتفالاتها بمناسبة يوم البيئة العالمي الذي يصادف الخامس من يونيو من كل عام وهي مناسبة بيئية هامة تلتقي فيها العقول وتمتد الأيدي وتتكامل الطاقات لإيجاد صيغ مشتركة للحفاظ على بيئة حضارية سليمة·
وأكد معالي الدكتور محمد سعيد الكندي وزير البيئة والمياه في كلمة له بهذه المناسبة أن هذا الاحتفال وغيره من المناسبات البيئية الأخرى المحلية والإقليمية والدولية تشكل إحدى الوسائل الرئيسية التي يشحذ بها الوعي البيئي وتنتشر المفاهيم الحضارية ويتعزز الاهتمام بالبيئة على نطاق واسع يشمل العالم كله بأفراده ومؤسساته· وأشار معاليه إلى أنه من الملفت أن مناسبة الاحتفال بيوم البيئة العالمي تعود إلى جذور تاريخية مرتبطة بأحداث بيئية هامة ففي عام 1972 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 5 يونيو يوما عالميا للبيئة وذلك في ذكرى إفتتاح مؤتمر استكهولم حول البيئة الإنسانية· كما صادقت الجمعية العامة في اليوم ذاته على قرار تأسيس برنامج الأمم المتحدة للبيئة· وأضاف معاليه أن موضوع يوم البيئة العالمي لهذا العام 2006 يأتي دليلا على عمق الاهتمام العالمي بقضايا البيئة ومشاكلها والتي من أهمها مشكلة'التصحر'التي باتت تشغل حيزا كبيرا من مساحة العمل البيئي في كثير من بلدان العالم حيث تم اختيار موضوع ' الصحاري والتصحر ' ليكون منطلقا للتباحث حول هذه المشكلة وإيجاد الحلول المشتركة لها· ولفت معاليه إلى أن شعار الاحتفال بهذا الموضوع وهو 'لا تهجروا الأراضي القاحلة' يمثل دعوة عالمية إلى عدم هجرة الأرض التي أصيبت بالجفاف لأي سبب والإصرار على معاودة العمل في هذه المساحات حتى لا تتحول إلى صحارى · منوها معاليه بأن هذا الشعار وغيره من الشعارات التي ترفع في هذه المناسبات يعمل على منح القضايا البيئية مظهرا إنسانيا من خلال تمكين الناس ليصبحوا عوامل نشطة لتحقيق التنمية المستدامة · وقال معاليه إن الاحتفال بيوم البيئة العالمي هو مناسبة نستطيع أن نستثمرها لكي نتكاتف ونتعاون جميعا على كل المستويات المحلية والإقليمية لوضع رؤى متقاربة للعمل البيئي العام ولقضايا التصحر على وجه الخصوص·
مشيرا الى انه قد تأخذ هذه الاحتفالات أوجها أكثر فاعلية من خلال تأسيس هيئات أو برامج عالمية تعمل في مجالات الإدارة والتخطيط البيئي واقتصاديات البيئة· كما يمثل يوم البيئة فرصة مواتية للحكومات من أجل التصديق على الاتفاقات الدولية الخاصة بالبيئة وجعلها موضع التطبيق والتنفيذ· وأوضح معاليه أن المتأمل اليوم لحال البيئة في كثير من بلدان العالم سيجد أن مواجهة المخاطر والتحديات البيئية وعلى رأسها ' التصحر وزحف الصحراء وخطر جفاف المزيد من الأراضي' أصبح يشكل خطرا وتحديا يصعب مواجهته فرديا بل يحتاج إلى عمل جماعي ودولي ·
تجربة الإمارات :
واشار معاليه إلى المسيرة التنموية في دولة الإمارات عندما قام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان 'رحمه الله' بتجربة رائدة في استغلال الصحراء وتخضير مساحات واسعة منها وإحداث توازن بيئي يضمن السيطرة على ظاهرة التصحر وهو النهج الذي سار عليه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة' حفظه الله'· وفي ختام كلمته أكد معالي وزير البيئه والمياه أن تجربة الامارات في مقاومة التصحر هي تجربة تستحق الإشادة والتعميم وتستحق أن تصبح نموذجا لكثير من الدول التي تعاني من التصحر أو تتعرض لمخاطره· مؤكدا من منطلق العمل الجماعي حرصه على تعزيز أطر التعاون الدولي لمواجهة هذه التحديات والعمل معا على تطبيق شعار الاحتفال بيوم البيئة العالمي·(وام)