كييف (وكالات) - شهدت كييف أمس أجواء توتر بين المتظاهرين المؤيدين لأوروبا وقوى الأمن رغم الوعود التي قطعها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بتشكيل لجنة تشمل ممثلين عن المعارضة، لإنهاء الأزمة السياسية. يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الأوكراني من اندلاع حرب أهلية في البلاد نتيجة الأزمة التي تواجهها.
وتواصلت المناوشات صباحا حيث رشق بعض المتظاهرين قوى الأمن بشكل متقطع بالحجارة او بالقنابل الحارقة، فيما بدوا غير مقتنعين بالوعد الذي قطعه الرئيس فيكتور يانوكوفيتش بتشكيل لجنة تشمل ممثلين عن المعارضة لإنهاء الأزمة السياسية. وأمضى مئات المتظاهرين الليل في ميدان الاستقلال رغم البرودة الشديدة. وأفادت دائرة الصحة في كييف بأن 103 أشخاص طلبوا مساعدة طبية منذ بدء المواجهات مساء أول أمس ونقل 42 الى المستشفى.
من جهة اخرى أعلنت وزارة الداخلية، إصابة حوالى 100 شرطي ونقل 61 إلى المستشفى، أصيب بعضهم بارتجاج في الدماغ.
وكانت تظاهرة ضد الحكومة شارك فيها حوالى 200 ألف شخص في ميدان الاستقلال مساء أول أمس شهدت محاولة مئات من المحتجين، الذين غطى البعض وجوههم بوشاح أو قناع وحملوا العصي أو السلاسل المعدنية، تجاوز طوق ضربه عناصر الشرطة للوصول الى البرلمان واستولوا على آليات نقل للشرطة.
وفي فورة عنف غير مسبوقة منذ اندلاع الاحتجاجات اضرم المحتجون النار في آليتين اثنتين وخمس حافلات ورشقوا قوى الأمن بالحجارة وقنابل الدخان والقنابل الحارقة. ورد هؤلاء بقنابل الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والضرب بالهراوات.
وبعد حوالى 3 ساعات على بدء المواجهات استخدمت الشرطة مدافع المياه وسط درجة حرارة بلغت 7 تحت الصفر، لكنها عجزت عن تفريق المتظاهرين بحسب شهود ، فيما نفت الشرطة استخدام خراطيم المياه.
ونقلت محطة تلفزيون أوكرانية معارضة صورا بدا فيها متظاهر شاب كاشفا ظهره الذي برزت عليه آثار إصابة. وأفادت وزارة الداخلية عن توقيف حوالى 20 متظاهرا على علاقة بالصدامات.
من جانبها دعت واشنطن إلى الوقف الفوري للمواجهات مهددة بفرض عقوبات. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي كيتلين هايدن إن «تفاقم التوتر في أوكرانيا نتيجة مباشرة لفشل الحكومة في الاعتراف بالمطالب المشروعة لشعبها». وتابعت أن «الولايات المتحدة تواصل درس إجراءات إضافية، بما فيها العقوبات، ردا على استخدام العنف»، داعية إلى وقف العنف من الطرفين.
كما طالبت الحكومة الألمانية أمس الرئيس الأوكراني بالتحاور مع المعارضة.وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت في برلين إن ألمانيا تتابع «بقلق بالغ» التطورات في أوكرانيا.
وفي الوقت نفسه ذكر المتحدث أنه يتم أيضا مشاهدة العنف من جانب المتظاهرين بـ«حزن بالغ»، وقال: «يتعين على كافة الأطراف الابتعاد عن العنف والدخول في حوار».
ومنذ بدء المواجهات، دعا قادة المعارضة، لا سيما الملاكم السابق فيتالي كليتشكو الى الهدوء، لكن دعواتهم لم تستجب بشكل واسع. كما تعرض السياسيون المعارضون الى صفير استهجان الحشد الذي ينتقد عدم وضعهم خطة تحرك وعدم وجود قائد فعلي في صفوفهم.
كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه العميق إزاء التطورات الجديدة في أوكرانيا، وحثّ كافة الأفرقاء على السعي، بواسطة حوار شامل، إلى حل ديمقراطي للأزمة السياسية الحالية يلبي تطلعات الشعب الأوكراني.
وطالب كافة الأطراف بـممارسة ضبط النفس، والسلطات باحترام وحماية كاملين لحق المتظاهرين بالتجمع والتعبير السلمي، وحرية الصحافة، داعياً إلى التحقيق بكافة أعمال العنف بشكل مناسب ومحاسبة المسؤولين عنها أمام العدالة.
عدد اليوم
