الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المواصلات العامة.. ترسخ الألفة بين روادها

المواصلات العامة.. ترسخ الألفة بين روادها
28 أغسطس 2018 22:38

أشرف جمعة (أبوظبي)

المواصلات العامة لا يقصدها البسطاء فحسب، لكنها واحة ظليلة للمسافرين بكل أطيافهم، وفي المحطات العامة تترقب الوجوه الحافلات لتروي ظمأ المسافة من مكان إلى آخر، ومن السهل أن يقرأ المرء بما تفيض به هذه الوجوه من اطمئنان ورغبة في الانتقال السهل عبر هذه الوسائل التي تتميز بجودتها، خصوصاً في الإمارات، واللافت أن بعض الذين يستقلونها لديهم سيارات، لكنهم يفضلونها لشعورهم بالراحة عندما ينخرطون بين الناس، كما أن قسطاً وافراً من الطلاب يجدونها وسيلة سهلة للتنقل في كل الأوقات، خاصة الذين يسكنون في أماكن بعيدة عن المدارس، ولا يختلف أحد على أن إدراك أهمية المواصلات العامة في الحياة ينبع من ثقافة معيشية ورؤية حضارية، كونها وسائل آمنة وسريعة تختصر الوقت والجهد، وتوجد نوعاً من الألفة بين روادها.

طابع حضاري
يقول الخبير الدولي في الموارد البشرية والإدارة الدكتور طلال الجنيبي: المواصلات العامة وسيلة استراتيجية متبعة في جميع دول العالم، وفي الإمارات تتخذ طابعاً جمالياً وحضارياً، فهذه الوسائل المتاحة للجمهور تتمتع بمستوى عالٍ من الرفاهية، إذ تسعد الجمهور من كل الفئات، كما أنها تسهم في تخفيف حدة الزحام وتتمتع بخواص واسعة، فهي تسير في خطوط معلومة وبمواقيت دقيقة، لذا فإن الكثير من فئات المجتمع يستخدمونها بشكل منتظم في الذهاب إلى العمل والتنقل من مكان إلى آخر بمنتهى الأريحية والشغف.
ويلفت الجنيبي إلى أنها تعمل على توفير الوقت والجهد والتكاليف المادية أيضاً، فضلاً عن أنها تعمل على زيادة مساحة الألفة بين روادها، فهي وسيلة مهمة من وسائل المستقبل، وعلى الرغم من أهميتها القصوى فإنه من الضروري تعميق ثقافتها بين الجمهور، لأنها وجدت من أجل رفاهية وخدمة جميع أفراد المجتمع.

رحلة ممتعة
أحمد علي الرميثي طالب يدرس في المرحلة الثانوية من سكان منطقة السلع، التي تبعد كثيراً عن العاصمة أبوظبي، يسعد كثيراً حين يستقل إحدى الحافلات من أجل زيارة جده في أبوظبي في فترة الإجازة المدرسية، وطوال هذه المسافة يتابع على هاتفه الخلوي الكثير من الأخبار كونه شغوفاً بمتابعة الأحداث الجارية. ويشير إلى أنه يستمتع برفاهية المواصلات العامة في الدولة بخاصة أن الحافلات مجهزة بأحدث الأنظمة العالمية والمقاعد والمريحة، فضلاً عن أنه لم يبلغ السن التي يستطيع فيها استخراج رخصة قيادة، وأنه لا يريد إرهاق أي فرد من أسرته لكي ينقله بسيارته إلى أبوظبي عندما يشعر بالرغبة في زيارة جده، ويؤكد أنه في أيام الدراسة يرجع إلى أهله في «السلع» في أيام العطلات الطويلة نسبياً عبر الحافلات التي تنطلق من أبوظبي، وهو ما يجعل الرحلة رغم طولها ممتعة في ظل متابعته للأخبار وقراءة بعض الكتب التي تلائم مرحلته العمرية.

ثقافة عامة
واعتاد هادي الساعد (لبناني) يعيش في ألمانيا، استقلال الحافلات العامة هناك رغم امتلاكه سيارة بها كل المواصفات، وأنه حين جاء زائراً إلى الإمارات التي يراها للمرة الأولى مع زوجته الألمانية سارة، فإنه لم يشأ استئجار سيارة، وتوجه إلى محطة الحافلات، ومن ثم التنقل عبرها إلى المناطق السياحية في إمارة أبوظبي، ويوضح الساعد أنه سعيد بهذه التجربة وأنه تفاجأ أن الإمارات لديها منظومة حديثة في مجال هذه الخدمة الجوهرية، لافتاً إلى أنه اكتشف من خلال إقامته في ألمانيا أن الناس على اختلاف مستوياتهم الوظيفية والمعيشية يستقلون الحافلات والمترو كأسلوب حياة دون التقيد بالحياة المرفهة، وأن انتهاج هذا السلوك يرجع إلى الثقافة العامة، كون ارتياد هذه المواصلات هو نوع من التغيير وأحياناً الترفيه، فضلاً عن السرعة والتنقل السهل، سواء للعمل أو بين بعض المدن، ويبين أن زوجته انبهرت بطبيعة الحياة في الإمارات والتقدم الكبير في الذي تنعم في ظلاله، وأنها بالفعل شعرت بالبهجة عندما كانت تنتقل بالحافلة من مكان إلى آخر.

وسيلة جذابة
ويرى نور أحمد (سوري)، أن المواصلات العامة تمنحه الراحة كونه فوق الستين، وأنه لا يشعر بالراحة في أثناء قيادة سيارته مدة طويلة، فهو عندما يريد التنزه في أبوظبي، فهو يستقل الحافلة من منطقة بني ياس إلى الأماكن التي يرفه فيها عن نفسه، ويشير إلى أنه كوّن بعض الصداقات مع الناس في أثناء هذه الرحلات القصيرة، وأنه في تصوره أن الحافلات ليست للفقراء أو محدودي الدخل والعمال وصغار الموظفين، لكنها وسيلة جذابة وتحدث نوعاً من الألفة بين الجميع، فضلاً عن أنها آمنة وذات تكلفة بسيطة وسريعة.

أيام العطلات
يقول لاري باكوف (أوكراني) يعمل في دبي، إنه يستمتع كثيراً حين يستقل الحافلة إلى أبوظبي مع زوجته أيام العطلات، خصوصاً أن لديه أصدقاء في أبوظبي، ويحرص على لقائهم بين الحين والآخر، ويشير إلى أن الحافلات في الدولة تعتمد على منظومة متطورة وهي بالفعل وسيلة مرفهة وأنه يرى الكثير من المقيمين والزوار الأجانب يفضلونها لأنها مريحة، وتجعل ركابها وكأنهم في رحلة أثناء التنقل من مكان إلى آخر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©