كشف مسؤول سوداني رفيع عن وساطة تجريها بلاده لتحقيق المصالحة بين مصر وقطر. وقال وزير الاستثمار السوداني وزير الخارجية السابق، مصطفي عثمان إسماعيل في تصريحات أدلى بها في الدوحة أمس الأول وأوردتها وسائل إعلام سودانية أمس إن الرئيس السوداني عمر البشير زار الدوحة «من أجل مصر لأنه سيطرح مبادرة للمصالحة بين قطر ومصر ممثلة في قيادته الجديدة».
ولم يكشف عن فحوى المبادرة ولكنه قال إنها «تستهدف وقف العنف» الذي رفض أن يسميه الإرهاب كما هو متعارف عليه في مصر، مشددا على «ضرورة وقف العنف ومعالجة الأسباب التي أدت إليه وذلك بالنظر إلى جذور الأزمة وليس أعراضها».
وقال الوزير السوداني المتنفذ في الحزب الحاكم «المؤتمر الوطني»، إن «السودان هو امتداد استراتيجي لمصر في أحضان القارة الأفريقية، والمواقف السودانية والمصرية متطابقة في مختلف المجالات والأصعدة، والسودان لا يمكن له أن يسمح بأن تصبح الحدود الجنوبية لمصر ثغرة ومصدرا لضرب الاستقرار في الشقيقة مصر»، مؤكدا أن عدم الاستقرار في مصر يهدد بقاء السودان كوطن.
وأضاف أن «الصادرات المصرية لن تجد أي عراقيل وواردات السودان إلى مصر ستستمر في التدفق رغم العراقيل البيروقراطية التي تواجهها في المنافذ». وفي رده على سؤال من صحفي مصري عن انتقال قيادة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين إلى الخرطوم، قال الوزير السوداني «إن الخرطوم منذ نهاية حقبة حسن الترابي (الزعيم الإسلامي الذي يعد العقل المدبر للانقلاب الذي اتى بالرئيس عمر البشير إلى الحكم)، قد توقفت عن التدخل في شؤون الآخرين. وأضاف: «إنني بمجرد تعييني وزيرا للخارجية (في التسعينيات) كنت قد انتهجت سياسة واضحة بدعم وتوجيه من الرئيس البشير فحواها بألا نتدخل في قضايا الدول الأخرى».
وبخصوص سد النهضة قال: «موقفنا هو تحقيق المصالح المشتركة بين شعبي مصر والسودان وليس الوقوف منفردين، وتحرك الرئيس (المصري عبد الفتاح) السيسي حاليا تجاه التواصل المباشر مع اثيوبيا هي خطوة مستنيرة وتجد كل الدعم والإشادة». وكشف إسماعيل عن مساعدة ودعم قدمه السودان لتستعيد مصر مقعدها في الاتحاد الأفريقي بعد أن كان قد تم تجميده بعد «ثورة يونيو المصرية المجيدة».
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، عاد إلى الخرطوم مساء أمس الأول، مختتماً زيارة رسمية للعاصمة القطرية الدوحة استغرقت يومين، حيث التقى خلال الزيارة أمير دولة قطر تميم بن حمد في جلسة قمة ثنائية «تناولت العلاقات بين البلدين، بجانب تنسيق مواقف الدولتين حول عدد من الملفات الإقليمية»، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الرسمية في البلدين. وأكد سفير السودان لدى قطر ياسر خضر، أن التوقيت الذي تمت فيه الزيارة يؤكد أن القضايا الإقليمية والسياسية قد أخذت حيزاً في التشاور بين البشير وأمير قطر.
(الدوحة ، الخرطوم - وكالات)
عدد اليوم
