الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي: سيطرة «الحوثيين» على عمران تهدد أمن اليمن

هادي: سيطرة «الحوثيين» على عمران تهدد أمن اليمن
11 يوليو 2014 02:04
عقيل الحلالي (صنعاء) قال الرئيس اليمني الانتقالي عبدربه منصور هادي، مساء أمس الخميس، ان ما حدث موخرا في محافظة عمران «لا يمثل تهديدا لطرف أو حزب أو قوى بعينها وانما يمثل تهديدا لاستقرار وأمن الوطن بصورة شاملة».وشدد هادي لدى ترؤسه اجتماعا استثنائيا للحكومة بحضور رئيس البرلمان ورئيسي جهازي المخابرات، على «ضرورة الاصطفاف الوطني الواسع وتقارب كل القوى السياسية مع بعضها من أجل الحفاظ على الاستقرار والسكينة العامة واستكمال العملية السياسية بصورة كاملة وفقا لمخرجات الحوار الوطني الشامل وإنجاز بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة بصورة نهائية».وأكد أن استخدام السلاح والعنف لا يمكن أن يحقق أي غرض أو فرض خارج عن الإجماع الوطني المتمثل في مخرجات الحوار الوطني الشامل . وقال :»لا يمكن لأي جماعة أو حزب أو جهة أو قبيلة أن تفرض على الوطن اليمني أي شي غير ذلك». وأضاف :» البعض ربما قد فهم حكومتنا وصبرها وتعقلها في التعامل مع قضية عمران على أنه ضعف أو تخلي عن المسئولية وخرجوا عن المنطق وعن الحلول السلمية بالميل إلى العدوان والحرب»، مشيرا الى ان الصراع المسلح في شمال البلاد ليس بمعزل عن ما يدور من صراع في المنطقة خصوصا في العراق وسوريا . وقال :»هناك قوى إقليمية تدفع بكل قوتها لجعل البلد ساحات صراع إقليمية». وتزايدت المخاوف من انتقال القتال الدائر منذ شهور في شمال اليمن إلى العاصمة صنعاء بعد إحكام المتمردين الحوثيين سيطرتهم على مدينة عمران القريبة (50 كم شمال) والقضاء على معسكر كبير للجيش محسوب على حزب «تجمع الإصلاح» الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين.وأقرت اللجنة الأمنية في صنعاء رفع حالة التأهب الأمني في المدينة تحسبا لقيام «أي جهة أو طرف» بأعمال تخريب تستهدف الأمن والاستقرار في العاصمة التي قالت إنها «خط أحمر كونها الملاذ الآمن لكل اليمنيين وتتواجد فيها كافة أطياف البلد وكل القوى السياسية». وقالت اللجنة في بيان أصدرته عقب اجتماع استثنائي عقدته مساء الأربعاء إنها «لن تسمح لأي طرف أكان أحزابا أو جماعات أو فئات أو أفرادا بنشر مظاهر الفوضى والتخريب في العاصمة والعبث والنيل من مؤسسات الدولة أو المرافق الحكومية والمصالح العامة والخاصة». وأكدت أن «يد القانون ستطال كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار وسكينة المواطنين». ودعت اللجنة الأمنية كافة الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى «الوقوف صفاً واحداً مع تطبيق واحترام سيادة القانون وتثبيت دعائم الأمن والاستقرار»، موجهة وحدات الأمن المختلفة في المدينة برفع رحالة التأهب واليقظة «والوقوف على مسافة متساوية أمام جميع الأطراف». وشددت على ضرورة «عدم إتاحة الفرصة لأي طرف إثارة الفتنة الحزبية أو المناطقية أو المذهبية وعدم الانجرار وراء من تسول له نفسه الزج بالأجهزة الأمنية في معارك وهمية لا تخدم المصلحة العليا للوطن»، داعية عقال الحارات والشخصيات الاجتماعية وجميع المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية للحفاظ على المصالح العامة والخاصة. وقال نائب حاكم العاصمة، أمين جمعان، إن توفير الأمن «مسؤولية جماعية تتطلب تضافر كافة الجهود الرسمية والشعبية لتجاوز الظروف الأمنية التي تمر بها البلد» بعد سيطرة المتمردين الحوثيين على مدينة عمران بعد أسابيع من القتال الذي خلف مئات القتلى وعشرات آلاف النازحين. وشكل مجلس بلدية العاصمة صنعاء لجنة خاصة لاستقبال وإيواء النازحين من محافظة عمران الذين قُدر اعدادهم بأكثر من 35 ألف شخص. وذكر مطهر أبو شيحة، مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين التابعة للحكومة اليمنية في عمران:«هناك أكثر من 35000 شخص نزحوا إلى مديريات المحافظة والى أمانة العاصمة وصنعاء وحجة والمحويت». وأبلغ مصدر عسكري في عمران (الاتحاد) بأن الحوثيين باتوا يسيطرون على المستشفى الحكومي في المدينة منذ إحكام قبضتهم على معسكر اللواء 310 مدرع وقتل قائده العميد حميد القشيبي مساء الثلاثاء الماضي. وقال إن عشرات من جثث جنود اللواء 310 لا تزال ملقاة في ساحات المعسكر الذي استهدفته، الأربعاء، العديد من الغارات نفذتها مقاتلات تابعة لسلاح الجو اليمني. وأوضح المصدر العسكري ان الغارات الجوية استهدفت المعسكر بعد أن نهب الحوثيون 40 دبابة ومدرعة وأكثر من 30 سيارة عسكرية بالإضافة الى العديد من آليات ومعدات معسكر قوات الأمن القريب من اللواء. ويمثل سقوط عمران ضربة قوية لحكومة الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي الذي يحاول إعادة الاستقرار الى اليمن بعد اضطرابات على مدى ثلاثة أعوام تقريبا أجبرت سلفه على التنحي. وحملت الحكومة الانتقالية في صنعاء جماعة الحوثيين «المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن كل ما حدث في مدينة عمران وتداعيات ذلك على امن واستقرار الوطن». وطالبت الحكومة في اجتماعها الأسبوعي، أمس الأول، المقاتلين الحوثيين بالانسحاب من مدينة عمران «لإفساح المجال أمام جهود إعادة تطبيع الحياة في المدينة وتامين وصول الفرق الإغاثية الطبية والإنسانية المحلية والدولية لإنقاذ المصابين وانتشال جثث الضحايا وتقديم العون اللازم للأسر المنكوبة». وشددت الحكومة على ضرورة التزام الجماعة الحوثية بمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اختتم أعماله أواخر يناير كأهم خطوة في المرحلة الانتقالية التي ينظمها اتفاق مبادرة دول الخليج العربية منذ أواخر نوفمبر 2011. ويقول الحوثيون، وهم مكون رئيسي في العملية الانتقالية، إنهم يقاتلون خصوما موالين لحزب «الإصلاح» الإسلامي، وإنه لا نية لديهم لمهاجمة العاصمة اليمنية التي تقع إلى الجنوب مباشرة من عمران. وطالب حزب الإصلاح، في بيان، أصدره ليل الأربعاء الخميس، دول الخليج العربية والدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي بإدراج جماعة الحوثيين «ضمن الجماعات الإرهابية».كما طالب الحزب، الذي يعد ثاني أكبر الأحزاب السياسية اليمنية، بمحاكمة قيادة جماعة الحوثيين المتمردة في محافظة صعدة (شمال) على الحدود مع السعودية منذ عام 2004 وتنامى نفوذها بشكل كبير بعد إطاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح مطلع 2012 تحت ضغط احتجاجات شعبية طالبت بالديمقراطية. وأكدت الأمانة العامة (المكتب السياسي) لحزب الإصلاح في البيان على دعم «جهود الدولة لمحاربة الجماعات الإرهابية المسلحة التي تهدد أمن واستقرار ووحدة البلد وفي مقدمتها جماعة الحوثي الإرهابية» التي خاضت ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية إبان عهد الرئيس السابق. وعبر البيان عن إدانة حزب الإصلاح الشديدة «لكل ما ارتكبته جماعة الحوثي الإرهابية من أعمال قتل وتدمير وإزهاق وتهجير وتفجير المنازل والمساجد والمدارس ومقرات الأحزاب في سابقة لا يعرفها اليمنيون في تاريخهم المعاصر».وحمًل حزب الإصلاح زعيم جماعة الحوثيين، عبدالملك الحوثي، مسؤولية الصراع المسلح في عمران باعتباره «المحرض على القتل» والحرب هناك. من جانبه، أتهم زعيم الحوثيين في خطاب متلفز، ليل الأربعاء الخميس، تنظيم القاعدة والمتطرفين في حزب الإصلاح، الذي وصفهم بـ«الدواعش»، وبعض القيادات العسكرية بالوقوف وراء المعارك الأخيرة في عمران. وذكر عبدالملك الحوثي إن «هذا الثلاثي نقل المعركة إلى عمران لإنهاء الحرب العسكرية ضده» في الجنوب في إشارة إلى الهجوم العسكري الواسع للجيش على معاقل تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين الجنوبيتين أواخر ابريل الماضي. وأضاف:«حزب الإصلاح تنكر لاتفاقيات التهدئة بغرض الاستمرار في الحرب وجر الدولة إلى مواجهتها واستعداء الخارج علينا»، مشيرا إلى أن هناك «إصرارا» من قبل جهات في العاصمة صنعاء للاستمرار في التصعيد العسكري ضد جماعته، في إشارة واضحة إلى الغارات الجوية المتوالية للطيران الحربي على أتباعه في عمران. وقال حزب «المؤتمر الشعبي العام»، الذي يرأسه الرئيس السابق علي عبدالله صالح إنه يتابع «بقلق بالغ الأحداث المؤسفة في محافظة عمران»، داعيا حزب الإصلاح وجماعة الحوثيين إلى «تحكيم العقل وعدم الاستمراء في قتل النفس المحرمة والاقتتال الذي لا طائل منه بغرض تحقيق أهداف سياسية أو جهوية أو مذهبيه أو مناطقية». واعتبر حزب المؤتمر في بيان، أصدره ليل الأربعاء الخميس، الصراع المسلح في شمال اليمن الذي أخذ بعدا طائفيا مذهبيا «تدميرا لكل آمال المواطنين وتطلعاتهم»، مؤكدا في الوقت ذاته وقوفه على مسافة واحدة من جميع أطراف الصراع وعدم انحيازه إلى أي طرف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©