إندونيسيا ـ 'الاتحاد': بدأت هيئة الهلال الأحمر بالتعاون مع الفريق الإماراتي للإنقاذ من القيادة العامة لشرطة أبوظبي إزالة أنقاض كل من مدرسة بستان الأطفال الابتدائية ومدرسة المناجاة الإعدادية في وانو كرومو وتجهيز فصول دراسية عبارة عن خيام بمواصفات تتسع لاستيعاب 300 طالب وطالبة لاستكمال العام الدراسي داخل تلك الخيام بصفة مؤقتة لحين انتهاء وفد الهيئة من دراسة مشروع لإعادة ترميم تلك المدارس خلال الفترة القليلة المقبلة ·
ويقوم وفد الهلال الأحمر المتواجد في الميدان لمساعدة المتضررين بتنفيذ برنامج إنساني متعدد الجوانب لرعاية الشرائح الضعيفة في المنطقة يتضمن استكمال تجهيز منطقة الإيواء المجاورة لموقع مستشفى الهلال والإشراف على تجهيز الأقسام الجديدة في المستشفى بأحدث التقنيات اللازمة والإعداد لبرنامج غذائي شامل لمدة ثلاثة أشهر لصالح الأهالي الذين فقدوا مساكنهم في إيموجيري·
وقال محمد إحسان مدير مدرسة المناجاة الإعدادية إن ما لا يقل عن 200 طالب وطالبة أصبحوا بلا هدف ولا يملكون القدرة على استكمال دراستهم خصوصا وأن المدرسة وهي الوحيدة التي تقدم برامج دراسية تشمل القراءة والكتابة والحساب والعلوم الأخرى بجانب اللغة العربية والتربية الإسلامية أصبحت عاجزة عن استكمال رسالتها التعليمية واستقبال الطلبة لأنها عرضة للانهيار في أي وقت لقدم المبنى الذي أنشئ قبل 75 عاما ولم يتم إجراء الصيانة اللازمة له·
وأشار مدير المدرسة خلال لقائه وفد هيئة الهلال الأحمر في جولته الميدانية بالمنطقة إلى الواقع المرير المستجد منذ الزلزال موضحا أن الكثير من الأسر لجأت إلى المدرسة لتحتمي من حرارة الشمس تحت الأسقف والجدران المتبقية من المبنى المتهالك ،واعرب مدير المدرسة عن حجم الثقة التي يوليها أبناء حي إيموجيري في الجهود التي تقوم بها دولة الإمارات لمؤازرة الشعب الإندونيسي في محنته مشيرا إلى أن ما تقوم به هيئة الهلال الأحمر من جهود في المنطقة منذ الزلزال حتى الآن أصبح حديث الأهالي الذين يشيدون بالإنجازات الميدانية القائمة لتقديم الدعم الإنساني للمنكوبين والمتضررين في الكوارث والأزمات·
تلبية احتياجات المدارس
بدوره أكد الدكتور صالح موسى الطائي رئيس وفد هيئة الهلال الأحمر أن وتيرة العمل بدأت تمضي بخطوات متسارعة في ظل التعاون والتنسيق مع فريق الإنقاذ الإماراتي بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي والذي يتضمن جوانب متعددة منها عملية إخلاء الأنقاض وتركيب الخيام بمشاركة متطوعي الهيئة من أعضاء الوفد·
وقال الطائي إن وفد الهلال بدأ في شراء وتلبية احتياجات الفصول الدراسية الجاري تجهيزها لتحل بصفة مؤقتة محل مدرسة بستان الأطفال ومدرسة المناجاة الاعدادية ويشمل برنامج إعادة التلاميذ إلى الفصول الدراسية توفير حقائب مدرسية يتم توزيعها مجانا على أبناء الأسر المتضررة وتشمل كل حقيبة الكتب الدراسية والدفاتر وأقلاما وقرطاسيات متنوعة·
الأيتام
وخلال جولته الميدانية لاستطلاع احتياجات الأهالي التقى وفد هيئة الهلال الأحمر بسيدة تلقب بين أبناء الحي بالأم الروحية للأيتام تدعى أميرة شرف الدين وهي سيدة في أواخر الخمسينات من العمر تقوم بعمل تطوعي للاشراف على تأمين احتياجات 130 يتيما في مناطق متفرقة من جوك جاكرتا· تقول أميرة إن هناك عددا من الأطفال انضموا إلى قافلة الأيتام خلال الأسبوع الماضي بعد وفاة ذويهم في المأساة وهو ما زاد أعباءها في العثور على من يكفلهم أو يقدم لهم المساعدة للحد من معاناتهم موضحة أنها تواصل البحث بصفة دائمة عمن يكفل الأيتام التي تكن لهم محبة خاصة وتعتبرهم أبناءها وتسعى لمساعدتهم ومدهم بمتطلبات الحياة الأساسية وتوفير محل إقامة لمن فقد أبويه معا عند أحد المحسنين·
وأكد وفد هيئة الهلال الأحمر استعداد الهيئة لتبني المشروع وكفالة كامل الأيتام المسجلين بوثائق تؤكد أوضاعهم الإنسانية في جوكجاكرتا والقرى المحيطة وتقديم مساعدات عاجلة ضمن برنامج إغاثي متكامل يستمر لمدة ثلاثة أشهر يتم من خلاله إيواؤهم في خيام يتم تجهيزها لهم بصفة عاجلة وتقديم العلاج واحتياجاتهم الغذائية مجانا ووضعهم تحت إدارة وإشراف مباشر من مكتب الهلال بإندونيسيا وإجراء دراسة عاجلة لتنفيذ مشروع إنشاء دار لإيواء الأيتام ما كان سببا في انغمار أم الأيتام الإندونيسيين في موجة من البكاء والفرح والدعاء والرجاء أن يديم الله لدولة الإمارات قيادتها المباركة وأن يزيد المولى شعبها البار من الخير والبركات ويحفظهم من كل سوء·
توفير كافلين
وعلى الفور التقى وفد هيئة الهلال الأحمر بأكثر من 50 يتيما من الحالات التي تم التأكد من ظروفهم الإنسانية منهم 10 فقدوا ذويهم خلال كارثة الزلزال الأخير، وأكد الدكتور صالح الطائي رئيس وفد الهيئة خلال اللقاء أن الهيئة تعمل على تسجيل الأيتام وتوفير كافلين لهم من المحسنين ضمن برامجها الدائمة لمساعدتهم على تهيئة وسائل العيش الكريم حيث يتم توفير كفالة شهرية عبارة عن مبلغ نقدي يتم تسليمه لحاضنات الأيتام لإدارة شؤونهم كما يتم متابعة اليتيم عبر مكتب الهلال في جاكرتا وتقديم تقرير مفصل عن حالته إلى كافله·
وقال إن الوضع الاستثنائي القائم حاليا محل اهتمام كبير من قيادة البلاد الرشيدة ومن المحسنين في الدولة وسيتم تنفيذ برنامج إغاثي متكامل لتحسين أوضاعهم الإنسانية وظروفهم المعيشية·
واستمع وفد الهلال الأحمر إلى الأيتام الذين فقدوا أقاربهم مؤخرا إثر الكارثة ·
عدد اليوم
