الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محاضرة حول كتابة القصة في «الثقافي العربي» بالشارقة

محاضرة حول كتابة القصة في «الثقافي العربي» بالشارقة
25 يونيو 2013 00:05
الاتحاد (الشارقة) - أقام النادي الثقافي العربي في الشارقة، مساء أمس الأول، محاضرة حول «فن كتابة القصة»، قدمها الروائي الموريتاني محمد ولد محمد سالم، وقدم لها الكاتب محسن سليمان. وفي تقديمه للمحاضر، أشار محسن سليمان إلى الأهمية المتزايدة التي تحتلها القصة في عالم اليوم، وحاجة الكتّاب الشباب إلى التعرف إلى أصول العمل الفني، والاطلاع على أسس القصة، وهذا ما تستطيع أن تقدمه الورش الأدبية. وفي محاضرته عرف محمد ولد محمد سالم بطبيعة القصة، منطلقاً من نموذجين حكائيين، الأول منهما يحكي عن شخصية تمر بحياة عادية، من الدراسة إلى العمل، فبناء المنزل، فالزواج، فالأبناء، وتستمر على وتيرة واحدة هادئة حتى النهاية، والنموذج الثاني، هو الشخصية التي تتغير حياتها فجأة في إحدى حلقات تلك الحياة، فتنقطع المسيرة العادية لحياتها، لتأخذ مساراً غير عادي، وهنا تبدأ القصة، لأنها «حكاية تحمل عنصر الدهشة أو الغرابة، حيث تأخذ فيها حياة الشخصية أو الشخصيات، مساراً غير عادي، ولا تنتهي إلا بالعودة إلى النمط العادي أو الاستقرار على حالة طبيعية». وحول تقنيات القصة من ناحية الزمن قدم الكاتب نماذج سردية لثلاثة أنواع من التعامل مع زمن الحدث هي: النموذج الأول بين فيه السرد بالطريقة الخطية (طريقة التتابع الزمني)، وهي التي تقدم فيها الأحداث، كما وقعت في الزمن البداية إلى النهاية، وذكر أن هذه الطريقة سهلة وسلسلة بالنسبة للكاتب، لكن من عيوبها أنها تفرض على الكاتب ملء الزمن بالحشو الذي لا يفيد صلب القصة، وقد تصيب القارئ بالملل، وتفقده عنصر التشويق الذي يحفزه للمتابعة، النموذج الثاني خصصه للسرد بطريقة الاسترجاع، وهي التي تبدأ فيه الأحداث من النهاية، وتركب حدثاً حدثاً بالرجوع إلى الوراء، وهذه الطريقة مشوقة للقارئ، ومفيدة في تجاوز الأحداث التي لا تخدم صلب القصة، لكنّ الكاتب تواجهه فيها صعوبة بناء الأحداث بالتسلسل المنطقي، وكيفية الانتقال من الحدث اللاحق إلى السابق، أما النموذج الثالث الذي عرضه فكان عن السرد بالمزج بين الطريقتين الخطية والاسترجاع، حيث يطل الكاتب من خلال لحظة الحدث الراهن على الماضي عن طريق التذكر والتداعي الحر أو تشابه الحالة أو الحوار أو الحلم أو الرسالة، وسوى ذلك. وتابع المحضار «تسمح هذه الطريقة بقدر كبير من المرونة في الانتقال بين الأحداث من دون أي تتابع زمني، وبانتقاء الأحداث التي يريدها الكاتب، وترك التي لا يريدها، وهي الطريقة الأكثر رواجاً في السرديات اليوم، لكنّها تحتاج إلى خبرة عالية لكي يعطي الكاتب للقارئ صورة واضحة عن الأحداث، تمكنه من إعادة بناء القصة، حسب التسلسل الزمني، والوصول إلى وجهة النظر التي يريد الكاتب أن يصل إليها، وإن لم يفعل الكاتب ذلك فإنه قد يسقط في الغموض أو التناقض.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©