الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

السفر والطقس الحار يقلصان الكثير من الفعاليات الثقافية الأسبوعية

السفر والطقس الحار يقلصان الكثير من الفعاليات الثقافية الأسبوعية
25 يونيو 2013 00:04
عصام أبو القاسم (الشارقة) - تتراجع الأنشطة الثقافية والفنية كثيراً في الدولة، خلال الفترة الممتدة من يونيو إلى سبتمبر من كل عام، إذ تتوقف منتديات ثقافية أسبوعيّة، وتغيب معارض للتشكيل وللكتب، كما تخفت أصداء المسرح، وتتوارى برامج التدريب الفني، بجملة واحدة: يخفت الصوت الثقافي تماماً؛ حتى حفلات توقيع كتب، والندوات محدودة الحضور التي تنظم هنا وهناك أحياناً.. كلها تغيب في هذه الفترة، ولا تعاود الظهور إلا بدءاً من شهر سبتمبر، لتتكاثف لاحقاً بشكل لافت، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى من السنة؛ إذ تتزاحم المهرجانات الأدبية والفنية، فثمة مهرجانات دولية، وأخرى عربية، وأنشطة فنية فئوية، وأخرى عمومية، ويحصل كثيراً أن يصعب على الجمهور، في تلك الأشهر الثلاثة الأولى، مواكبة كل الأنشطة التي تنظم في جميع الإمارات. لماذا يغيب النشاط؟ وحين تسأل: لماذا يقل النشاط الثقافي في هذه الفترة، يأتيك الرد جاهزاً: «الصيف هو السبب»! تترافق مع الصيف أمور عدة؛ فرواد المنتديات الثقافية مثلاً، في معظمهم، إما أن لديهم التزامات أكاديمية (في المدارس والجامعات) أو أنهم في صدد السفر إلى الخارج، اما سياحة أو لتمضية الإجازة وسط الأهل، هذا ما يقوله الشاعر محمد البريكي مسؤول بيت الشعر في الشارقة، والذي أوقف منتداه الأسبوعي أخيراً ليستأنف نشاطه في شهر رمضان، وأضاف البريكي: «الصحيح أن الأنشطة تنقص ولكنها لا تتوقف، ونحن نتكلم عن شهر يونيو على وجه التحديد، لأننا نتابع بدءاً من شهر يوليو العديد من الأنشطة الثقافية، وصولاً إلى نهاية العام». وقال البريكي إن النشاط الثقافي يزداد حيوية بوجود طرفي المعادلة «المبدع والجمهور»، وغالبية الجمهور يميل إلى استغلال هذه الفترة في السفر أو الانهماك في التحصيل الأكاديمي، ومن هنا يحصل الغياب. وحول تزاحم الفعاليات الثقافيّة خلال الأشهر الأولى من السنة (يناير ـ مارس) قال البريكي «تبدو هذه الفترة مناسبة لتحسن الطقس ما يحفز الناس ويغريهم على التنقل، ولكن هذا لا يبرر التزاحم بل على العكس يلزم المزيد من التنسيق بين إدارات الفعاليات حتى لا تتزامن مواقيتها فيعجز الجمهور عن متابعتها». وذكر مسؤول بيت الشعر أن شهر رمضان سيعرف أنشطة شعرية عديدة، مشيراً إلى أن الأنشطة التي تنظم خلال الشهر الفضيل تحظى بمتابعة نوعية. صيف للفنون في الساحة التشكيلية يبدو الأمر مماثلاً بدرجة ما، ولكن يمكن للمرء أن يلحظ أن إدارة الفنون في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة تحاول منذ عامين أن تقاوم حقيقة أن فترة الصيف لا تحتمل تنظيم البرامج الثقافية، وفي سبيل مقاومة هذه الفكرة الشائعة وسط العامة اقترحت الإدارة برنامج «صيف الفنون»، وهو يحل في الفترة يوليو - أغسطس من كل عام ولقد شهد السنة الماضية 66 معرضاً، ضمت 183عملا، كما شهد 44 ورشة فنية و8 دورات تدريبية، بالمجمل عرف «صيف الفنون» تنفيذ 200 فعالية فنية، حيث تنوعت بين ورش التدريب والمحاضرات والدورات والرحلات، ولقد تم توزيع الأنشطة بحيث تغطي كل مدن ومناطق الإمارة، وبحسب إحصاءات إدارة الفنون فإن نحو سبعين فعالية نظمت في الشارقة، وتسعين في المنطقة الشرقية، فيما بلغ إجمالي الدورات نحو أربع عشرة دورة، أما المعارض فبلغت ثمانية، فيما وصل عدد الورش إلى سبع وتسعين، وضم البرنامج العديد من الرحلات والمشاهدات السينمائية. مثابرة صيف السينما يبدو مختلفاً كما يرى الناقد السينمائي بشار إبراهيم إذ يشير إلى أن ثمة ضرورات حددت مواقيت الفعاليات السينمائية التي يجري تنظيمها في الإمارات، وهو يقسم هذه الفعاليات إلى «مهرجانات»، وتغطي الفترة ما بين أكتوبر (مهرجان أبوظبي السينمائي)، مروراً بديسمبر (مهرجان دبي السينمائي الدولي)، وانتهاءً بأبريل (مهرجان الخليج السينمائي)، أما هذه الضرورات فهي: العوامل الجوية (درجة الحرارة، والرطوبة)، وانتهاءً بجداول تواريخ المهرجانات العالمية التي تمتد على الثلثين الأول والثاني من العام، والتي تحدد معالم الإنتاج السينمائي الجديد»، ويتابع إبراهيم «ربما يبدو سيئاً حشر تواريخ مهرجانات السينما في الإمارات، بل والخليج والعالم العربي، خلال أشهر معدودات، لا تعدو الثلث الأخير من العام، ولكن يمكن تفهّم الضرورات الممثلة بانتظار تبلور ملامح المنتج السينمائي، بدءاً من فبراير (مهرجان برلين)، مروراً بمايو (مهرجان كان)، وأغسطس (مهرجان فينيسيا)، وانتهاءً بسبتمبر (مهرجان تورنتو)، ليبدأ الموسم السينمائي في الإمارات مع أكتوبر». وفي ما يتعلق بالقسم الآخر من الفعاليات السينمائية (الأنشطة الثقافية)، فيقول: الأنشطة السينمائية عموماً لا تتوقف، على مدار العام، بما فيه الصيف، إذ تثابر الأندية والمراكز على الاستمرار بعروضها السينمائية الثقافية، سواء الأسبوعية منها، أو الشهرية، مع الاحتفاظ بحقّ نيل إجازة سنوية، غالباً ما تكون في الصيف، أو متوافقة مع شهر رمضان»، ويلفت إبراهيم إلى أن طبيعة الفترة المحددة ما بين يونيو وسبتمبر تفرض إيقاعها سواء المناخية، إذ يمتنع السينمائيون عن التصوير في درجات الحرارة الشديدة أو الاجتماعية باعتباره موسم الإجازات السنوية والعطلات والرحلات، للتمتع والترفيه بالنسبة للمواطنين أو لزيارة الأهل بالنسبة للمقيمين». وبالنسبة للكاتب هيثم الخواجة فإن النشاط الثقافي لا يغيب في الفترة المذكورة ولكنه يقل، وهو أيضا يرى أن السبب هو سفر الكثيرين ـ من المواطنين والمقيمين ـ إلى الخارج لتزامن هذه الفترة مع إجازات المدارس، ويشير الخواجة إلى أن هذه الحال مشتركة في البلدان العربية بمعظمها، ويضيف «على أن ما نلحظه هو أن العديد من المؤسسات الثقافية تعمد في هذه الفترة إلى تنظيم برامج تدريبية في المسرح والتشكيل والخط، وهذا يناسب كثيرا هذه الفترة كما أن تقليل الأنشطة في هذه الفترة هو بمثابة إعداد وتحديث للأفكار والأشكال البرامجية التي تقترحها مؤسسات الثقافة لاحقاً». ويتفق الخواجة مع البريكي في ضعف التنسيق بين الجهات المنظمة للأنشطة الثقافية التي تتزامن اما مع بداية العام أو نهايته، ويرى أن النتائج يمكن أن تكون أفضل لو عرفت هذه المؤسسات أن تنسق مواعيد فعالياتها بحيث لا تتضارب».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©