الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مليكة نجيب: الكتابة عن الواقع صعبة لأن ما يحدث يفوق الخيال

مليكة نجيب: الكتابة عن الواقع صعبة لأن ما يحدث يفوق الخيال
11 يوليو 2014 01:58
محمد نجيم (الرباط) قالت القاصة والكاتبة المغربية مليكة نجيب، المُتوجة مؤخرا بجائرة ابن بطوطة للأدب الجغرافي لسنة 2014، إنها أعجبت، خلال زيارتها لدولة الإمارات العربية المتحدة لتسلم جائزتها، بما حققه هذا البلد على المستوى الثقافي والعمراني والبنى التحتية والتنظيم وتقديم الخدمات، ووقفت على ما حققته المرأة الإماراتية في ما يخصّ إدماج النوع الاجتماعي في مختلف مجالات العمل. مليكة نجيب فازت بالجائزة عن كتابها «المرأة وتمثيلها في الرحلة السفارية المغربية خلال القرنين 18 و19». وقد حاورتها «الاتحاد» حول الجائزة وتجربتها الأدبية بشكل عام. عن راهنية القصة القصيرة، قالت: إن الحديث عن راهنية القصة القصيرة ليس بالأمر الهين في خضم الإعصار الذي عصف بدول عربية والمآسي المتولدة عنه، بحيث أضحى الاقتتال والنزاعات المذهبية والطائفية حدثا يوميا تتسابق وسائل الإعلام في عد الضحايا وتتنافس في نشر الفظاعة والهمجية. وردا عن سؤال: هل يمكن اعتبار الوحشية مادة دسمة للكتابة والإبداع وإثارة فضول قارئ مفترض؟ تقول: لا أدري، وإن كنت أعتقد أن هناك عجزا أمام هول الصدمات. وأن هناك جبنا، جبن المتفرج اللاّمبالي أمام رحيل حلم شبّ مع شعوب ولما اعتقدت تحقيقه خنقت حناجرها وأزهقت أرواحها، وأصبح أبناؤها يبكون عمرا ضيع في الأوهام. شخصيا أجد مرحليا صعوبة كبيرة في الكتابة الإبداعية، ولم تكن لي طقوس عند مُمارستها من قبل، فمع تسارع «الثورات» واستباحة الدم العربي، وتشابك خيوط صانعي الأحداث ومدبريها أضحت الكتابة عن الواقع صعبة، خاصة أن ما يحدث يفوق الخيال. وعما إذا كان الحراك العربي قد أحدث طفرة إبداعية تقول: لا أرى أن هناك طفرة في الإبداع عامة، وأقصد الإبداع العربي، نعم هناك كتابات تقدم صورا حية عن النكبات والتشتت، وأخرى تتناول ما يُحاك من مُخططات التقسيم وبعض الإبداعات تظهر كأنها تنتمي إلى كوكب آخر، فتأتي باردة مجاملة لا تفِ بالمُنتظر. ثم إننا نلاحظ خفوت أصوات المثقفين، خاصة بالبلدان التي لم تهدم البيوت فوق رؤوس ساكنتها بسبب ما أصبح يُنعت بالربيع العربي، بحيث ظهرت مواقف المثقفين متذبذبة ومترددة وأحجم عدد منهم عن التعبير عن آرائه تجاه الأحداث. وهل حققت الكتابة النسائية بالمغرب قيمة مُضافة؟ تجيب: نعم، أشاطر أصحاب الرأي القائل بتميّز المبدعات المغربيات في الأجناس الأدبية من شعر وقصة قصيرة ورواية وغيرها وقد شكّلن سمفونية منسجمة وأظهرن باعهن الطويل في الإبداع، وخلقن أصواتا مختلفة ومُتميّزة، تحمل كل منها خصوصياتها وأسلوبها، وأثبتن أنّ الإبداع شأن إنساني لا يقتصر على الذكور بل للنساء مُشاركة فاعلة وفعلية فبالرغم من التحاقهن المتأخر، مقارنة مع الرجال، بعوالم الإبداع فقد كشفن عن إنسانية الإبداع، وعن حضورهن الوازن في الفضاء الثقافي. وعن زيارتها للإمارات العربية المتحدة، تقول: زيارتي إلى دولة الإمارات العربية المتحدة كانت تبعا لدعوة من مؤسسة «ارتياد الآفاق» للاحتفاء وتسلم جائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي. وكان تواجدنا فرصة لمعاينة الطفرة الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى العمران والبنى التحتية والتنظيم وتقديم الخدمات، إذ تسنى لنا الإطلاع وزيارة بعض المنشآت الثقافية والإعلامية والمرافق الإدارية، وشاهدنا تطور الإدارة الإلكترونية وضبطها والمساهمة الشاملة في التنمية. كما تسنى لي الاطلاع مباشرة على ما حققته المرأة الإماراتية في ما يخص إدماج النوع الاجتماعي في مُختلف مجالات العمل سواء منها القطاع العمومي وشبه العمومي والقطاع الخاص، فكوْني مُهتمة واشتغلت على مقاربة النوع الاجتماعي، كانت الزيارة فرصة لمعاينة الإنجازات القيمة التي حققتها المرأة في الإمارات بفضل تظافر جهود كل فعاليات المجتمع وعملها على تعميم وفرض التكوين والمصاحبة والتحفيز مع الإيمان القوي بدور مشاركة المرأة في التنمية، مما أهلها لتكون رائدة ومتزعمة، على مدى ثلاث سنوات، للدول العربية في مجال النوع الاجتماعي. وقالت مليكة نجيب إنها تعتبر الفوز بالجائزة تحفيزا قويا ودليلا على تفعيل مقاربة تكافؤ الفرص وتوسيع دائرة المهتمين وآلية ناجعة لتشجيع البحث، وتخصيص جوائز للبحث وللإبداع ومختلف الفنون دليل على مواكبة الدولة للتنمية الحقيقية، لأن الثقافة هي وجه البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©