الكيلو 70

في الطريق بين إماراتي أبوظبي ودبي وعلى بعد حوالي 70 كيلو مترا من العاصمة، تتسارع الخُطى لإنشاء ميناء خليفة والمنطقة الصناعية في الطويلة، وهو من أكبر المشروعات في منطقة الشرق الأوسط من حيث المساحة وحجم الاستثمارات التي يجرى ضخها. وعبر موقعها الاستراتيجي ستكون الطويلة موقعاً للمشروع الذي ينقسم إلى منطقة صناعية على مساحة تُعادل 4 أضعاف حجم جزيرة أبوظبي، وميناء ضخما تصل طاقته إلى 15 مليون حاوية و35 مليون طن بضائع. وستحدث المنطقة الصناعية عند اكتمالها تغييراً للقطاع الصناعي بالإمارة التي تشهد تنويعاً في اقتصادها بصورة غير مسبوقة في منطقة الخليج العربي. يُشكل التصنيع في الوقت الحاضر 15% من اقتصاد أبوظبي ويتوقع أن ترتفع هذه النسبة إلى 25% وفقاً لرؤية 2030، وستلعب منطقة ميناء خليفة الصناعية دوراً تكاملياً في هذا الاتجاه. وتم تخطيط منطقة الطويلة، بحيث تكون “أبوظبي أخرى”، عبر هذا المشروع الضخم الذي يستوعب الحركة البحرية للمشروعات المستقبلية وتوفير بوابة للواردات والصادرات لشتى أنواع السلع الخام والمصنعة في المنطقة الصناعية المجاورة. ويضم الميناء العديد من الصناعات، منها الصلب والصناعات الثقيلة والصناعات الكيميائية والتجارة والخدمات اللوجستية ومواد البناء، بالإضافة إلى الصناعة المتوسطة والخفيفة. وسيكون مشروع ميناء خليفة والمنطقة الصناعية مرتبطاً بشكل مباشر بالمطارات القريبة من أبوظبي ودبي وشبكة السكك الحديدية لقطار الاتحاد التي يبلغ طولها 1100 كيلو متر. وفي الطويلة أيضاً، يتم إنشاء أكبر مصهر للألومنيوم في العالم، والذي تشيده شركة الإمارات للألومنيوم (إيمال) وتعد الشركة ركيزة للشركات الأخرى ذات العلاقة، حيث أعلنت شركات أخرى عن مخططاتها لإنشاء مصانع ضخمة لمنتجات التكرير ومنشآت التوزيع. ورغم أن المخططات الخاصة بميناء خليفة والمنطقة الصناعية وضعت قبل الأزمة المالية العالمية، فإن تنفيذ المشروع يتم وفق الجدول الزمني الموضوع الذي رصدت له الإمارة استثمارات ضخمة تتجاوز 26 مليار درهم للمرحلة الأولى من مشروع الميناء والمدينة الصناعية. لا شك في أن هذا المشروع سيكون له أكبر الأثر في تطور ونمو اقتصاد أبوظبي ودعم النهضة الصناعية التي تشهدها الإمارة حالياً لما يوفره من إمكانيات وتسهيلات كبيرة للمنشآت الصناعية والتجارية وللمستثمرين ورجال الأعمال من داخل الدولة وخارجها. atef.abdullah@admedia.ae