نجاد: مستعدون للمفاوضات لكن بلا شروط او تهديد

طهران، بروكسل-وكالات الانباء: اعلنت ايران امس استعدادها لمناقشة الملف النووي لكن من دون اي شروط مسبقة او تهديدات· في وقت حذر الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الذي سيقوم بتسليم طهران غدا الاثنين او بعد غد الثلاثاء المقترحات التي اقرتها الدول الخمس الكبرى والمانيا في فيينا لانهاء الازمة من ان ايران سترتكب خطأ فاحشا في حال رفضت العرض الجديد وستتعرض لضغوط شديدة·
فقد ابلغ الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان بلاده مستعدة لمناقشة ملفها النووي لكن من دون شروط مسبقة ولا تهديدات وانما ضمن شروط المساواة والعدالة التي تشكل الوسيلة الافضل لتسوية المشكلات· في وقت كرر وزير الخارجية منوشهر متقي رفض بلاده تعليق تخصيب اليورانيوم، لكنه اعلن ان بلاده ستدرس المقترحات الجديدة لاجتماع فيينا قبل اعطاء رد رسمي، مشددا على ان اي مفاوضات يجب ان تتم من دون شروط مسبقة·
وقال متقي ان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا سيزور طهران في اليومين المقبلين لتسليم ايران المقترحات الجديدة، واضاف خلال مؤتمر صحفي في طهران ' في فيينا حصل اتفاق بين الدول الاوروبية والقوى الاخرى وطلب الاتحاد الاوروبي ان يتوجه سولانا الى طهران لتسليم المقترحات ولقد اعطينا موافقتنا على هذه الزيارة'، لكنه اضاف مذكرا بان بلاده اعلنت في الماضي النقاط المهمة التي يجب ان تشملها المقترحات، وقال 'افسحوا لنا المجال لكي ندرس هذه المقترحات واذا ابدوا حسن نية خلافا للمرات السابقة فسياخذون في الاعتبار وجهات نظرنا لايجاد حل للمأزق'·واوضح متقي ردا على سؤال حول مشاركة الولايات المتحدة في المفاوضات 'انه في الملف النووي ليس هناك اي حدود للمفاوضات'، وقال 'لقد اجرينا محادثات في السابق مع الترويكا الاوروبية (فرنسا والمانيا وبريطانيا) وروسيا والصين ودول عدم الانحياز وفي حال سنجري مفاوضات في اطار جديد سنقدم مقترحاتنا حول هذه المفاوضات'· لكنه اكد مجددا ان بلاده لن تعلق عمليات تخصيب اليورانيوم، وقال 'يجب ان تتم المفاوضات بدون شروط مسبقة··لا نقبل اي شرط للمفاوضات خاصة الشرط الاميركي الذي تم طرحه··يجب أن تكون المقترحات لحل الازمة عادلة وشاملة وتضع في الاعتبار الحقائق كي تنظر بلاده نحوها بايجابية'·
وقال متقي في إشارة إلى الحوافز التي اقترحها الغرب عام 2005 والتي لم تتضمن حق إيران في السعي لامتلاك التكنولوجيا النووية بما يتفق مع معاهدة الانتشار النووي 'على الغرب ألا يكرر الاخطاء السابقة'· مكررا التأكيد على ان الاسلحة النووية غير موجودة فى استراتيجية ايران السياسية او العسكرية باعتبار ان السلاح النووي عائق امام الامن والسلام في المنطقة ولا بد من نزعها من العالم كله·
واكتفت كريستينا غالاش الناطقة باسم سولانا بتأكيد اعداد زيارته الى طهران من اجل عرض مقترحات فيينا ولكن من دون تحديد اي موعد· وان كانت مصادر اوروبية توقعت من جانبها ان تتم الزيارة غدا الاثنين أو بعد غد الثلاثاء· وقالت غالاش 'سولانا على استعداد للسفر إلى ايران لطرح برنامج الحوافز الذي اتفقت عليه القوى الكبرى والمانيا مقابل التخلي عن انشطة الوقود النووي'، واضافت 'المقترحات مغرية والزيارة لن تكون للتفاوض بل ستكون للعرض فقط'· ولم تذكر المتحدثة اي تفاصيل عن المقترحات، لكن دبلوماسيين قالوا انها تشمل تقديم مفاعلات مدنية لايران وتقديم ضمانات امنية مقابل تخليها عن انشطة تخصيب اليورانيوم·
ونسبت صحيفة 'دي فيلت' الى سولانا قوله إن إيران ستتعرض لضغط شديد في حالة عدم قبولها لعرض فيينا، وقال انه إذا رفضت القيادة الايرانية العرض الجديد فإن ذلك سيكون دليلا واضحا على أنها لا تريد الطاقة ولكن تريد السلاح النووي وسيكون ذلك خطأ فاحشا، وأضاف أنه غير متأكد من قبول الحكومة الايرانية للعرض الجديد، وقال:'على أي حال فقد قمنا بإعداد عرض سخي نريد أن نوضح به للشعب الايراني وللعالم كله أننا نريد مساعدة إيران فى الحصول على ما تريده ألا و هو الكهرباء التي تولدها منشآت نووية'·
وعن مضمون العرض، قال سولانا 'إننا على استعداد لمساعدة إيران في التغلب على مشاكل الطاقة لديها كما أننا على استعداد لان نساعد إيران في تحديث اقتصادها ومساعدتها في أن تلعب دورا إيجابيا في المنطقة'· فيما قالت تقارير نابعة من دوائر دبلوماسية في فيينا إن الولايات المتحدة تريد أن تمهل إيران أسابيع قليلة حتى قمة مجموعة الثماني المقررة في يوليو في روسيا لاتخاذ قرارها بما إذا كانت ستوقف مساعيها لتخصيب اليورانيوم·