بيروت - الاتحاد: أكد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن لبنان يعيش مرحلة انتقالية، وأنه لا بديل عن الحوار للاتفاق والوفاق على الحلول، وليس الخروج الى الشارع وإحداث توترات تؤدي الى تصرفات غير مقبولة·
وشدد السنيورة في تصريحات له في بيروت أمس على احترام الحريات، وقال: لكن من غير المقبول أن تمس حرية التعبير الآخرين (في إشارة الى برنامج 'بسمات وطن' الذي أدى الى توترات على خلفية تناوله أمين عام حزب الله حسن نصرالله في النقد والتهكم)·
وأضاف: إذا ما حصل تعد على نصرالله فهذا غير مقبول، لكن هذا الأمر لا يعالج في الشارع، ودان السنيورة ما جرى ليل الخميس - الجمعة، وقال إن ذلك يشكل درساً للحكومة لتقويم ما جرى، وإن الذي أثار الاضطرابات يجب أن يحاكم·
وأوضح السنيورة بأنه أكد للزعماء العرب والأجانب أن لبنان لا يستطيع أن يعود ساحة لصراعات الآخرين، أو كرة في ملاعبهم، وقال: إن المتخاصمين يفتشون عن ساحات لصراعاتهم، لافتاً الى أن اللبنانيين دفعوا ثمناً غالياً لانكشاف الساحة اللبنانية على الصراعات الدولية، داعياً الى الحذر من أجل عدم الوقوع في فخ هذا الأمر، مؤكداً بأن لبنان لن يعود ساحة رحبه لصراعات الآخرين على أرضه·
وكانت الاضطرابات التي تفجرت ليل الخميس - الجمعة على خلفية برنامج 'بسمات وطن' الذي بثته محطة الـ 'ال·بي·سي' من الخطورة بمكان بعدما حاول استغلالها بعض الأطراف لمآرب خاصة·
ووفق تقارير أمنية فإنه تم توقيف عشرة أشخاص بتهمة الإخلال بالأمن والاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، فيما دحضت قيادة الجيش مزاعم سامي أمين الجميل الذي ادعى بأن المتظاهرين اعتدوا عليه ورفاقه بالضرب· وأوضحت بأن الجميل وانصاره منعوا على أحد حواجز الجيش في الأشرفية من المواجهة مع المتظاهرين في المقلب الآخر، وأصيب مع ثلاثة من رفاقه برضوض نتيجة التدافع، وكان الجميل قد اصطحب 50 من أنصاره في حزب الكتائب للتصدي للمتظاهرين المحتجين على الإساءة لنصرالله·
واللافت أن الرئيس الأعلى لـ'حزب الكتائب' الرئيس أمين الجميل، كذب بيان لوزارة الداخلية سرد تفاصيل إصابة ولده سامي ورفاقه برضوض على أيدي العناصر الأمنية، واتهم الحكومة بالتستر على الحادث·
وأصرّ الجميل الاب على أن ولده سامي أصيب مع رفاقه على أيدي متظاهرين حاولوا اقتحام محلة الإشرفية عند نقطة تقاطع بشارة الخوري، وطالب بتحقيق جدي لكشف الحقيقة·
وأعلن الجميل في تصريح أمس بأنه دعا المكتب السياسي لـ 'حزب الكتائب' الى اجتماع طارئ يعقد غداً الاثنين لبحث تداعيات الاعتداء على نجله سامي ورفاقه·
وتعليقاً على هذه الأحداث قال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق الدكتور سليم الحص: كان تعرض إحدى محطات التلفزة الى نصرالله بشيء من الهزء والسخرية في برنامج للتسلية عملاً أقل ما يقال فيه إنه يفتقر الى الذوق والدراية وحسن التقدير، ولكنه لا يبرر ما وقع في الشارع على الاطلاق، خصوصاً أن الإساءة قد تكون غير مقصودة· وقال الحص في تصريح أمس إن ما حصل كان مسيئاً في شكل خاص للمقاومة إذ صورت الأحداث ان قيادة المقاومة لا تسيطر كلياً على شارعها· هذا مع أن الموقف الذي أدلى به نصرالله داعياً الى وقف التظاهرات المسيئة كان مقدراً من الجميع· وكان له فعله المشهود في وضع حد لأعمال الشغب·
يذكر أن أصحاب محطات 'الساتلايت' في ضاحية بيروت الجنوبية، والجنوب والبقاع قرروا مقاطعة محطة الـ'ال·بي·سي' وحتى تعود عن الخطأ وتعتذر من سيد المقاومة نصرالله والشعب اللبناني الذي عبر عن غضبه في تظاهرات ليل الخميس - الجمعة، احتجاجاً على برنامج 'بسمات وطن'·
عدد اليوم
