الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الضحك المر

4 يونيو 2006

شاب حسن المظهر يحمل حقيبة جلدية أنيقة في يده دخل علينا وسأل عن رئيس القسم فدللته على حجرته فتوجه اليها ولكنه لم يدخل مباشرة وانما ثبت قدميه على بابها، ومد رأسه الى داخلها ثم أرجعه الى الوراء ثم مده مرة أخرى وهكذا أخذ يمد رأسه أماماً داخل الحجرة، ثم يعيده الى الخلف خارجها وقدماه ثابتتان لا تتحركان من مكانيهما في حركة رتيبة عدة مرات·
بعد وقت قصير من دخوله المتردد اصطحبه المسؤول الى جهاز كمبيوتر على المكتب المجاور لي وأتى له ببضع أوراق وأعطاه بعض الارشادات وحينها فهمت انه ليس احد المراجعين المعتادين أو المندوبين كما ظننت في البداية وانما هو ممتحن - بفتح الحاء - متقدم لوظيفة 'المترجم' التي كان القسم قد أعلن عنها·
تركه رئيس القسم مع جهاز الكمبيوتر والأوراق التي أراد ان يختبره من خلال ترجمته لها وما هي الا لحظات قليلة حتى رفعت عيني عن بعض الأوراق أمامي فلم أجده في مكانه لم يشغلني الأمر كثيراً فلعله عاد الى الحجرة ليستفسر عن شيء ما·
ولكن المسؤول خرج بمفرده من حجرته بعد وقت قصير يسأل عن 'الممتحن'·
- فقال له أحد الزملاء: إنه ذهب·
- أين ذهب؟
- لقد غادر القسم·
- صحيح؟
- نعم·
- إذن هرب·
ضحكت ضحكة عالية وسألت نفسي عما يمكن ان يكون قد دفعه الى التقدم للوظيفة المعلن عنها ثم اتيانه الى الامتحان ثم هروبه من الامتحان هل كان الامتحان صعباً جداً؟ ام ان المكان بما فيه أو من فيه لم يرقه؟ أم ان الأمر كان مجرد 'تمثيلية' أوهم بها نفسه قبل الآخرين؟ هذه الأسئلة طالما ألحت عليّ واظنني عثرت على اجاباتها أخيراً بعد الكثير من 'الضحك المر' كلما تذكرت هذا الموقف· وهي تتلخص في 'ضعف الثقة بالنفس' وقانا الله وإياكم شره وشر ما ينتج عنه ووقى أبناءنا الطرق التربوية الخطأ الموصلة اليه·
محمد كمال حمزة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©