صنعاء (الاتحاد)
قتل مدنيان وجندي وأصيب عشرة آخرون أمس في مأرب بصدامات بين محتجين من سكان المحافظة اليمنية وقوات الأمن المحلية والمحسوبة على حزب الإصلاح المرتبط بتنظيم الإخوان الإرهابي.
وقمعت قوات الأمن التابعة لحزب الإصلاح احتجاجاً سلمياً للعشرات من أبناء مأرب تجمعوا أمام مبنى المجمع الحكومي بالمدينة للتنديد بتعيين العميد عبدالملك المداني مديراً لأمن محافظة مأرب. وينتمي العميد المداني لتنظيم الإخوان وحزب الإصلاح، وهو أيضاً صهر زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، وشقيق طه المداني الرجل الثاني في جماعة الحوثي الذي قتل العام الماضي في غارة جوية للتحالف العربي.
وقالت مصادر محلية وقبلية في مأرب لـ«الاتحاد»، إن العشرات من سكان مأرب، ومعظمهم من أبناء قبيلة مراد، تظاهروا أمام مبنى المجمع الحكومي للتعبير عن رفضهم لقرار تعيين المداني، الذي ينتمي لمحافظة عمران الشمالية، مشيرة إلى أن المتظاهرين نددوا باحتكار حزب الإصلاح للمناصب الحكومية والأمنية في مأرب، واستنكروا استحواذ «الإخوان» على التجنيد داخل مؤسستي الجيش والأمن.
وذكرت المصادر أن قوات الأمن التابعة لحزب الإصلاح أطلقت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين وقتلت اثنين وأصابت ستة آخرين، لافتة إلى أن جنوداً من الشرطة العسكرية، وهم من أبناء مأرب، دافعوا عن المحتجين العزل «واشتبكوا مع قوات الأمن الإصلاحية ما أسفر عن مقتل جندي وجرح أربعة آخرين». وقال مصدر قبلي، إن قبائل مأرب «أعلنت الاستنفار للرد على اعتداءات حزب الإصلاح على أهالي المحافظة وحقوقهم»، متهماً قيادات عسكرية كبيرة تنتمي لهذا الحزب بـ«العبث بحقوق المأربيين في التوظيف والتجنيد والترقية».
وبحسب المصدر، فإن التوتر يسود حالياً أجواء مدينة مأرب، حيث أعلنت اللجنة الأمنية للمحافظة في اجتماع استثنائي برئاسة المحافظ سلطان العرادة التحقيق، فيما اعتبرته «اعتداءً على حراسة بوابة» المجمع الحكومي.
وزعم المحافظ العرادة، الذي ينتمي لحزب الإصلاح، أن التظاهرة الاحتجاجية كانت تستهدف أمن واستقرار محافظة مأرب، قيادات الشرعية الموجودة فيها، مؤكداً أن السلطات الأمنية وفي بيان أصدرته الليلة قبل الماضية منعت «التجمهر» في مدينة مأرب «في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها الوطن والحرب ما زالت مشتعلة».
ويرى مراقبون أن إصرار «الإصلاح» على تعيين المداني مديراً لأمن محافظة مأرب يعكس عن تقارب كبير بين الحزب وجماعة الحوثي الانقلابية التي تسيطر على العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في شمال اليمن.
عدد اليوم
