ضغوط لإعادة الكونكورد إلى الأجواء

إعداد - عدنان عضيمة:
بعد مرور أكثر من سنتين على الإعلان الرسمي عن إيقاف الطائرة العملاقة ذات الحظ السيئ 'كونكورد' عن الطيران، تتناقل الصحف الأوروبية المتخصصة في عالم الطيران حديثاً يدور وراء كواليس مراكز صنع القرار يفيد بإمكان التراجع عن هذا القرار· وكتب لهذه الأقاويل والطروحات أن تحتل العنوان الرئيسي لصحيفة 'ذي تايمز' حيث تناول المحلل الإنجليزي بين ويبستير الخبير في شؤون الطيران، الموضوع بشيء من التفصيل والإسهاب· واشار في البداية إلى أن الخطوط الجوية البريطانية 'بريتيش إيرويز' تصدت مؤخراً لمحاولة جادة تبنّاها بعض غلاة المتعصبين لـ'الكونكورد' وترمي إلى إعادة الطائرة العملاقة الأسرع من الصوت إلى الخدمة لتقود الحركة الطيران التجاري· واقترح هؤلاء أن يتم تدشينها من جديد بمفاجأة لا يتم الكشف عنها وتتصادف مع انطلاق الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن عام ·2012
وما أن كشف أصحاب القرار في شركة 'بريتيش إيرويز' أمر هذا السرّ، حتى بادروا إلى الإعراب عن رفضهم القاطع والنهائي للتعاون مع اللوبي الأوروبي الذي يقف وراء تنظيم هذه الخطة والمنظم ضمن جماعة يطلق عليها 'مجموعة إنقاذ الكونكورد'· وتضم هذه الجماعة العشرات من المهندسين الذين أسهموا في بناء الطائرة يساندهم المئات من الطواقم الفنية الذين عملوا على تشغيلها في الجو وعلى الأرض· ومن بين أكثر المؤيدين لعودة 'الطائرة الضالّة' مصممها الإنجليزي المبدع السير تيرانس كونران والموسيقار الشهير فيل كولينز·
وقرر دعاة إعادة الروح إلى 'الكونكورد' الإفصاح عن رغبتهم هذه بشكل علني فوجهوا بهذا الصدد رسالة رسمية إلى شركة 'بريتيش إيرويز' يسألونها فيها عن التكاليف اللازمة لتعديل أنظمتها من أجل تأهيلها للطيران مرة أخرى· وتعهدوا بتمويل هذه التكاليف بعد أن تلقوا وعوداً بمشاركة 'اليانصيب الوطني الإنجليزي' في هذا الاستثمار إلى جانب الدعم والتأييد الذي تلقوه من بعض كبار الأثرياء للإسهام في هذه الحملة· ونقل التقرير عن بين لورد الناطق الرسمي باسم 'مجموعة إنقاذ الكونكورد' قوله: 'نحن ببساطة نودّ أن نقف على التكاليف الحقيقية لتأهيل الكونكورد حتى نتمكن من رسم الخطط العملية الفعالة لإعادتها إلى العمل باعتبارها تعد من العلامات البارزة للتفوق التقني البريطاني التي يمكننا أن نفتخر بها· ونحن لا نطلب من بريتيش إيرويز اية أموال أو إسهامات لتنفيذ الفكرة بل مجرد معلومات أساسية نحتاجها للتكفل بهذه المهمة'· وجاء رد شركة 'بريتيش إيرويز' على لسان مدير القسم الهندسي فيها مايكل دوارتي الذي قال في رسالة موجزة وجهها إلى المجموعة: 'إن لمن دواعي أسفي أن أخبركم بأننا غير قادرين في الوقت الراهن على تزويدكم بالمعلومات التي تطلبونها'· وتلا ذلك تصريح صحفي للناطق باسم بريتيش إيرويز قال فيه: 'لقد سبق لنا أن دخلنا في نقاشات مطوّلة مع المجموعة؛ وكنا نحرص دائماً أن لا تتسرّب المعلومات والأرقام التي بحوزتنا إلى الرأي العام بسبب ما تنطوي عليه من حساسية مفرطة وفق المفهومين التجاري والصناعي· وبالرغم من كل هذا فإننا لا نتعمد إخفاء أية معلومات تتعلق بالعقود التي سبق لنا أن تدارسناها مع الجهات التقنية الخبيرة والتي كانت ترمي إلى إعادة تأهيل الكونكورد'·
ويذكر في هذا الصدد أن القناة التلفزيونية التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية كانت أجرت في شهر مارس الماضي سبراً للآراء حول أفضل الاختراعات البريطانية في القرن العشرين فصوّت أكثر من ربع مليون مشاهد لصالح طائرة الكونكورد· ومن جهة أخرى، وقع أكثر من 30 ألف من مؤيدي عودة الكونكورد عريضة يطالبون فيها كلاً من شركة الخطوط الجوية بريتيش إيرويز وشركة إيرباص لصناعة الطائرات بالتعاون فيما بينهما لإعادة إحيائها·