رسالة تونس: منير رحومة:
خيب المنتخب التونسي آمال جماهيره الغفيرة التي تحولت الى ملعب رادس للاطمئنان على جاهزيته قبل المونديال،وفشل في الفوز بلقب 'دورة ال جي 'الدولية الودية بعد ان خسر الدور النهائي بركلات الترجيح امام اوروجواي·حيث واصل الفرنسي روجيه لومير 'فلسفته' الكروية واشرك تشكيلة مختلفة تماما عن التي فازت على بيلاروسيا في المباراة الماضية لكنها لم تقدم العرض المنتظر واكتفت بمركز الوصيف تاركة العديد من علامات الاستفهام بخصوص الصورة التي سيظهر بها نسور قرطاج في مونديال المانيا خاصة وان التجارب الودية انتهت ولم يعد يفصلنا الا ايام من قليلة على ضربة البداية ·وفي المباراة الترتيبية خطف المنتخب الليبي الاضواء بفوزه على بيلاروسيا بركلات الترجيح بعد ان انتهى الوقت الاصلي 1/1 حيث قدم زملاء طارق التايب عرضا لافتا ونالوا الاشادة والتقدير من الجماهير التي صفقت لهم طويلا ·وفي ختام الدورة توج منتخب اوروجواي بلقبه الثاني للدروة وفاز بجائزة مالية قدرها 50 الف دولار بينما نال المنتخب التونسي 30 الف دولار والمنتخب الليبي 20 الف دولار ·
بالعودة الى المباراة النهائية تفاجأت الجماهير بتشكيلة جديدة لمنتخب تونس اشركها المدرب لومير بغرض اعطائها الفرصة لتأكيد حقيقة امكاناتها واقحم كل من القصراوي في حراسة المرمى وعلاء الدين يحي والمرياحي والجمالي والسعيدي في الدفاع والبوعزيزي والنفطي والغضبان والمليتي في الوسط الى جانب السديري وجمعة في الهجوم·حيث لم تقدر التشكيلة البديلة على تقديم المستوى المطلوب وكانت الافضلية لمنتخب اوروجواي الذي تميز بالانسجــام بين خطوطه والسرعة في نسج العمليات الهجومية الخطيرة الامر الذي شكل صعوبات كبيرة على خط دفاع تونـس وكاد كل من جونزالو وفابيان ان يفتتحا النتيجة بعد انفرادهما بالحارس لكنهما لم يستغلا الفرص على احسن وجه ·
وفي المقاب افتقدت التشكيلة البديلة لتونس الانسجام وكثرت الاخطاء الفردية وعجز الهجوم عن تهديد مرمى اوروجواي بخطوة باستثناء فرصة واحدة للسديري من تصويبة قوية ،لينتهي الشوط الاول بالتعادل السلبي ·وفي الفترة الثانية واصل منتخب اوروجواي افضليته داخل الملعب الامر الذي دفع بروجي لومير الى اجراء العديد من التعديلات مثل دخول راضي الجعايدي والشيخاوي الجزيري والمناري والشاذلي ،لكن التغييرات كانت متأخرة ولم تساهم في تغيير النتيجة ·وفي المقابل قدم منتخب اوروجواي عرضا قويا وكانت عملياته الهجومية اخطر بكثير وكان بإمكانه افتتاح التسجيل في الدقيقة 28 عندما استغل نيكولاس اوليفيرا كرة امام شباك خالية لكن تصويبته اصطدمت بالعارضة ·وشهد الشوط الثاني أداء عصبيا من لاعبي تونس الامر الي حال دون احرازهم نتيجة ايجابية ليتم الالتجاء الى ركلات الترجيح والتي ابتسمت للاعبي اوروجواي بسبب اضاعة ثلاث ركلات ترجيح عن طريق المناري والبوعزيزي ومرياح·
الجماهير تتخوف من تكرار سيناريو مباراة غينيا
عبرت الجماهير الغفيرة التي تابعت نهائي دورة ال جي عن غضبها الكبير وعدم رضاها من اختيارات المدرب الفرنسي روجي لومير وفلسفته الكروية غير الموفقة ·حيث غادرت الجماهير الملعب بسرعة رافضة حضور مراسم تتويج المنتخبات وصفرت طويلا للاداء المتواضع الذي اظهرته التشكيلة الثانية لنسور قرطاج ·وتخوف الجميع من تكرار ما حصل في بطولة امم افريقيا بمصر عندما تسببت شطحات لومير في خسارة تونس امام غينيا وتوتر الاجواء والخروج من الدور ربع النهائي امام نيجيريا ·كما تخوف المراقبون ايضا من تأثير خسارة مباراة امس الاول على معنويات اللاعبين وادخال الشك في نفوسهم بعد ان تزايد القلق واصبحت الاجواء مليئة بالغيوم في السماء التي يحلق فيها نسور قرطاج ·ويزيد من حيرة الجماهير هو عدم ظهور البدلاء بالمستوى الذي يخول لهم التواجد في القائمة المؤهلة للمشاركة في المونديال اضافة الى غياب الحلول الهجومية ومحدودية إمكانات المهاجمين البدلاء ·
المنتخب الليبي يخطف الاضواء
خطف المنتخب الليبي الاضواء في دورة تونس الدولية وترك افضل الانطباعات فبعد ان نال التقدير في المباراة الاولى امام الاوروجواي اكد الاخضر امس الاول انه منتخب يحضى بكل الاحترام والتقدير خاصة بعد ان تولى المصري محسن صالح زمام القيادة في الجهاز الفني ·حيث اظهر تطوار ملحوظا على المستوى التكتيكي وتنفيذ الخطط داخل الملعب الامر الذي ساعده على تجاوز منافسه البيلاروسي امس الاول والفوز بالمركز الثالث ·وبالرغم من تخلفه في النتيجة خلال الشوط الاول بهدف نظيف سجله سيرجي شتانيوك في الدقيقة 12 فان لاعبي ليبيا لم يستسلموا وقدموا عرضا قويا في الشوط الثاني الى ان احرزوا هدف التعادل في الوقت بدل الضائع عن طريق احمد سعد من تصويبة جميلة خارج منطقة الجزاء ·وفي ركلات الترجيح ابتسم الحظ للمنتخب الليبي لينتزع المركز الثالث ويتقلد الميداليات البرونزية وذلك في تأكيد واضح على الامكانات الكبيرة التي يتمتع بها المنتخب الليبي والمرحلة الجديدة التي بداها منذ امم افريقيا ·حيث ينتظر ان يكون للاعبي ليبيا شان كبير في المستقبل خاصة وانهم يتمتعون بإمكانات هائلة وموهبة كبيرة ستساعدهم على الارتقاء بمنتخب بلادهم واعادة الكرة الليبية الى الواجهة سواء على مستوى المسابقات الافريقية او العالمية ·
عدد اليوم
