الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غريد الشيخ محمد توقيع أنثوي في عالم القواميس

غريد الشيخ محمد توقيع أنثوي في عالم القواميس
22 سبتمبر 2010 20:57
غريد الشيخ محمد اسم وتوقيع انثوي في عالم المعاجم. لا تهدأ ولا تهنأ، إلا أن تحقق النصر.. إنها المرأة التي اقتحمت الصعاب، إقداماً. بقيت تكتب وتشذب وتنقح وتحكك، لتصقل نصاً كتابياً. أرادت أن تضع توقيعها الأنثوي في عالم القواميس، تبدو مسرعة الخطى، غزيرة الإنتاج، متطورة الأسلوب والمفاهيم. فلم تكتف بإنجاز عادي، بل حلقت في فضاء الكلمات الشاسع، وحملتها جاذبيته لأعوام، قبل أن تحط الرحال في معجم لغوي من ستة مجلدات، يحضن في ثناياه مفردات لغة الضاد، بقديمها وجديدها. “المعجم” الذي اختارته عنواناً لرحلتها الشاقة في البحث عن حقيقة الكلمات وجذورها، وسط أكوام من الأخطاء الشائعة، يشكل رابطاً بين القديم والحديث، ومثالاً حياً على أن اللغة العربية لغة متطورة، لا يختص بها مكان بعينه، ولا زمان بعينه. وهنا حوار معها حول منجزها المعجمي: ? في رصيدك الأدبي الكثير من الأعمال الأدبية والنقدية، لماذا قررت العمل على المعاجم والقواميس، وهي فكرة لم تسبقك إليها امرأة في العالم العربي، لصعوبة تنفيذها؟ ? ليس المهم من يقوم بهذا العمل، امرأة كانت أو رجلاً، المهم وجود المقدرة للقيام بهذه الأعمال. أما سبب توجهي لهذه الأعمال، فهو النقص الكبير في المكتبة العربية، أو بالأحرى وجود الكثير من المعاجم الملأى بالأخطاء والثغرات. ? ما الذي يميز “المعجم” عن الكم الهائل من القواميس والموسوعات المتناثرة والمتناسخة في عالمنا العربي؟ ? “المعجم” هو نقطة وسط بين المعاجم القديمة التي ما زلنا بحاجة إلى استخدامها والرجوع إليها كلما أردنا قراءة نص عربي قديم، أو قراءة القرآن الكريم وتفسيره، أو قراءة الشعر العربي، وبين المعاجم الحديثة التي نسخت كل ما اعتبرته زائداً، بل وشوّهت اللغة في كثير من الأحيان، بحجة التطور ومواكبة الزمن. ? “المعجم” هو حصاد سنوات من العمل الجاد، بمساعدة فريق متخصص عمل بإشرافك، لماذا استغرق إنتاجه كل هذا الوقت، في حين نرى الكثير من المعاجم التي تنزل إلى الأسواق في غضون شهور قليلة من العمل والتحقيق؟ وإلى أي مدى تفاديت الوقوع في الأخطاء الشائعة؟ ? في الحقيقة، “المعجم” أخذ من الوقت ما يزيد على عشر سنوات، وهو وقت ليس طويلاً نسبة إلى العمل الكبير المقدَّم فيه، لأننا أفرغنا تقريباً كل الكلمات من المعاجم القديمة، وقمنا بتهذيبها واختصارها بما يناسب العصر، وقد صُحِّح المعجم أكثر من خمس مرات، وعلى أيدي متخصصين طبعاً. ? ما هو المنهج الذي اعتمدته في فهرسة الكلمات التي تجاوزت الـ71100 كلمة؟ ? اعتمدنا الطريقة الحديثة في الترتيب، وهي نطق الكلمة وكتابتها، لما يوفر ذلك على من يريد استخراج كلمة ما من وقت وجهد. ? بين قواميس الجيب وقواميس الإنترنت التي يسهل حملها والبحث فيها، وبين المعاجم اللغوية بمجلداتها الكثيرة، كلسان العرب وتاج العروس، جاء المعجم بمجلداته الستة ليكون أوسط الأمور، هل وجدت في ذلك تحدياً؟ ? من الصعب جداً في العصر الحالي أن يعود الإنسان إلى المعاجم القديمة التي تتألف من أكثر من عشرة مجلدات، لعدم توافرها إلا في المكتبات الخاصة، أو مكتبات المتخصصين والباحثين، ولصعوبة استخدامها أيضاً، أما المعاجم الحديثة فهي مليئة بالأخطاء الإملائية واللغوية، مع الأسف الشديد، ونلاحظ أن بعض دور النشر تعيد طبع معاجمها من دون تصحيح هذه الأخطاء، أما معاجم الإنترنت فهي ملأى بالأخطاء الكبيرة والقاتلة لهذه اللغة في المستقبل، إذا لم يتصرف المعنيون بالحفاظ على هذه اللغة للحد من وضع المعاجم من دون مراقبة أو محاسبة. والخطير في الإنترنت هو سرعة انتشار المعلومات، وأن من يعود إلى الإنترنت يظن نفسه قد ملك العالم بسرعة وسهولة، لكن مع الأسف لا أحد يتنبّه لهذه المخاطر. ? هل تفكرين في اختصار المعجم إلى مجلد واحد؟ ? طبعاً، نحن نعمل على ذلك، لأن الطلاب بحاجة إلى معجم أكثر سهولة ويستطيعون حمله، وكذلك نحن نعمل على معجم للصغار في المرحلتين الابتدائية والإعدادية. ? دخلت عالم المعاجم من قبل بإصدارك عدداً منها، كـ(المتقن)، فاستحققت عن جدارة لقب المرأة الأولى في عالم المعاجم والموسوعات، لكنك تفوقت على الآخرين من المعجميين الذكور من خلال “المعجم”، فما هي ردود الفعل التي وصلتك حتى اليوم؟ وهل تلقين التغطية الإعلامية المناسبة، أم تشعرين ببعض الغبن؟ ? كل من وصل إليه المعجم سعد به وأبدى رأياً جيداً، واليوم، “المعجم” بين أيدي بعض اللغويين المتخصصين، وهم يقومون بدراسة حوله، وأنا سعيدة بذلك، وأنا مستعدة لتقبّل أي ملاحظات حول المعجم، لتطبيقها في الطبعات المقبلة، إن كانت صحيحة. طبعاً، بدأت وسائل الإعلام تغطي ولادة هذا العمل الضخم، الذي يعتبر أكبر معجم في العصر الحديث، وهناك لقاءات تلفزيونية وإذاعية قمت وسأقوم بها قريباً. ? من الملاحظ أن سعر المعجم الأشبه بالموسوعة، لما يحتويه من معلومات ومفردات جديدة ومصطلحات خاصة بحقول العلوم والطب والهندسة والقانون وغيرها، منخفض نسبة إلى الجهد المبذول، هل المنافسة هي التي دفعتك إلى ذلك، أم ضعف الإقبال على شراء المعاجم، أم هناك أسباب أخرى؟ ? سعر المعجم لا يتناسب مع الجهد الكبير، ولا مع تكلفة العمل فيه على مر السنوات، لكن في الحقيقة أردنا من خلال ذلك أن يصل إلى أكبر شريحة من المجتمع، ولأنه كما تعلمين يصلح للمدارس والجامعات ووسائل الإعلام المرئية والمكتوبة. وأريد أن أشير إلى أن المعلومات العلمية والمصطلحات الحديثة كلها قد قام فريق متخصص في مؤسستنا (النخبة) على ترجمتها من لغاتها الأصلية، ولم نأخذ أياً منها من الإنترنت أو الكتب الأخرى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©