أبوظبي، عواصم (الاتحاد، وكالات)
أكد معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، فشل الدبلوماسية في تصحيح الخطاب والسلوك الإيراني الخارجي. وقال في تغريدة على حسابه في «تويتر» «السؤال المركزي بشأن مراجعة العلاقات مع إيران: هل نجحت الدبلوماسية والتواصل في تصحيح الخطاب والسلوك الإيراني الخارجي؟، والجواب «لا صريحة». جاء ذلك، في وقت أعرب البيت الأبيض عن شكره لدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية لاستراتيجية واشنطن الجديدة تجاه طهران. وقال في بيان:«الملك سلمان أشاد برؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء الاستراتيجية الجديدة التي تنتهجها الولايات المتحدة تجاه طهران، وأن ترامب شكر الملك سلمان على دعم السعودية، مؤكدًا أهمية مجلس التعاون الخليجي في التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في سوريا واليمن والعراق، وبلدان أخرى في المنطقة.
وأعلن ترامب أمس، أن هناك «احتمالا فعلياً» لإلغاء الاتفاق النووي مع إيران. وقال من البيت الأبيض «يمكن أن يكون هناك إلغاء كلي للاتفاق، إنه احتمال فعلي»، مضيفا أن المرحلة الجديدة يمكن أن تكون «إيجابية جداً».
لكن الاتحاد الأوروبي أبدى أمس تصميمه على الحفاظ على الاتفاق بعد تهديدات واشنطن بالانسحاب منه، فيما اعتبرت عدة عواصم أن هذه التسوية ضرورية لإقناع كوريا الشمالية بالعودة الى طاولة المفاوضات.
وتزور وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موجيريني مطلع نوفمبر الولايات المتحدة للدفاع عن الاتفاق، بعدما رفض ترامب الجمعة الإقرار بالتزام إيران بالاتفاق مهاجما إياها بشدة.
وسارعت الدول الكبرى الخمس الاخرى الموقعة على الاتفاق المبرم في 2015، روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، بالإجماع الى الدفاع عنه. وفي بيان مشترك عبرت باريس ولندن وبرلين عن القلق إزاء «التداعيات على أمن الولايات المتحدة وحلفائها» التي يمكن ان تخلفها الإجراءات التي يطالب بها ترامب.
وقالت موجيريني صباح أمس عند وصولها لحضور اجتماع الدول الـ 28 الاعضاء في الاتحاد في لوكسمبورغ «إنه اتفاق يعمل جيدا ونحتاجه من اجل أمننا».
ثم أعلنت لاحقا عن زيارة إلى واشنطن مطلع نوفمبر لحث الكونجرس على عدم الانسحاب من الاتفاق. وقالت «هذا الاتفاق ضروري من أجل أمن المنطقة» متحدثة باسم الدول الأعضاء الـ28.
وأضافت أنه في إطار من التوتر النووي الشديد مع نظام كوريا الشمالية سيجعل الانسحاب من الاتفاق «فتح حوار أو وساطة مع هذا النظام أكثر صعوبة».
وكانت موجيريني التي ترأست المفاوضات الطويلة التي أدت الى الاتفاق صرحت سابقا ايضا أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تجري عمليات التفتيش في المواقع النووية الإيرانية «لم تخلص أبدا إلى أي إخلال بالاتفاق» من جانب طهران.
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريل «يمكن أن تقودنا الى العودة الى مواجهة عسكرية» بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال وزير خارجية لوكسمبورغ «جغرافيا نحن قريبون جدا من إيران، أكثر مما هي الولايات المتحدة.. نحن بحاجة لهذا الاتفاق الذي يحظر على الايرانيين صنع قنبلة ذرية، إنها مصلحتنا الأساسية».
ورفض ترامب الاقرار بالتزام إيران بالاتفاق يفتح فترة من الترقب الشديد ويعطي الكونجرس مهلة 60 يوما لاعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران كان رفعها عام 2016 حسبما نص الاتفاق.
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان أن «القيام بقطيعة، سيكون مضراً للغاية» داعيا إلى أن يمارس الاتحاد الأوروبي «ضغوطاً على الكونجرس». ويرى الأوروبيون أن فرض عقوبات جديدة، وهو ما سيكون مخالفا للاتفاق، سيوجه رسالة خاطئة الى كوريا الشمالية.وأثارت تجارب الصواريخ البالستية بعيدة المدى التي قامت بها بيونج يانج في الأشهر الماضي واختبارها قنبلة ذرية في مطلع سبتمبر الماضي، توترا شديدا مع الولايات المتحدة ومخاوف من شبح حرب نووية جديدة.
وتساءل اسيلبورن، «إذا أنهينا الالتزام بهذا الاتفاق، كيف يمكن ان نقنع كوريا الشمالية بالعودة الى طاولة المفاوضات من أجل نزع الأسلحة النووية في كوريا».
وأضاف جابرييل «حين نفكر بمحاولات إيجاد حل متفاوض عليه مع كوريا الشمالية، ينتابنا قلق بأن التهديد بإنهاء الاتفاق مع إيران ينسف مصداقية مثل هذه الاتفاقيات الدولية».
لكن الأوروبيين يريدون أيضا إبداء حزمهم حيال بيونج يانج عبر اعتماد عقوبات جديدة ضد كوريا الشمالية. وهذه الإجراءات تتجاوز العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي في سبتمبر ردا على تجربتها النووية الجديدة.
وأوضح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون في بيان أن العقوبات الإضافية تنص على حظر صادرات النفط إلى كوريا الشمالية وكل الاستثمارات في هذا البلد لشركات من دول الاتحاد الأوروبي، اضافة الى خفض قيمة التحويلات المالية التي يمكن القيام بها من التكتل من 15 ألف يورو إلى 5 آلاف يورو.