الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الوطن.. ما هو؟

الوطن.. ما هو؟
30 نوفمبر 2016 19:28
عبد العزيز جاسم في هذه اللحظة الفارقة من الزّمن الضَّاري والدّمويّ الذي يجتاح العالم الآن، حيث الأوطان العربية من حولنا تُخترق وتُفَتَّت وتُحْتَل وتتساقط كأوراق الخريف. أقول: لكم نحتاج فعلاً في المقابل، إلى تعميق فهمنا بأوطاننا وتقوية ارتباطنا وانتمائنا بمكوناتها بقوّة. فالوطن، ليس شعاراً فارغاً ولا كلمة سائبة نردّدها من دون فهم ولا معنى؛ وإنّما هو حياة كاملة نعيشها بتفاصيلها ونحلم بها ونعيها ونبنيها معاً ونضحي من أجلها. وبناءً عليه: وبمناسبة اليوم الوطني للاتحاد ويوم الشَّهيد، واللذين أعتبرهما أعراساً للعزَّة والكرامة الوطنية؛ أكتبُ هذه الخَطَرات المتأمّلة عن الوطن. وبما أنني أقصدُ التِمَاس المعنى العميق من وراء ذلك؛ وجَدْتُني أعاود النظر من جديد، في هذه الكلمة المُذَّهبة التي تسكن أرواحنا وأفئدتنا دائماً: الوطن! فما الذي تعنيه حقاً مقولة الوطن؟ وكيف تشتغل فينا وتكوّننا، وكيف نتوحد بها وتتوحد بنا؟ ثم من أي الأغوار الدفينة تأتي هذه الكلمة الحارقة، لتصعد من قلوبنا كالنّار الصاعدة إلى أرواحنا وعقولنا مباشرةً؟ ولماذا كلما نطقناها وتذكرنا تفاصيل مداراتها، اكتسينا بالشوق والحبّ والشجن الشفيف حتّى الدمع، وعلت محيانا آلام وأفراح العالم كلها؟ عن هذه الكلمة وحدها إذاً، وما يدور في فلكها، أريدُ أن أكتب وأعيد اكتشافها. 1 في البدء، قد تتبدَّى مقولة الوطن، كما لو أنها قيلت في وقت من الأوقات، لمرة واحدة فقط وإلى الأبد. هكذا، مجرد كلمة من ثلاثة حروف: و، ط، ن، وكفى! فهذه المقولة، لفرط ما تم تداولها وتقديسها وتقديم الغالي والنفيس وأرواح الشهداء والأبرياء من أجلها، عبر الحقب كلها؛ قد أصبحت في أذهان معظم الناس من المسلمات والبديهيات الشائعة، التي قد تبدو وكأنها لا تحتاج إلى أي تفكير أو كدّ عقل بشأنها. فهي بالنسبة لهؤلاء شيء فطري، واضحة، وبسيطة، ولا تحتاج إلى أي تعقيد. ولكن، إن كان هذا صحيحاً في جانب صغير من الجوانب؛ إلاَّ أنه لا يجانبه الصواب دوماً، من جوانب أخرى كثيرة. لأن الاعتماد على الجانب الفطري والبديهي وحده في العلاقة مع الوطن، وخاصة لدى الشباب والناشئة منهم، لا يجنبهم ولا يحميهم من السقوط في براثن المتربصين بالوطن. كما لا يصونهم ولا يضمن لديهم، حس الولاء والانتماء والوعي بضرورة المحافظة على قدسية الوطن، وعدم التهور والانجراف وراء إغراءات الانحراف والخيانات المحتملة. لذا، إن كان الوطن، هو نظام اجتماعي وتربوي واقتصادي وسياسي وقانوني؛ فإنه في الصميم هو نظام ثقافي في معناه ومبناه. لأنه يتجلَّى بقوة، فيما تم نقشه على جلود الشعب من أثر وأحاسيس وعواطف، وما تم زرعه من ثقافة في صدورهم وذاكرتهم وعقولهم وخلجاتهم طوال حياتهم، من المهد إلى اللّحد، ما شكَّل بالتالي سيرتهم التاريخية وهويتهم الاعتبارية التي تميزهم عن سواهم. ولعل هذا بالضبط، ما يجعل الثقافة دائماً هي رديفة الوطن وعنوان وجوده في الأساس. فالوطن يكون من الصعب تفسيره أو استيعابه، من دون النظر إلى التراث الثقافي الروحي والمادي الذي شكَّل شعباً من الشعوب، وحفر عميقاً في تلافيف أغواره وأغوارهم معاً. هكذا، يتجذَّر الوطن في النبض والدّم والذاكرة والروح والشعور واللاشعور والعقل معاً، ويتحول إلى زمن برزخي سائب ومترجّح بين أزمنة الإنسان المختلفة، وفي المكان الواحد نفسه. إذْ أن الوطن بالدرجة الأولى، مرتبط بالإنسان بيولوجياً وسيكولوجياً وروحياً ودماغياً؛ بل أنه مرتبط بزمن الطفولة، والبراءة، والدهشة، واللّعب، وسرديات الجدَّات، وتنغيمات الحبّ، وشعريّة الشفافيات والحس الفردوسي بالمكان الأول. أي أنه مرتبط بعلامات الذاكرة الشخصية، التي طبعت الإنسان بطابعها في الصغر وفي بواكير النشأة، التي يصعب عليه نسيانها مطلقاً. وهذه كلها في المحصلة، وإذا ما انتبهنا جيداً، هي علامات ثقافية أساسية تنحفر في ذاكرة المكان والإنسان معاً. 2 ولكن ما المعنى الحروفي للوطن، وما الذي ترمز إليه تلك الحروف الثلاثة التي تحمل مسمَّى الوطن: الواو، والطّاء، والنون؟ إن الواو، في علم الحروف العربية، يظهر في حركته الخطية والبيانية، على أنه مركب من ثلاثة خطوط: مستلق، ومنكب، ومقوّس. وبما أن هذا الحرف، يعتبر من الحروف اللّينة؛ كما أنه ينتسب إلى المجموعة الجوفية التي لا يعيقها عائق حين يتم النطق بها، فإننا نستنتج من هذا القول، ومن الوضع الحركي له؛ بأن حرف الواو يشبه إلى حدٍّ بعيدٍ عملية الحَمْل والولادة، بما فيها من تشابه الوضع والتكوير والطلق عند المرأة الماخض أو الحامل. أما حرف الطّاء، فيعتبر من الحروف المنتصبة إلى أعلى. كما أن الطاء، ترمز إلى « اصطفاق أجنحة الطيور التي نسمعها». فهو من الأحرف « الشديدة « التي ترمز لقوة الحركة؛ كما أنه يرمز إلى الاستعلاء والتفخيم والقلقلة. لهذا كان ابن سينا، يقول بصدد المسموعات الطبيعية عن حرف الطاء؛ بأنه يرمز إلى « تصفيق اليدين». وهنا أيضاً نستنتج من المقاربة الحركية لهذا الحرف الثاني، أن حرف الطاء يرمز إلى مرحلة ثانية من مراحل عمر الإنسان. فبعد أن تجاوز مرحلة الولادة والطفولة، الظاهرة في حركة حرف الواو؛ ها هو نراه هنا في هذا النسق الحروفي الذي يبدو وكأنه يرسم قدر الإنسان، وفي تجاور حرفي الواو والطاء، يصل إلى مرحلة الشباب، بما تمثله عادة من قوة وعنفوان واستعلاء وتفخيم. ولعل شكل الحرف نفسه، يجعلنا نتخيل مشهد شخص يقف على تل مرتفع أو على جبل ربما، ويرفع رايته عالياً كعلامة انتصار على وصوله إلى القمّة. الأمر الذي يتطلب بالضرورة، قوة تحمل وحركة صعود وانتصاب وزهو، تماماً مثلما ترمز إليه حركة الطّاء ذاتها. ولعل هذا ما تمثله وما تتطلبه في العادة، مرحلة الشَّباب والعنفوان والفتوة. أمّا حرف النون، فهو حرف مركب من خط مقوّس هو نصف الدائرة، وفيه سنّة مقدرة في الفكر. وهو يعتبر من الأحرف الذلاّقة. والذلق تعني الطَرَف؛ كما أنه يعتبر من الأحرف الرخوة، والرخاوة تشبه جسد الميت الرخو. والنون تثير في النفس مختلف الأحاسيس والمشاعر، ومعناها كما يقول العلاّمة عبد الله العلايلي، «للتعبير عن البطون في الأشياء»، أو كما يعبر زكي الأرسوزي، « للتعبير عن الصميميّة». وهو حرف أنثوي رقيق أنيق، موجود في الناي وآلة الصوت وفي الألم العميق. أي أن حرف النون في مقاربتنا الشخصية هذه، يشبه في رسمه حفرة القبر التي يرقد فيها الميت؛ حيث يصحب موكب موته مشاعر الحزن والألم والأنين. النون إذاً، وبهذا الشكل، هي علامة على نهاية عمر الإنسان وتوقف أجله نهائياً. إنها حركة رسم مدفن أو ضريح، وما النقطة الظاهرة في النون إلاّ الجثّة التي ترقد في هذا الضريح نفسه. وعليه، فإن الحروف المشكلة لكلمة وطن في اللغة العربية، وإذا ما قبلنا بهذا التفسير الدلالي؛ ترمز مجتمعة إلى تلك المراحل العمرية الثلاث التي يمر بها كل إنسان بل كل وطن، وأقصد بها: الولادة والحياة والموت، أو الطفولة والشباب والشيخوخة. ولعل هذا، ما يؤكد على كائنية الوطن ومسار تطور ولادته وحياته ومماته. هنا أيضاً، أودُّ أن أضيف نقطة هامة، وهي أن الوطن لا يعني موطن الإنسان ومحلّه أو المنزل الذي يقيم فيه فحسب، كما يشي المفهوم اللغوي للفظة وطن؛ بل هو إضافة لذلك، وبحسب ما حاولت كشفه في النسق الرسومي لحركة الأحرف الثلاثة المعبرة عن تلك الكلمة، يعني الفضاء الزماني الذي يعبر عن حياتنا منذ مولدنا وحتى مماتنا. وهذا يعني بأن الوطن، لم يعد حالة مكانية ثابتة ومستقرة فحسب، بقدر ما هو كذلك حركة زمانية دائمة ومتجدّدة ومتغيرة كجريان النهر الدّفاق بين ضفاف الأرض الواحدة. ففي الحركة علامة نشاطه وتطوره وحياته، وفي الجمود علامة تأخره وتخلفه وموته. 3 من جانب آخر، يبدو أن حركة التغير والتجدّد المصاحبة لمفهوم الوطن، كما أوضحت أعلاه، تتوافق تماماً – في تصوري - مع رمزية الأنوثة على طول الخط. وذلك لما يرتبط برمز الأنوثة، من إخصاب وانبعاث وولادات ووجد وامتلاء. فالوطن، بحسب جيلبير دوران، «يصور بشكل شبه دائم بملامح أنثوية». ولكم هذا صحيح في تصوري، فلو نظرنا إلى أسماء الدول على سبيل المثال، فسنجدها تحمل أسماء مؤنثة (أميركا، فرنسا، المغرب، إسبانيا، الهند، البرازيل، اليابان). وكذلك الحال، فيما يتعلق بأسماء المدن (القاهرة، بغداد، بوغوتا، لندن، بيروت، بكين، دمشق). وأيضاً، أسماء بعض الدوائر الحكومية أو المحلية (وزارة، مؤسسة، جمعية، دائرة). أضف إليها أشكال الحكم نفسها، فهي مؤنثة أيضاً (دولة، جمهورية، مملكة، سلطنة، إمارة). الأنوثة إذاً تغطّي جميع رموز الوطن أو البلدان، حيث الأوطان والبلدان لا يمكن لها أن تكون سوى مؤنثة في نهاية المطاف. ألم يقل شيخنا الأكبر ابن عربي، بأن «المكان إذا لم يؤنث لا يُعَوّل عليه»؟ وفعلاً، لا يمكن التعويل عليه. لهذا فإن منزع الأنوثة الذي تصطبغ به الأوطان كافة، يعود أساساً إلى عالمية الاعتقاد وقدمه عند أقدم الشعوب بأمومة الأرض، وأن الأرض تعتبر بطن الأم الذي خرج منه جميع البشر، وأيضاً إليها يعودون. فالأرض هي أم الأمهات جميعهن، بل هي المرأة العظمى المقدّسة التي تتجمّع فيها كل نساء الأرض ورموزهن. ولعل بعض القبائل البدائية، كما يوضح دوران، ما زالت تعتقد بأن نزع الأخشاب يعتبر خطيئة كبرى؛ لأن ذلك «يتسبب بجرح الأم «. لهذا أحسن تعاملك مع أرضك، كما يقول تشيف سياتل؛ لأنك «لم ترثها عن والديك وإنما تستعيرها أنتَ من أطفالك». 4 المرأة والحال هذه إذاً، هي صنو الوطن وحاملة رمزه الأبدي، فكل ما يهينها وينتقص من قدرها ويحط من شأنها، ينعكس مباشرة، على قلة احترام الذكور للأرض التي ينتسبون إليها، وللوطن الذي يحملونه ويتوحدون به ويبنونه بسواعدهم جميعاً. لأن احترام الذكور للمرأة، لا ينبغي له أن يظل طافياً فيما يحتفظون به من مشاعر عاطفية وجانبية وتقليدية للمرأة عادة، بل هو في الأعمق ينبغي أن ينبع من عشقهم الصميمي وارتباطهم الجوهري، لما يمثله الوطن وما يتماهى به مع معنى الأنوثة في الصميم. لهذا، وللوصول إلى هذه القيمة العالية في احترام ما يمثلهم من رموز، عليهم أن يباشروا في تعميم الوعي الإيكولوجي – البيئي في المجتمع. لأنهم عندما يعون متطلبات بيئتهم، ويعرفون كيف يحافظون عليها ويصونونها من الخراب والملوثات؛ فإنهم في الوقت ذلك يكونون قد أسسوا للوعي بمتطلبات الأرض والأنوثة والإنسان عموماً، والوطن من فوقهم جميعاً. 5 لذا، ولكيلا يكون الوطن، مجرد تابوهات أو متحف مومياءات محنطة، أو بورصة طائفيات أو عرقيات أو تحزبات، توزع في هذه الجهة أو تلك. وأيضاً، لكيلا يتم اختطاف الوطن من قبل عصابات ضالة ومعادية ومتآمرة، لا تفهم معنى الوطن ولا تعترف بالأوطان أصلاً. على أهله أولاً، أن يرتقوا في فهمهم وسلوكهم إلى مستوى الوطن، وأن يجعلوه فضاء إيجابياً للتسامح والمحبّة والأمان والسلام والسعادة والابتكار واحترام الآخر، كما هو حاصل مثلاً في تجربة الإمارات الاستثنائية اليوم. وأن يحصنوه من تلك الأفكار والتيارات الحقودة والانتقامية المضللة والمتخلفة، وأن ينظِّفوا رؤيتهم له من الغبش والقذى، وأن يغنوه بتبصراتهم ومعارفهم وأعمالهم وقيمهم الحضارية وأفكارهم الروحية والإنسانية النّيّرة والخلاّقة، التي تمكن بلدهم من الاندفاع إلى الأمام وتحفظه من أيّ مكروه أو أذى. لأن الوطن، أي وطن، هو بحاجة إلى إرادة عظيمة وصدق كبير ومحبّة خالصة، وإلى يقظة عالية وإدارة صالحة ومتميزة، وإلى رعاية دائمة ودعم مستمر، كي تتفتح أزهاره وتشرق شمسه ويحفظ كالجوهرة في الصدور. فمثلما يطلبون من الوطن أن يحملهم ويحفظهم، عليهم هُم أيضاً أن يحملونه في قلوبهم ويحفظونه في مهجهم، وأن يتعلّموا كيف يرفعونه ويحلّقون به عالياً، وكيف يجعلونه ملازماً لهم كظلهم، حتى لو تغربوا أو هاجروا أو ماتوا بعيداً عنه مثلاً. أقول: إن الوطن يستحق من أهله الكثير، من التضحيات والاهتمام والحكمة. فهو يتطلب منهم ألا يتحولوا إلى مجرد أخشاب طافية، أو وحوش تنهش بعضها بعضاً، أو مجرد أفواه مفتوحة ومستعدة للفساد والالتهام فقط. كما يتطلب منهم، أن يكونوا بحجم هذا المعنى الوطني الجليل المحلوم والمنشود دائماً، وأن لا يرهنوه مطلقاً لحكومات مستبدّة وقامعة. فلكي يستوعبوا حكمة الوطن المذَّهبة، بل لكي يستحقوا الوطن فعلاً كما يستحقهم؛ فلا بد لهم ألاَّ يعاملوه مطلقاً كما لو أنه شيء قد تم إنجازه وانتهى إلى الأبد. لأن الأوطان، تترهل وتشيخ وتتوقف وتموت، حين تُعامل كسلع أو خردوات أو كعربات عتيقة ومستهلكة. فالوطن مثل الشجرة العظيمة السامقة، بحاجة دائمة للماء والهواء والشمس والرعاية الفائقة، كي يتنفس وينمو ويكبر ويشرق ويَهَبَ خيره ويظلل الجميع بظله الوارف الجليل. لهذا لابد لهم جميعاً، أن يمتلؤوا بالوطن حدّ الثِّقل، حدّ التوله والعشق والقداسة، وأن يكونوا حاضرين دوماً عند كل شاردة وواردة، تصدر منه أو تمس روحه أو تحاول أن تعتدي عليه وتؤذيه في الصميم. لأنهم من دون وطن يوحدهم ويتوحدون به، ويستوعبونه ويستوعبهم، ويحميهم ويحمونه، ويحضنهم ويحضنونه، ويحبّهم ويحبّونه؛ فإنهم سيكونون لا شيء، مجرد أموات أو أطياف شاردة أو مشرَّدة في ثوب أحياء، أو بالأحرى، مجرد أخوة أعداء تحت سقف واحد. وهذا يعني هروب الوطن من الوطن، أو ببساطة، اختطافه واغتياله واغتيال شعبه بدم بارد. 6 لقد حلم الفيلسوف الروماني الأصل سيوران، ذات يوم، بعالم نموت فيه من أجل فاصلة فقط. ولكن ماذا ترانا نقول نحن في الإمارات، من بقينا على مدار 45 عاماً، نحلم ونعمل – حكومةً وشعباً - من أجل حلم زايد الكبير المؤسس. أقول: نحلم بعالم نموت فيه ونحيا، من أجل وطنٍ متوحّدٍ يكون سُرَّة العَالَم وبهجته: يقهر الظلام بالضوء، ويعمل على رفع فجر الأمم الحبيس من قعر الهاوية. ولقد نجحنا، وكبر حلمنا أكبر وأكبر، وقفزنا نحو المريخ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©