الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما الإماراتية تتألق.. والخليجية في «فخ» التكرار

الدراما الإماراتية تتألق.. والخليجية في «فخ» التكرار
25 يونيو 2015 08:36
تامر عبدالحميد (أبوظبي) أسبوع واحد من عرض دراما رمضان في «ماراثون» 2015، كان كافياً لكي يتابع الجمهور أغلب المسلسلات التي قدمت في رمضان هذا العام، وخصوصاً الأعمال الدرامية الإماراتية والخليجية، التي حظيت بمتابعة كبيرة في أولى حلقاتها، ومع الاختلاف بين هذه الأعمال في القوة والضعف من نواحٍ فنية مختلفة، فإن عدداً من الفنانين والمنتجين والنقاد الفنيين الإماراتيين، عبروا عن رأيهم بكل صراحة في مستوى الأعمال الدرامية الإماراتية والخليجية التي عرضت على أهم الشاشات الفضائية. حيث أكد المنتج والفنان سلطان النيادي الذي لم يظهر هذا العام بأي عمل فني في رمضان 2015، أن الدراما الخليجية التي قدمت هذا العام ومع الأسف، تكرر نفسها من جديد، سواء من ناحية النص أو القضايا التي يطرحها العمل أو المضمون نفسه، إضافة إلى ضعف الإبداع في طريقة التصوير، لافتاً إلى أن أغلب القضايا التي قدمت في الدراما الخليجية كانت مكررة لما سبقها من أعمال في السنوات المقبلة، الأمر الذي ثبتها على المستوى نفسه، ولم تتخط خطوة واحدة إلى الأمام. زخم درامي ووسط الزخم الدرامي الكبير، أوضح النيادي أن ضعف الدراما الخليجية، جعل الدراما الإماراتية تظهر وبشكل مميز على الشاشات التلفزيونية، وقال: ما يهمنا أن الدراما الإماراتية بدأت تتحرك، وتأخذ مساراً مميزاً وسط الأعمال الدرامية الأخرى سواء الخليجية أو العربية، خصوصاً مع وجود دعم كبير من قبل بعض الشركات، مثل «أبوظبي للإعلام» التي ساهمت وبشكل كبير في رفع مستوى إنتاجات الدراما الإماراتية عالياً، وأظهرت أعمالاً متميزة وإماراتية خالصة، مثل مسلسل «شبيه الريح»، الذي لعب بطولته عبدالله زيد وجمعة علي وكتبه الإماراتي جمال سالم، معتبراً أن هذا العمل هو ما يمثل الإمارات، خصوصاً أنه الوحيد تقريباً الذي تم تنفيذه بفريق عمل إماراتي كامل، وهذا ما يحسب له، لاسيما أن الأعمال الإماراتية الأخرى، رغم أنها إنتاجات محلية، إلا أن مشاركة ممثلين فيها من جميع أنحاء دول الخليج، أعطاها صفة العمل المشترك. أعمال «تافهة» ومن خلال متابعته لبعض حلقات من المسلسلات التي عرضت في الأسبوع الأول من رمضان، يرى الفنان والمنتج حبيب غلوم أن الدراما الخليجية تسير على مستويين، الأول يتعلق بالأعمال الهادفة التي تحظى باحترام وتقدير المشاهد، نظراً لأنها تضمن قصة على مستوى عال، ومشاركة مجموعة من نجوم الدراما الذين يضيفون لهذه الأعمال، لما يمتلكون من قدرات فنية هائلة، فهذه الأعمال تحديداً تمثل إضافة للدراما الخليجية، ويشجع زملائه من الفنانين الإماراتيين بالمشاركة في بطولتها. ولفت غلوم إلى أن القسم الثاني من هذه الدراما لا يرقى لمستوى المشاهدة، لأنه يتميز بالضعف الشديد سواء في الطرح أو المضمون، أو حتى على مستوى الأداء التمثيلي، لدرجة أنه وصف مثل هذه الأعمال بـ «السطحية». مسار صحيح ويؤكد غلوم أن الدراما الإماراتية اليوم تنهض وبقوة بفضل جدية المنتجين وطموح الفنانين، واهتمام الكتاب بالسيناريو، وهو ما أهلها لأن تصبح الدراما الأولى في منطقة الخليج على الأقل في الوقت الراهن، وذلك بفضل الدعم المتواصل من «أبوظبي للإعلام» ومؤسسة «دبي للإعلام»، بما يعد ذلك مبادرة لإنعاش الدراما الإماراتية ووضعها في المسار الصحيح. منافس قوي وأوضح الناقد الفني والكاتب والمخرج الإماراتي منصور اليبهوني الظاهري، أنه لا أحد ينكر أن الدراما الإماراتية هذا العام قد تفوقت على نفسها كثيراً، وأصبحت منافساً قوياً للدراما الخليجية وكذلك العربية، فمع مجموعة المسلسلات التي تعرض على قنوات الدولة، فقد أظهرت تميزاً واضحاً سواء من ناحية الإنتاج والإخراج وحتى أداء الممثلين أنفسهم، واختيارهم للأدوار التي يلعبونها أمام الشاشة الصغيرة. وأضاف: لكن رغم كل هذا التطور والانتعاشة الفنية التي تعيشها الدراما الإماراتية، فإن هناك ملاحظة يجب أن تأخذ بعين الاعتبار في الأعمال المقبلة، إذ هناك بعض الأعمال النادرة والناجحة جداً، والتي تحقق أعلى نسب مشاهدة عبر الشاشات أو موقع «يوتيوب»، لكنها مع الأسف لا تهتم كثيراً باللهجة الإماراتية المعروفة، لنجد أنفسنا في حاجة إلى مترجمين لمعرفة بعض الكلمات التي تنطق في أحداث العمل ولا نعرفها، الأمر الذي يؤثر بالسلب على العمل نفسه، فيجب أن تكون اللهجة الإماراتية المستخدمة في المسلسلات سليمة وسهلة ومتداولة بين المواطنين، ولكي يفهمها أيضاً المشاهد في الدول الخليجية والعربية الأخرى، مشيداً ببعض الممثلين الذين أظهروا براعة في التمثيل خلال الحلقات الأولى من أعمالهم الدرامية مثل عبدالله زيد وأحمد الجسمي وفاطمة الحوسني ومروان عبدالله. «سيلفي» الأفضل ولفت الظاهري إلى أنه إلى جانب الجرأة في الموضوعات المقدمة، فإن الدراما الخليجية لم تقدم جديداً في رمضان 2015، فالقضايا والمشاهد والقصص مكررة، ولا نشاهد إلا الحزن والكآبة والرومانسية والفتاة المشتتة ومشاكل الشباب في المدارس والبيوت، إلى جانب الماكياج الصاخب لأغلب بطلات هذه الأعمال، والذين نشاهدهم كل عام تقريباً بالصورة نفسها، مستثنياً بين كل ما قدم في الدراما الخليجية مسلسل «سيلفي» للممثل ناصر القصبي، حيث يرى أنه الأفضل بين الأعمال الخليجية التي قدمت هذا العام، نظراً لفكرته الجديدة والمختلفة والجريئة في الوقت نفسه، وقال: رغم أن القضايا التي عرضت في المسلسل بحلقاته الأولى وأثارت الكثير من الجدل، لدرجة أن القصبي هدد من قبل «داعش» بفصل رأسه، إلا أنني أجد أنه العمل المناسب للمشاهد العام من كل أنحاء الوطن العربي ودول الخليج، لاسيما أنه يتحدث عن قضايا تمسهم ويطرح رسائل مهمة تعايش معها الناس من قبل مثل أحداث المطرفين والمتشددين، لكن بطابع كوميدي ساخر وجميل، فهو بالفعل عمل خليجي مميز ثري بالمحتوى ومغلف بالعديد من الأفكار الهادفة. أزمة كتاب وعن رأيه فيما قدم في السباق الرمضاني هذا العام في الدراما الخليجية قال المخرج الإماراتي عمر إبراهيم: الدراما الخليجية «مكشوفة» من 20 سنة، نفس المشكلات والقضايا، التي تقدم كل عام لكن بشكل جديد وصورة مختلفة، فللأسف لا تزال تعاني من أزمة كتاب، الأمر الذي يتسبب في تحميل العبء كاملا على المخرج، لذلك تجد في الأعمال الخليجية أن الصورة مبهرة، والمشاهد مصورة بأعلى التقنيات وأفضل الكاميرات، لكن للأسف من الخارج عالي الجودة، ومن الداخل «فارغ». وأشاد مخرج مسلسل «عام الجمر»، في بعض المسلسلات التي يتوقع لها أن تكون في الصدارة لهذا العام، مثل المسلسل الكوميدي «شبيه الريح»، معترفاً بأن الدراما الإماراتية أصبحت رقم 1 في الخليج، إلى جانب التميز في تقديم المسلسلات الكوميدية، إذ تعتمد على كوميديا الموقف البسيطة، مثل مسلسل «شبيه الريح»، إضافة إلى إشادته بمسلسل «لو أني أعرف خاتمتي» الذي أظهر فيه أبطاله تفوقاً تمثيلياً، إلى جانب القصص الاجتماعية المختلفة فيه، لافتاً إلى أن التطور الكبير الذي تعيش في الدراما الإماراتية يعود إلى الأفكار الجديدة والمختلفة من الكتاب والمؤلفين، لاسيما أن السيناريو في أي عمل هو الأهم، مشيداً بتجارب العديد من الكتاب خلال هذا العام مثل محمد حسن أحمد ويوسف إبراهيم وجمال سالم وإسماعيل عبدالله. أعمال إماراتية متميزة يرى المخرج والناقد الفني منصور الظاهري أن الدراما الإماراتية ستكون المنقذ الوحيد للدراما الخليجية، وقال: لا أصرح بذلك كوني إماراتياً، لكن الحقيقية يجب أن تقال، فما قدمته الدراما الإماراتية خلال السنوات القليلة الماضية، يجعلها تتفوق بكثير عن الدراما الخليجية، وتجعلها المنقذ الوحيد لها من التكرار، مشيداً بما شهده هذا العام على الشاشة الصغيرة من أعمال إماراتية متميزة، خرجت من خلال صناعها بأفضل صورة، وبموضوعات وقصص ترقى بمستوى المشاهد الإماراتي والخليجي معاً. عنوان * كادر/ حالة ملل يرى الفنان حبيب غلوم أن الدراما الخليجية موضوعاتها تميزت بالتشابه في الطرح، وهو ما يدفعها إلى إشكالية التكرار؛ لذا نجد المشاهد في الغالب يصاب بحالة من الملل. * كادر/ أعمال إماراتية متميزة يرى المخرج والناقد الفني منصور الظاهري أن الدراما الإماراتية ستكون المنقذ الوحيد للدراما الخليجية، وقال: لا أصرح بذلك كوني إماراتياً، لكن الحقيقية يجب أن تقال، فما قدمته الدراما الإماراتية خلال السنوات القليلة الماضية، يجعلها تتفوق بكثير عن الدراما الخليجية، وتجعلها المنقذ الوحيد لها من التكرار، مشيداً بما شهده هذا العام على الشاشة الصغيرة من أعمال إماراتية متميزة، خرجت من خلال صناعها بأفضل صورة، وبموضوعات وقصص ترقى بمستوى المشاهد الإماراتي والخليجي معاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©